الديار
لبنان لن يغرد خارج سرب التسويات الكبرى في المنطقة، واصغر من ان يعرقل او يسير عكس السير الذي رسمته ايران والسعودية وسوريا والعراق ومصر والاردن ودول الخليج، وما تشهده الساحة السياسية الداخلية حسب المتابعين للتطورات الاخيرة من تصاريح «حربجية « واعتراضية لا يمكن وضعها الا في خانة تحسين الشروط والحصص والادوار، وتوفير الارضية الملائمة للاستدارات السياسية الجديدة، وبدأت القوى السياسية» تدوير الزاويا « لملاقاة التفاهمات العربية، وسيظهر ذلك خلال الايام المقبلة، لان « ما كتب قد كتب عربيا «. ورسمت معالم المرحلة الجديدة، والسفير السعودي وليد البخاري وضع كل من التقاهم مؤخرا في اجوائها مشددا على الهدوء، والتروي والتلاقي، وشرح متانة التفاهمات، وضرورة الاستفادة من المناخات الجديدة لمصلحة لبنان. وفي معلومات مؤكدة، ان البخاري قد يزور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الاثنين او الاربعاء المقبلين، وقد انعكست الاجواء السعودية الجديدة ايجابا على مجمل الملفات وتحديدا على احداث خلدة مع تقدم خيار المصالحة، وتلقى مسؤولي العشائر العربية نصائح من النواب الذين شنوا اعنف الهجمات على حزب الله في المهرجان الذي اقيم منذ اسبوعين، بضرورة اعتماد خيار المصالحات والابتعاد عن الخلافات، كما تم تشجيع العشائر على التواصل والتنسيق مع بري وحزب الله، والسعودية ليست بعيدة عن هذه الاجواء وشجعت وفد العشائر على زيارة عين التينة ومعالجة كل التداعيات .
طريق بيروت - دمشق وزيارة ميقاتي
وفي معلومات مؤكدة، ان الحرارة عادت الى طريق بيروت - دمشق، ولائحة مواعيد المسؤولين اللبنانيين على طاولة اللواء علي المملوك طويلة و»دسمة» وبينهم مرشحون جديون للرئاسة غير رئيس تيار المردة. وفي المعلومات، ان سعاة الخير بدؤوا العمل على خط ترتيب زيارة للرئيس ميقاتي الى دمشق، على ان تتبعها خطوات مماثلة للمسؤولين السوريين الى بيروت، للبحث في كافة القضايا العالقة.
الملف الرئاسي
وتنصح مصادر متابعة للتطورات الاخيرة القيادات اللبنانية بقراءة المرحلة الجديدة بدقة وعناية، وتكشف ان التصريح الاخير لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عن التسوية السعودية مع سوريا وانتقاد الجامعة العربية خلف استياءً عند المسؤولين السعوديين كونه جاء بعد زيارة البخاري له في كليمنصو، لكنهم وضعوه في اطار «فشة خلق» مقبولة، كون جنبلاط رجل التسويات الاول حتى لو كانت على مضض وتاريخه السياسي حافل بالسير فيها مع الحفاظ على الاعتراضات، وهو»الاذكى في التقاط اللحظات التاريخية». وفي المعلومات، ان جنبلاط سيتطرق الى المرحلة الجديدة والانتخابات الرئاسية والموقف منها في اطلالة تلفزيونية بعد انتهاء اتصالاته حول افاق المرحلة الجديدة.
القوات اللبنانية
كشف النائب في كتلة القوات اللبنانية فادي كرم عن اتصالات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وقوى المعارضة للتوافق على مرشح موحد لرئاسة الجمهورية، وهناك اسمان يتم التداول بهما بين قوى المعارضة والتيار الوطني الحر، مع تأكيده على توافق المعارضين على رفض مرشح الثنائي الشيعي، لكن كرم اشار الى ان التوافق على اسم واحد بين المعارضين ليس سهلا.
العلاقة بين الحزب والتيار
وفي المعلومات، ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فتح ابوابا للنقاش الرئاسي في مقابلته الاخيرة عبر قوله « المهم مشروع الدولة والتوافق على المبادئ التي تقوم عليها بعيدا عن الاسماء واي اعتبار اخر. هذا الكلام، قد يفتح الخيوط مجددا للنقاش بين حزب الله والتيار رئاسيا، رغم رفض المتابعين للعلاقة بين الطرفين، اعطاء اي معلومة في هذا الامر والاصرار على القول «اقضوا حوائجكم بالكتمان» دون نفي وجود خرق ما، قد يظهر خلال الايام المقبلة.
