مُهمّة لودريان أكثر من استطلاعيّة.. هل تمهّد لمرحلة الحسم الرئاسي؟
مُهمّة لودريان أكثر من استطلاعيّة.. هل تمهّد لمرحلة الحسم الرئاسي؟

أخبار البلد - Thursday, June 22, 2023 6:00:00 AM

تصوير: نبيل إسماعيل

محمد بلوط - الديار 

لا يحمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته للبنان مبادرة جديدة، لكن في الوقت نفسه لن تقتصر مهمته على استطلاع مواقف المسؤولين والاطراف اللبنانية من الاستحقاق الرئاسي.

 
ووفقا للمعلومات التي سبقت وصوله الى بيروت، فان باريس مقتنعة بالتعامل مع اي حل للازمة الرئاسية اللبنانية بواقعية، تستند بالدرجة الاولى الى تنشيط الحوار المباشر وغير المباشر بين سائر الافرقاء اللبنانيين، للتوصل الى تسوية لا تقتصر على اسم رئيس الجمهورية، بل تتناول ايضا مرحلة ما بعد انتخابه، اكان على صعيد الحكومة ورئيسها، ام على صعيد خارطة طريق عملها.

ويقول مصدر نيابي نقلا عن اجواء فريق العمل الفرنسي المكلف الملف اللبناني، ان مهمة لودريان ليست استطلاعية ولا املائية في الوقت نفسه، فهو على معرفة جيدة بالوضع اللبناني بخبرته الديبلوماسية الواسعة، واستنادا الى ما يملكه الفريق الفرنسي من معطيات. وهو على علم بمواقف الاطراف اللبنانية من الاستحقاق الرئاسي، من خلال المتابعة الفرنسية الدقيقة لهذه المواقف، قبل وبعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثانية عشرة. لكنه في لقاءاته المكثفة مع الاحزاب والتيارات والكتل النيابية، يرغب في اجراء مقاربة بين مواقف سائر الاطراف، واجراء ما يشبه الحوار الاولي المباشر، الذي يساهم في التوصل الى الحل الواقعي الذي تسعى فرنسا الى تحقيقه.

وحسب المصدر، فان زيارة لودريان لن تأتي بحل سحري فوري، لكنها يمكن ان تكون محطة جيدة، وان تساهم في فتح الباب امام مرحلة الحل او الحسم الرئاسي.

وبعد اسبوع من لقاء الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في باريس، ما زال الحديث عن اجواء هذا اللقاء على "الطريقة اللبنانية". لكن ما تأكد مؤخرا من العاصمة الفرنسية، ان الرجلين تناولا الوضع اللبناني والاستحقاق الرئاسي بشكل عام، ولم يدخلا في تفاصيل هذا الموضوع. وحسب ما توافر من معلومات لمراجع لبنانية، فان ماكرون وابن سلمان تبادلا حديثا مقتضبا عن الوضع اللبناني والازمة الرئاسية لدقائق معدودة، وان ما صدر في البيان عن اللقاء ، يعبر ويعكس اجواء هذا الحديث.

وفي الاعتقاد، ان ولي العهد السعودي يؤيد مواصلة فرنسا حركتها المباشرة مع الاطراف اللبنانية، لبلورة او للمساعدة في حل الازمة الرئاسية، وان المملكة لا تريد الانغماس المباشر في طرح صيغ او مبادرات للحل، بقدر ما تبدي استعدادها لدعم اي صيغة مدعومة بتفاهم اللبنانيين.

ويقول مصدر سياسي مطلع ان السعودية تحاول ان تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف اللبنانية، وبالتالي لم يطرأ على موقفها الاخير، الذي سجل خلال جولة السفير وليد البخاري على المسؤولين والقوى اللبنانية قبل الجلسة 12 لانتخاب الرئيس، اي جديد. لكن من المهم الاشارة الى ان المملكة تتعامل اليوم مع الوضع في المنطقة ولبنان بواقعية، وهذا ما تعكسه مأدبة العشاء التي يقيمها السفير البخاري اليوم لسفراء الدول العربية والاسلامية، بمن فيهم السفير الايراني والقائم بأعمال السفارة السورية.

