بعيداً عن حوادث السادس من حزيران وانعكاساتها الداخلية الخطيرة، توقفت مصادر مراقبة عند المقابلة الأخيرة لرئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية في مقابلته الأخيرة ضمن برنامج "صار الوقت" عبر الـmtv، مؤكدة أن فرنجية فشل في تقديم نموذج رئاسي أفضل من النموذج الحالي في البلد، على قاعدة أن فرنجية أثبت أنه يخاصم رئيس "التيار الوطني الحر" وينافسه على الرئاسة من منطلق السعي إلى الكرسي ليس أكثر في غياب أي رؤية أو مشروع أو برنامج أو طرح بديل.
وتؤكد المصادر أن فرنجية أصرّ على التأكيد أنه ينافس باسيل من ضمن الخط السياسي نفسه، وبالتالي فإن شيئاً لن يتغيّر في الطروحات السياسية، مع فارق أساسي في الملفات وهو أن باسيل يدرس ملفاته ويحضّرها في حين أن فرنجية يتعاطى بخفّة مع الملفات، لا بل يجاهر بالقفز فوق الدولة والقضاء والقوانين من خلال مفاخرته بتغطية مطلوبين إلى القضاء وتخبئتهم.
ولفتت المصادر إلى أن فرنجية لم يقدّم في مقابلته شيئاً غير التعرّض لباسيل رغم وفرة الملفات التي يعاني منها لبنان المنهار مالياً واقتصادياً، لا بل ذهب رئيس "المردة" لاحقاً إلى إعلان رفضه للثورة إذا كانت ترفع شعار المطالبة بنزع سلاح "حزب الله" مظهراً أنه في موضوع الحزب لا يستطيع حتى أن يتمايز على الأقل كما يفعل باسيل دائماً.
وتخوّفت المصادر من أنه في حال وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية سيكون لبنان أمام تجربة ترويكا جديدة ليس أكثر، في حين أن لبنان تضرّر من هذه التجربة كثيراً، مؤكدة أن فرنجية فشل في أن يقدّم نفسه كنموذج رئاسي يصلح لخلافة الرئيس ميشال عون، لأنه لا يمكن الحديث عن رئيس للجمهورية لا يقدّم أي طرح غير العداء لجبران باسيل، في حين أن أكثر ما يحتاجه لبنان هو رئيس للجمهورية يحمل طرحاً ورؤية ويكون قادراً على تنفيذهما لا أن يكون همّه نيل رضى "حزب الله" ليس أكثر!