Lebtalks
من رحم المعاناة ولدت الجبهة الوطنية لعودة النازحين.
معاناة لبنان من ازمة نزوح لا مثيل لها في تاريخه. انهكته واستنفدت كل قواه وامكاناته حتى باتت تشكل خطراً على وجوده وكيانه. فما يجري في ملف النزوح السوري والخشية من اقامة وطن بديل للسوريين لا يمكن ان يمرّ مرور الكرام.
يمنى بشير الجميّل ايقنت الخطر وقامت بتأسيس تلك الجبهة مطلقة النداء لجميع الشركاء في الوطن، مسلمين ومسيحيين، كي يتعاونوا ويشبكوا الايادي حفاظاً على بلدهم.
عضو الهيئة المهندس شادي معربس ينطلق في حديثه لـ LebTalks من خلفية تأسيس الجبهة. ويقول: “النزوح السوري شكّل منذ 12 عاماً خطراً ديمغرافيّاً اقتصاديّاً وبدأ يشكل خطراً جدّياً على الهوية والكيان بعد تزايد اعداد السوريين، اذ كشفت آخر دراسة ولادة سوريَيْن مقابل لبناني واحد”.
الدافع الاساسي لخلق تلك الجبهة في هذا التوقيت بالذات يضيف معربس، هو قرار البرلمان الاوروبي في البند 13 منه، الذي يطلب من لبنان التوقيع على معاهدة 1951 وتقضي بمنح صفة لاجئ على النازحين السوريين. ويتابع: “كل شروط التمويل وضعت مقابل الاقامة، ومفوّضية اللاجئين ترفض اعطاء الداتا للدولة اللبنانية مشترطة دمج السوريين بالمجتمع اللبناني. وامام تخاذل الحكومة التي لم تتخذ اي موقف او اي خطوة ملموسة وفي ظلّ الخوف من توقف التمويل عن النازحين والذي يمكن ان يؤدي الى انفجار كبير جداً ارتأينا انطلاقاً من واجباتنا الوطنية القيام بشيء ما”.
الخطوة الاولى نحو انطلاق عمل الجبهة كانت اللقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الذي كان “اكثر من مرحب وداعم للخطوة” كما يؤكد معربس. ويشير الى انهم طلبوا منه الدعوة الى عقد قمة روحية لان الموضوع يعني الوطن كلّه وجميع اللبنانيين ووضعوه في صورة خارطة الطريق والورقة التي يتم التحضير لها.
يوضح معربس ان الورقة تضمّ شقين: الشق العملي ويفرض على الدولة التحرك على 3 محاور هي: التفاوض اولاً مع الدولة السورية باعتبار ان عودة النازحين لا يمكن ان تتحقق من دون ذلك، والتفاوض ثانياً مع السعودية نظراً لموقفها المتقدم جدّاً في القمّة العربية الاخيرة ومفاده ضرورة العودة واعادة اعمار سوريا. و”من دون هذا الغطاء العربي الاساسي لا يمكن تحقيق نتائج”، واخيراً اطلاق حوار مع الاتحاد الاوروبي او مع الاحزاب الاوروبية التي تدرك خطورة المسألة.
يؤكد معربس ان الجبهة بدأت جولتها ولقاءاتها المكثفة على المعنيين في لبنان ومن بينهم وزير الشؤون الاجتماعية، منطلقة من دعوة مؤسستها يمنى الجميّل لجميع اللبنانيين لكي يكونوا يداً واحدة وشركاء في هذه المهمّة الوطنية لان الموضوع اساسي ومصيري على وجود لبنان.
وعن الآمال المعقودة للوصول الى نتيجة بالرغم من التعنت الغربي، يقول معربس: “نحن امام حلّ من اثنين امّا ان نرضخ للارادة الدولية، وامّا ان نعمل جاهدين لمنع ذلك وان نقوم بواجبنا الوطني، وسبق ان اختبرنا هذا الامر في العام 1975 حين حاولوا انشاء وطن بديل للفلسطينيين وقد واجهه اللبنانيون ومنعوا من تحقيقه”.
يقرّ معربس ان المسيرة النضالية طويلة والمهمّة صعبة وليست سهلة لكن ” اذا اتفق جميع اللبنانيين فلا احد يمكن اخضاعهم او اجبارهم على تغيير هوية لبنان”.