"مقاومة أهلية" في كفرشوبا بوجه الإسرائيلي
"مقاومة أهلية" في كفرشوبا بوجه الإسرائيلي

أخبار البلد - Saturday, June 10, 2023 7:07:00 AM

رمال جوني - نداء الوطن 

هدأت حدّة المواجهة التي شهدتها تلال كفرشوبا، قرب بركة بعثائيل بين أهالي كفرشوبا وجنود العدوّ الإسرائيلي، غير أنها قد تتكرّر في أي لحظة، ما دامت أعمال الحفر وإقامة السواتر العازلة مستمرّة، مع ما تحمله من قضم جديد للأراضي اللبنانية.

أطلق إسماعيل ناصر، شرارة المقاومة الشعبية الجديدة، واستكملت أمس بمحاولة إزالة السياج الحديدي، الذي زرعه الأسرائيلي، على طول خط الهدنة، بمسافة 100 متر إلى الأمام، ومحاولتهم ردم الخندق الذي تمّ حفره.

وقد نشر الجيش اللبناني عناصره على طول الخط، في محاولة منه للتصدّي لأي اعتداء على السيادة اللبنانية. وفي وقت شهدت الوقفة الإحتجاجية التي نفّذها أبناء قرى العرقوب، مواجهات محتدمة بين الشبان الذي اجتازوا خط الهدنة وجنود العدو الذين رموهم بالقنابل المسيلة للدموع، في محاولة منهم لتفريقهم، غير أنّ إصرار الشبّان على تحرير أرضهم التي يملكونها بحجج وسندات ملكيّة، دفعهم لاستكمال المواجهة، التي انتهت في مرحلتها الأولى، فيما يسود الحذر من تجدّد المواجهات مستقبلاً.

بالعلم اللبناني تقدّم شباب العرقوب وكفرشوبا تجاه الأراضي اللبنانية المحتلة قرب بركة بعثائيل في كفرشوبا، أزالوا السياج الشائك، الذي وضعه الجيش الإسرائيلي أمام خط الهدنة وعملوا على ردم الخندق، ليرد الجنود الإسرائيليون بالقنابل المسيلة للدموع، من خلال رشقات متواصلة رموها تجاه الشبان الذين قاوموا الإعتداء باللّحم الحيّ وردّوا على المعتدين بالحجارة.

أكثر من ثلاث ساعات استمرت أعمال المواجهة، إذ وجّه الأهالي رسالة شديدة اللهجة إلى الداخل اللبناني وخارجه مفادها أنّ «هذه الأرض لبنانية ولن نتنازل عنها، وما لم تتوقف أعمال التعديات والإنسحاب منها، سنكون بالمرصاد». وهذا ما أكدته صلابة وحماوة المواجهة التي حصلت بمؤازرة من الجيش اللبناني حماة الحدود، الذين صوّبوا أسلحتهم تجاه جنود العدو المتمركزين خلف السياج الذي يقيمه الاسرائيلي استكمالاً للجدار العازل الذي بدأه على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، في محاولة منهم لتحصين جبهتهم الداخلية. غير أنّه تفاجأ بردّة الفعل من قبل أهالي كفرشوبا، الذين أعلنوها بكلّ شجاعة أن «تلال كفرشوبا ومزارع شبعا أرضنا وسنحرّرها عمّا قريب». إذ كان الشعب والجيش يتصدّون للإسرائيلي في تلال كفرشوبا في مقاومة جديدة تشير إلى أن المعركة مستمرّة حتى تحرير آخر شبر، وهو أمر ليس بغريب عن أبناء العرقوب.

التوتر الذي شهدته التلال، تبعته حالة تأهب من قبل الجيش اللبناني الذي كان «بالمرصاد»، صوّب عناصره أسلحتهم تجاه جنود العدو الذين تمركزوا خلف السياج، قبل أن يستقدموا دبّابة «ميركافا» رمت الشبّان بمزيد من القنابل الدخانيّة المسيلة للدموع. أمّا جنود «قوّات حفظ السلام» فوقفوا على طول خط الإنسحاب، في محاولة منهم لإنهاء حدّة الإشتباك، الذي كان يتكرّر ويتصاعد مع محاولات العدو المتكررة استكمال أعمال الجرف في المنطقة.

هل ما حصل هو بداية شرارة مواجهة جديدة مع الإسرائيلي من قبل الأهالي، أم أنه ردّ فعل سريع على التعديات الأخيرة في حفر الخندق قرب بركة بعثائيل؟ بمعزل عن الجواب، فإن ردّة الفعل الشعبية وتسارعها، تؤكد ثلاث ركائز أساسية: أولا أن الشعب يرفض التنازل عن حقّه في أرضه مهما كان الثمن. ثانياً الجيش اللبناني حاضر لأي مواجهة. أما الركيزة الثالثة والأساسية فهي أنّ هذه الأرض لبنانية ومن الواجب تحريرها.

وفي السياق، أعلن الجيش اللّبناني أنه «نفّذ انتشاراً في المنطقة الحدودية في كفرشوبا بمواجهة العدو الإسرائيلي». من جهّته، قال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي، تعليقاً على ما جرى، أن «جنود حفظ السلام موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولإرساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر». وحثّ «الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فعال لمنع سوء الفهم والإنتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الإستقرار في المنطقة».

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني