ميشال نصر - الديار
اذا كان حزب الله قد قال كلمته فيما خص التعيينات على انواعها، متناغما مع الاطراف المسيحية الاساسية، ما اضطر رئيسا المجلس النيابي وحكومة تصريف الاعمال للسير بها، فإن الكلام الكبير سيقوله امينه العام في الذكرى 17 لحرب تموز. هذا ويستمر الترقب في ما خص حسم اجتماع «الخماسية الدولية» حول لبنان من جهة، وموعد عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت من جهة ثانية.
فرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اعلن صراحة عن لاءاته الداخلية فيما خص حاكمية مصرف لبنان، لينخفض منسوب الإحتدام السياسي في الداخل، بعدما وضعت اللمسات الاخيرة على طبخة المعادلة السحرية التي ستحكم الوضع الانتقالي في حاكمية مصرف لبنان، في انتظار «التخريجة» المناسبة، وفقا لمصادر متابعة.
وفي انتظار ما سيجاهر به امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال اطلالته اليوم، وفي جعبته الكثير من الملفات الدسمة، لاسيما التطورات الحدودية الجنوبية المتسارعة، التي شكلت محور متابعة في غياب اي جديد رئاسي، والمتزامنة مع اجتماع لحاكم مصرف لبنان ونوابه الأربعة يتعلق بقرب استحقاق نهاية الولاية 31 تموز، بدا واضحا تناغم حارة حريك مع المواقف المسيحية بشكل عام باستثناء بكركي، وخصوصا مع ميرنا الشالوحي، التي تجهز لرد «تحية الحاكم» بمثلها، على ما تؤكد اوساط «التيار الوطني الحر».
وفيما يبدو ان كل الاطراف الداخلية قد سلمت بمسألة دخول ملف الانتخابات الرئاسية العطلة الصيفية، وبالتالي تراجع الاهتمام بانتظام عمل المؤسسات، لصالح «خزعبلات» قانونية وادارية تتحول مع الوقت الى قواعد، وسط تضارب بالآراء والاجتهادات بين مختلف القوى المعنية، دخل تطوران لافتان على خط استحقاق الشغور في بعبدا، قد يخرقان مربع الجمود والتعقيد الذي يتموضع فيه الإستحقاق منذ تسعة اشهر:
- الاول، الدعوة القطرية لخماسية باريس للاجتماع، والمعلقة على حبل موافقة الدول الاربعة، في ظل رغبة اميركية واضحة بضرورة مناقشة خطة فرنسية قابلة للتطبيق ضمن جدول زمني محدد، على ما تشير اليه مصادر ديبلوماسية فرنسية، رغم تأكيدها ان أن مجرد توجيه الدعوة يبين بوضوح وجود قرار خارجي بإبقاء لبنان تحت الأنظار والإهتمام.
وقد بدت لافتة في هذا الخصوص مواقف «ابو مصطفى» ، حيث نقل عنه اصراره على التوافق والحوار وانتظاره عودة الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان، كي يبني على الأمر مقتضاه في الملف الرئاسي لجهة الحوار ومكانه وشكله وزمانه، أو لجهة تحديد موعد لجلسة جديدة لإنتخاب رئيس للجمهورية، رغم سلبية النائب وائل أبو فاعور من السراي، موفدا من المختارة وتأكيده «ان الشغور مديد ، ولا يبدو أن له نهاية في الأفق».
- الثاني، حدودي، قد يكون له تأثير يصعب الجزم بطبيعته على التحرك الفرنسي، في ظل المعطيات المتوافرة عن اهتمام أممي بموضوع الغجر وتلال كفرشوبا وجزء من المزارع، حيث يضطلع الطرف الاميركي مباشرة عبر السفيرة شيا وبالتنسيق مع نظيرتها في مجلس الامن، بدور اساسي في هذا الخصوص، بعدما دخلت المفاوضات غير المباشرة مرحلة متقدمة، حيث يتوقع استنساخ تجربة الترسيم البحري الناجحة، مع اعتقاد الكثيرين انها ستكون جائزة ترضية «لاسرائيل» من جهة، لابعادها عن «خربطة» اي تسوية داخلية لبنانية عبر انجاز ربط نزاع كامل مع لبنان، وهدية للرئيس القادم «تشيل عن كتافه» حمل الترسيم وتبعاته من جهة ثانية.