أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم ان "المقاومة اللبنانية حقِّقت أولَ وأضخم وأكبر إنجاز في طرد العدو الصهيوني في معركة عسكرية طاحنة ومؤثِّرة، ولا يخفى أنَّه للمرة الأولى ينكشف أنَّ الجيش الذي لا يُقهر يمكن قهره وإخراجه وتعطيل هدفهُ في هذا الاحتلال
وفي حديث لوكالة "مهر" اوضح قاسم ان "من المعلوم أنَّ انتخاب رئيس الجمهورية يتطلب حصوله على ثلثي أعضاء المجلس النيابي الذي يتشكل من 128 عضواً وهذا في الدورة الأولى، أمَّا في الدورة الثانية فيحتاج إلى النصف زائد واحد أي 65 نائباً، وطبيعة تركيبة هذا المجلس النيابي طبيعة مشتتة بحيث يوجد 7 إلى 8 كتل نيابية فضلاً عن المستقلين وهناك تفاوت كبير في القناعات والاتجاهات السياسية والعملية، فلا يوجد انقسام عامودي إلى اثنين حتى يسهل أن نقترب من فريق دون آخر، وإنما يوجد انقسام إلى عدة اتجاهات؛ بهذه الحالة المطلوب أن تقترب بعض الاتجاهات من بعضها لتشكِّل قدرة على الاتفاق".
وتابع :"بالنسبة إلينا نحن نعمل على توفير العدد الملائم بالاتفاق بيننا وبين بعض الكتل، وغيرنا يعمل بهذه الطريقة وقد شهدت جلسة الانتخابات الشهيرة في 14 حزيران 2023 في المجلس النيابي أنَّه كان مطروح إسمان هما "سليمان فرنجية" و"جهاد أزعور" ولم يستطيع أي فريق أن يحصل على النصف زائد واحد فضلاً عن الثلثين في الدورة الأولى بالأصل؛ إذاً المشكلة لها علاقة بالجميع ولسنا نحن وحدنا من يتحمل المسؤولية فقط، وقد سمعنا تصريحات من الطرف الآخر أنّه لو تمكَّنا كحزب الله وحركة أمل ومن معنا أن نتوَّفق لجمع 65 نائباً في الدورة الثانية فهم سيعطِّلون الانتخابات لأنَّهم لا يريدون لمرشح لدينا أن يصل إلى المجلس النيابي، إذاً من المعطِّل؟!".
ولفت قاسم الى ان "شروطنا هي من أهم الشروط المطروحة في لبنان، كل ما نقوله أنَّنا نريد رئيساً وطنياً جامعاً للبنانيين ويتعاون معهم جميعاً، وينفتح على الدول العربية والأجنبية ولا يكون تابعاً ولا يطعن المقاومة في ظهرها، هذه شروط وطنية وليست خاصة إنما يستفيد منها الجميع"، مشيرا الى "اننا دعونا إلى الحوار من أجل أن نقرِّب وجهات النظر بسبب هذا التوزع الموجود في المجلس النيابي، لا يمكن أن يكون الحوار بالتراشق الإعلامي وكيل الاتهامات، هذا ليس حواراً بل هذا تنافر وتباعد، أمَّا الحوار فهو عبارة عن نقاش يمكن أن يكون بطرح الأسماء وتبيان المواصفات واختيار المواصفات الأفضل بطريقة منطقية وطنية جامعة ويمكن أيضاً أن توضع الشروط المناسبة للطمأنينة عند الأطراف المختلفين ويتفقون عليها، كما يمكن أن يؤدي الحوار إلى الاتفاق على مواصفات للرئيس وما يمكن أن يقوم به بالإجمال في رؤيته أو توجهاته، ثمَّ بعد ذلك يتم تطبيق هذه المواصفات على إسم من الأسماء المطروحة بالتفاهم والحوار والتعاون".
ورأى قاسم ان "نصرُ المقاومة في لبنان في مواجهة عدوان إسرائيل سنة 2006 لمدَّة 33 يوماً هو نصرٌ استثنائي وتاريخي ومفصلي، لأنَّه حصل في مواجهة عدو إسرائيلي أربكَ المنطقة وعطَّل تنميتها واحتلَّ فلسطين ومدَّ احتلاله إلى أراضٍ عربية عدة".
ورأى قاسم ان "إسرائيل تحاول أن تحقِّق إنجازات صغيرة ومحدودة في قضم أمتارٍ هنا أو هناك أوتثبيت احتلالها أو إعطاء صورة بأنَّها حاضرة من خلال منواراتها، ولكن هذا كلّه لا يؤدي إلى حرب مباشرة ولا يعني أنَّ إسرائيل الآن في حالة استعداد كبرى للحرب، في المقابل المقاومة تقوم بما عليها من الاستعدادات والقيام بالمناورات والتحرك على الأرض والانتباه إلى ما يجري على الحدود، وكذلك جمع المعلومات والاستمرار في التدريبات".
واضاف :"كل هذه الأمور تحصل ولكن لا يوجد قرار لدى المقاومة الآن بمواجهة عسكرية شاملة مع العدو الإسرائيلي. إذاً من جهة الطرفين لا يبدو أنَّ الأجواء أجواء مساعدة على حرب في هذه المرحلة، وبناءً عليه لا يحتاج الأمر إلى أكثر من تحذير لحكومة الاحتلال وتذكير لقيادته العسكرية أنَّهم إذا أخطأوا في التقدير فهم يعلمون تماماً جهوزية المقاومة واستعدادها للمواجهة والرد، وهذا الأمر جاء على خلفية تهديدات قادة العدو الإعلامية التي تكررت في الفترة الأاخيرة وإن كنَّا نعلم أنَّها تهديدات غير حقيقية وغير فعّالة ولكن لا بدَّ أن نذكر العدو وجيشه وشعبه أننا جاهزون لتكون حساباتهم أدق".