صونيا رزق - الديار
بدت كلمة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الثلاثاء الماضي، بعد اجتماع تكتل "لبنان القوي" لافتة ومتشعبة ودسمة، اذ شملت مواضيع عدة لم يترك خلالها أي ملف إلا وفنده، خصوصاً الملف الرئاسي، متحدثاً عن التعطيل والفراغ، فوجّه " اللطشات" الى دول الخارج قائلاً:" انتخاب الرئيس أمر سيادي يقرّره اللبنانيون وليس الخارج عنهم ، ولا حتى دول اللقاء الخماسي منفردين أو مجتمعين، اذ يمكن للدول الاجتماع وتحديد شروط مساعدة لبنان وهذا حقهم، وأما القرار بشأن انتخاب رئيس للجمهورية فهو لنا"، واعتبر" ان الحوار مرغوب اذا كان يولد الحلول، ولكنه يبقى مرفوضاً اذا كان لتمرير الوقت لحين ايجاد الظروف الخارجية، التي تفرض الحل او الشخص على اللبنانيين او على الفريق الاخر".
هذا الكلام إستبق مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، مفاده وفق مصادر معارضة، بأنّ رسالة عنوانها لا للحوار الذي سيحمله المسؤول الفرنسي في جعبته، لانه لن يقدّم ولن يؤخر، وبالتالي ليس الخارج من يختار الرئيس بحسب مصالحه، اي بمعنى اوضح " لم يترك باسيل للستر مغطى"، لكن بهدوء بعد توزيعه السهام المبطّنة في إتجاه بعض الشخصيات المرشحة الى الرئاسة وبطريقة خفية، معتبرة بأنّ من يقف ضد الطموح الرئاسي لرئيس "التيار" سيبقى من ضمن الاسماء المرفوضة بالنسبة له، مهما كانت صفاتها وسيرتها الذاتية وتاريخها السياسي ايجابيين.
ورأت المصادر المذكورة بأنّ سهام باسيل طالت أسماءً توافقية، من المحتمل جداً ان تكون ضمن جعبة لودريان، لطرحها خلال الحوار الذي وعلى ما يبدو ولد ميتاً، لان لا طاولة لحوار يجمع الاضد،اد، وفي حال حصلت عجيبة وعقدت تلك الطاولة، فلا شك انها ستبقى صورية ولا نتيجة لها.
واشارت المصادر الى انّ باسيل يجرف الجميع سياسياً اليوم، من خلال إستبعادهم عن الرئاسة، ويأتي في الطليعة رئيس "تيار المردة " سليمان فرنجية، الذي برز كطرح رئاسي من قبل فرنسا، ومن ثم قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي يحظى بمواقفة خارجية مقبولة من بعض عواصم القرار، وصولاً الى أسماء وزارية سابقة يتم التداول بأسمائها كحل وسطي من ضمنها زياد بارود، اي بإختصار رئيس "التيار" أفهم الجميع" بأنّ حظوظكم ضئيلة جداً، ولن نقبل ان يأتي وصولكم الى بعبدا عبر الخارج، وهو سبق ان كرّر مواقفه، وأفهم الجميع مَن يستحق كرسي الرئاسة، معدّداً صفات الرئيس المطلوب، راسماً بذلك خارطة الاستحقاق المرتقب ، أي انه أطلق رسائل عديدة في إتجاه المرشحين، بدأها من بنشعي قبل اشهر ليقول لفرنجية:" على الرئيس ان يتحلى بصفة مهمة جداً هي الحجم التمثيلي للمرشح"، وهذه نقطة الضعف لدى رئيس "المردة "، نسبة لما يمثله في المقابل رئيس" التيار" من شعبية، لكن هذه الصفة التي يستعين بها للهجوم على بعض المرشحين، لن تحقق له غاياته مع قائد الجيش الذي يلاقي تأييداً شعبياً كبيراً لتولّي الرئاسة، فضلاً عن تأييد من اكثرية الاطراف السياسية ، نسبة للصفات التي يتحلى بها وهي مطلوبة في الرئيس، خصوصاً في هذه المرحلة.
وتختم المصادر عينها بأنّ المرحلة تشير الى ان لا رئيس في المدى المنظور ولا حتى بعد اشهر، لانّ قيادات عدة تفضل تضييع الوقت وتمريره بمختلف الاساليب، لانّ لديها مخططات تغييرية، من ضمنها تسوية رابحة ومصالح سياسية خاصة لتلك القيادات.