وحسب المتابعين للتطورات الاخيرة، ان ايران والسعودية وسوريا والدول العربية اعطت القوى السياسية فرصة غير مفتوحة للتوافق وانجاز الاستحقاق الرئاسي تنتهي في اواخر حزيران والا سيكون لهم اجراءات حاسمة لجهة انهاء الشغور الرئاسي، وقد لاقاهم الرئيس بري الذي لفت الى وجوب انجاز انتخابات رئاسة الجمهورية كحد اقصى في ١٥ حزيران المقبل، اذ لا احد يمكن ان يعرف الى اين يتجه البلد؟ كما ان واشنطن وباريس مصرتان على انجاز الاستحقاق الرئاسي قبل اول تموز موعد مغادرة رياض سلامة لموقعه. واذا استمر باب التسويات مقفلا حتى اواخر حزيران، عندئذ سيوجه بري دعوة لانتخاب رئيس للجمهورية ومن ينل الـ ٦٥ نائبا يصبح رئيسا للبلاد، والمدخل لذلك نزول جميع الكتل الى المجلس وتأمين النصاب.
تقارب بين ميقاتي والتيار
شكل موقف الرئيس ميقاتي الحاسم من رفض التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والاصرار على مغادرة موقعه في اوائل تموز ارتياحا لدى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وابدى استعدادا لفتح حوار مع رئيس الحكومة وترجم الامر في حضور وزراء من التيار الوطني الذين قاطعوا جلسات الحكومة الاجتماع الوزاري التشاوري الاخير في السراي، بينهم وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين بعد قطيعة مع ميقاتي تعود للايام الاولى لتشكيل الحكومة، وشن شرف الدين اعنف الهجمات الشخصية على ميقاتي وادارته السيئة للملفات، وتربط وزير شؤون المهجرين علاقة مميزة بالقيادة السورية من خلال الوزير السابق طلال ارسلان، ولم ينقطع يوما عن زيارتها، وقد يستعيد دوره في ملف النازحين. في موازاة ذلك، تتكثف الاتصالات لعقد جلسة حكومية كاملة الاوصاف في ٢٢ ايار لبحث ملف النازحين السوريين، والامور لم تحسم بعد.
ملف النازحين
لا جديد على صعيد ملف عودة النازحين والهمروجة انتهت، كما ان تفعيل اجراءات الامن العام للعودة الطوعية تنتظر بدء اللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين اولا، وتفعيل اللجنة التي شكلت في اجتماع وزراء الخارجية العرب ثانيا. وعلم ان الرئيس ميقاتي سيدعو الى اجتماع وزاري مع ممثلي منظمات الامم المتحدة للبحث في تنفيذ ما اتفق عليه في الاجتماع الماضي لجهة تسليم الداتا خلال اسبوع، وما زالت المماطلة مستمرة في موضوع التسليم، حتى ان مفوضية اللاجئين لم تنف تقديم مذكرة للامن العام تتضمن اعطاء اقامات مجانية لمليون و٦٠٠ الف نازح مقابل تسليم الداتا، هذا ما رفضته الحكومة اللبنانية، كما تصر مفوضية اللاجئين على الدمج الكامل بين الطلاب اللبنانيين والسوريين والغاء دوامات بعد الظهر وتسليم الجداول المالية عن الاعوام الماضية، كما طلبت المفوضية من النازحين الابلاغ عن اي اجراءات قد يتعرضون لها، واصدرت بيانا اعلنت فيه دعمها للعودة الطوعية.
مسلسل الاضرابات وتحركات المودعين
مسلسل الاضرابات عاد مجددا بعد تنصل الحكومة من التزاماتها وانتهاء فترة السماح التي اعطتها النقابات وروابط المعلمين. وفي هذا الاطار، يستعد المتقاعدون لتنفيذ سلسلة من التحركات الاسبوع المقبل مع المودعين الذين بدؤوا خطوات على الارض ولن يتراجعوا، وتشمل تحركاتهم مختلف المناطق اللبنانية، كما يستعد السائقون العموميون لخطوات مماثلة، في حين يواصل الموظفون العمل ليوم واحد في الاسبوع، ولم تتوصل الاجتماعات الحكومية الى تصور مشترك لاعطاء الموظفين رواتب عادلة تسمح لهم بالعودة الى الدوام الكامل، حتى ان الحوافز المالية الموعودة لم تصل بعد الى مستحقيها، وتلقى المعلمون رسائل نصية امس لقبض بعض المستحقات، لكنهم فوجئوا بعد ساعات برسائل جديدة تكشف عن اخطاء في الجداول وتأجيل الدفع الى مواعيد جديدة.