هيام عيد - الديار
لم يعد ممكناً تجاهل المشهد الرئاسي المتشنّج والحار، والمرشّح لأن يزداد حماوةً في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد الجلسة الإنتخابية في 14 من الجاري، والمخصصة لمحاولة جديدة تحمل الرقم 12 في الجولات الإنتخابية الرئاسية، والتي تُجمع القوى السياسية كافةً على أنها قد تكون محطة لانتخاب رئيس للجمهورية، رغم محاولات البعض استباق هذا الموعد، ورسم نهاية مشابهة لنهايات الجلسات السابقة ألـ11.
وفي حين تكشف مصادر سياسية واسعة الإطلاع، أن الطريق لملء الشغور الرئاسي مزروع بالألغام والعوائق الكثيرة والمعقّدة، على خلفية الطائفية والميثاقية وتعطيل النصاب، فإنها تُركِّز على أن الثابت في هذا المشهد السياسي الداخلي، هو الإنتقال إلى مرحلة جديدة من الإستحقاق الرئاسي، حيث أن المفاجآت قد لا تكون بعيدةً، في ضوء معلومات عن حراكٍ خارجي يتجاوز حدود المبادرة الفرنسية الرئاسية، إلى طرح معادلة رئاسية قد تكون مختلفة، ولكن غير واضحة المعالم حتى اللحظة، وذلك بالتوازي مع حراكٍ داخلي تقوم به بكركي من أجل فتح حوارٍ وطني مع كافة الأفرقاء السياسية حول الرئاسة، قد يكون مرجّحاً في فترة لاحقة.
وعلى الرغم من أن الفريق المؤيِّد لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، لا يزال في مرحلة دراسة المعطيات في ضوء تحديد موعد الجلسة من جهة، ومبادرة الصرح البطريركي من جهةٍ أخرى، فإن المصادر المطلعة نفسها، تتوقع مرحلةً جديدة من الإتصالات الداخلية والخارجية، والتي تهدف إلى بلورة الأمور قبل الوصول إلى موعد جلسة الإنتخاب الأسبوع المقبل.
وتشير هذه المصادر السياسية، إلى أن التطورات الأخيرة قد نقلت الإستحقاق الرئاسي إلى مكان مختلف، موضحةً أن الموضوع قد بات يتمثل في تحديد أفق المرحلة المقبلة، وليس فقط انتخاب رئيس للجمهورية. وحول ما إذا كان هذا الأفق متصلاً بحوارٍ يُمهِّد لتسوية شاملة، تؤكد المصادر أنه من الضروري التوصل إلى تسوية تشكل رؤية جديدة لإدارة البلاد، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف.
وبالتالي، لا تُخفي المصادر ذاتها، أن خيار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، قد وضع الفريق المؤيد لفرنجية أمام تحديات جديدة، من دون إسقاط أن الهدف منه قد يكون التفاوض على خيارات جديدة. وتُضيف أن المعادلة اليوم قد باتت تقوم على النقاش وتجميع الأوراق من قبل كل فريق في المجلس النيابي، لأن الجلسة المقبلة ستحدِّد حجم التأييد الذي سيناله كل مرشّح معلن حتى اليوم، بانتظار انكشاف مواقف بعض النواب في الساعات المقبلة، وفي مقدمهم نواب «اللقاء الديموقراطي».
وعن تأثير تحرّك بكركي الجديد بعد زيارة البطريرك بشارة الراعي الفاتيكان، ترى المصادر أن الحوار الذي انطلق بين الصرح البطريركي وحزب الله مستمر، موضحةً أن البطريرك الراعي يدرك أنه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون توافق بين كل الأطراف.
وفي المحصلة، تجد المصادر عينها أن المرحلة دقيقة، ولا يختلف إثنان على أن احتمالين لا ثالث لهما يلوحان في الأفق وهما: احتمال التسوية الكاملة أو احتمال التصعيد، ما يجعل من الأمور مفتوحةً على كافة الإحتمالات!