الحرة
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، يفيد بأن الأطباء والنشطاء يتعرضون للاستهداف في السودان، على الرغم من توقيع طرفي الصراع على إعلان مبادئ في جدة حول ضرورة حماية المدنيين والمنشآت الصحية.
وذكر التقرير أن القتال الدائر منذ منتصف أبريل الماضي، وتسبب في فرار أكثر من مليون شخص من منازلهم، يشهد استهدافا لأطباء ونشطاء يحاولون توثيق الحرب الدائرة في البلاد.
وتؤكد قوات الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، بشكل متواصل على احترام القانون الإنساني ووقف إطلاق النار، لكن كل طرف يتهم الآخر أيضا بالاعتداء على المدنيين.وتقول قوات الدعم السريع إن الجيش يقصف المناطق المدنية بالطائرات، في حين يؤكد الجيش أنه يستهدف "القوات المتمردة" فقط واتهمها بالتمركز داخل المنشآت الصحية والخدمية ومناطق المدنيين.
وذكرت "واشنطن بوست" أن قوات الجيش ألقت قبل 3 أيام القبض على 3 ناشطين في منطقة بحري في الخرطوم، ولم تتمكن الصحيفة من الوصول إلى المتحدث باسم الجيش السوداني للتعليق على الأمر.
ولفت التقرير إلى أن عناصر الدعم السريع تدخل مستشفيات في منطقة بحري وتصطحب أطباء على غير رغبتهم وتطالبهم بعلاج أفراد من قواتهم، في وقت يوجد فيه مصابون مدنيون بحاجة للعلاج داخل المستشفيات.
لا ينكر الطرفان أن المؤسسات الصحية تعاني في الحرب الدائرة لكن كل منهما يتهم الآخر، فقد ذكرت قوات الدعم السريع في بيان، الثلاثاء، أن "القوات الانقلابية والفلول الإرهابيين، استمروا في الهجوم بالطيران والمدافع الثقيلة على المستشفيات والمناطق المأهولة بالسكان، من بينها الهجوم الجوي على مستشفى شرق النيل ما أدى إلى تدمير مباني المستشفى".فيما قال الجيش إن وزارة الخارجية السودانية أرسلت مذكرة رسمية إلى منظمة الصحة العالمية، تتهم فيها قوات الدعم السريع "بمواصلة نهجها المخطط في ممارسة سلوكها الإرهابي البربري كاتِّخاذ المرافق الصحية والخدمية ثكنات عسكرية بالعاصمة القومية الخرطوم".
وأوضح بيان للجيش، صدر الثلاثاء، أن عدد المرافق الصحية "التي تعدت عليها المليشيات متخذة منها ثكنات عسكرية وأخرجت منها المرضى والحوامل مع الاعتداء على الكوادر الطبية، بلغ 22 مرفقا".
وبحسب مسؤول كبير في الأمم المتحدة، الأربعاء، فإن خطة المنظمة الدولية للاستجابة الإنسانية في السودان تتطلب 2.56 مليار دولار لمساعدة المتضررين من الأزمة.وأوضح رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، راميش راجا سنجام، أن "25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان في السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية والحماية".
وأضاف أن "متطلبات التمويل التي تبلغ قرابة 2.6 مليار دولار هي أيضا الأعلى بالنسبة لأي استجابة إنسانية خاصة بالسودان".وأجبر الصراع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، مما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد أفادت أن أكثر من 70 ألف شخص عبروا إلى مصر من منفذي قسطل وأرقين خلال الفترة من 15 أبريل إلى 7 مايو، هربا من الحرب في السودان.
وذكرت المفوضية أن وكالات الأمم المتحدة تعمل على الحدود بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري على تقديم المساعدة المنقذة للحياة، ومواد الإغاثة الأساسية للوافدين الجدد.