 
وبرأي المصدر ان على الاطراف اللبنانية التعامل بواقعية في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي، وان الواقعية تفترض الاخذ بعين الاعتبار المتغيرات الحاصلة في المنطقة، لا سيما على صعيد الانفتاح السعودي – الايراني، وعودة سوريا الى الجامعة العربية.

كيف تنظر الاطراف اللبنانية الى مهمة لودريان؟ يقول مصدر نيابي في "الثنائي الشيعي" لا نستطيع ان نحكم على نتائج مهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي، قبل انهاء لقاءاته وجولته في لبنان، لكن من المفيد الاشارة الى حرص الوزير لودريان على مقابلة كل الاطراف والكتل النيابية والمستقلين ايضا، والى الاجواء التي سبقت مهمته، التي تؤكد تعامل باريس مع الملف اللبناني بنظرة واقعية تأخذ بعين الاعتبار المعطيات الداخلية والخارجية ايضا.

وبرأي المصدر انه من الصعب معرفة نتائج مهمة لودريان او تحديد موعد حسم الاستحقاق الرئاسي، اذ لا يمكن بعد الجلسة 12 لانتخاب رئيس الجمهورية القول ان الحسم في هذا الموعد او ذاك، فكل الاحتمالات واردة، لكن يبدو ان انتخاب الرئيس يحتاج الى مزيد من الوقت والجهد، ونحن ما زلنا نعتقد، بل على يقين، أن الممر الاساسي لحسم هذا الاستحقاق هو الحوار والتوافق، بعد ان تأكد ان المواجهة لن تؤدي الا الى مزيد من هدر الوقت، وستساهم في تأخر الحل.

وفي المقابل، يؤكد مصدر نيابي في "القوات اللبنانية" ان ما جرى في جلسىة الانتخاب الاخيرة "برهن ان فرض رئيس الجمهورية غير ممكن، وان مهمة لودريان يجب ان تأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة"، لافتا الى ان باريس لا تستطيع ان تتجاهل ما جرى مؤخرا على صعيد تقاطع معظم القوى والكتل المسيحية وكتل اخرى على المرشح المنافس لسليمان فرنجية الوزير السابق جهاد ازعور". ويعتبر المصدر ان المرشح ازعور "هو المرشح القائم والمستمر بعد الجلسة، وان فكرة طرح مرشح اخر غير واردة اليوم".

وفي قراءة لنتائج جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الاخيرة، يقول مصدر نيابي وسطي بارز ان اي فريق من الفريقين لا يستطيع الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية بـ 65 صوتا او اكثر قليلا، لانه يدرك صعوبة واستحالة نجاح الرئيس الجديد، من دون ان يستند الى اكثرية وفاقية اقرب الى ثلثي اعضاء المجلس او اقل قليلا. وبرأيه ان "الثنائي الشيعي" او الفريق المؤيد لفرنجية لم يخف قناعته بهذا الرأي، وان المعارضة و"التيار الوطني الحر" لا يستطيعان ايضا تجاهل هذه الحقيقة.

من هنا، يعتقد المصدر النيابي ان فكرة التفتيش عن خيار ثالث فكرة مطروحة اليوم اكثر من السابق، لكن دونها صعوبات، خصوصا ان سليمان فرنجية ما زال مرشحا جديا بعد الجلسة 12. اما الوزير ازعور، فبرأي المصدر، لم يعد يحظى بالدعم الذي توافر له في الجلسة 12، مشيرا في هذا المجال الى موقف رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الاخير، واعترافه بعدم امكان الاستمرار في معركة خاسرة بأزعور، ولافتا ايضا الى موقف رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي اشار الى عدم امكان تكرار تجربة ازعور.

 

وفي اعتقاد المصدر النيابي البارز ان اصوات ازعور مرشحة للتناقص وليس للزيادة، اما اصوات فرنجية فيمكن ان تبقى كما هي او تزيد، لكنها لن تكون ممرا له الى بعبدا في غياب التوافق مع احد الاطراف المنافسة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني