الديار
رئاسيا، جديد السفير السعودي الوليد البخاري الاعلان صراحة عن عدم وجود «فيتو» لبلاده على اي مرشح يجمع عليه اللبنانيون، وهو موقف متقدم براي اوساط معنية بالملف، لكنه لن يحرك المياه الراكدة باعتبار ان عدم التدخل السعودي مع الحلفاء لفتح ابواب الحوار للوصول الى تسوية يعني اطالة امد الازمة الى حين تنضج الاتصالات حول» سلة» اقليمية تشمل على ما يبدو اكثر من ملف ومن ضمنها لبنان. وبعده كلام آخر، خصوصا ان ثمة من يراهن على بداية سقوط بعض «الفيتوات» الداخلية على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وعلى وقع عدم حصول اي خرق في حالة الاستعصاء القائمة، سارعت «عين التينة» الى نفي المعلومات حول زيارة مرتقبة لوفد من قبل الرئيس بري الى بكركي اليوم، وفيما لم يفض الحراك الدبلوماسي الذي تشهده الساحة المحلية لكسر الجمود الرئاسي، خاصة من قبل السفير السعودي وليد بخاري والسفيرة الاميركية دوروثي شيا، الى اي نتائج ملموسة، يستمر الحراك الداخلي عبر نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، وكذلك النائب غسان سكاف الذي يحمل مبادرة يفترض ان تتضح معالمها اليوم مع تفاؤله بالتوصّل الى اسم مرشح موحّد للمعارضة نهاية الأسبوع الحالي.
ما جديد الموقف السعودي؟
وقد واصل السفير السعودي جولته على المرجعيات اللبنانية السياسية والروحية. ووفقا للمعلومات، حرص البخاري على ابلاغ من التقاهم خصوصا الحلفاء ان المملكة لم تطلب ولن تطلب من احد التصويت لمرشح لا تريده. وهو موقف ابلغه ايضا الى الرئيس نبيه بري، وقال «نحن ضد الاملاءات من الخارج والرئيس يجب ان يصنع في لبنان». وقد اشار الى ان المملكة تريد ان يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤوليتهم الوطنية، وهي تشجع على انهاء الفراغ سريعا لانه يفاقم الامور.
لم تنضج التسوية بعد!
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان خلاصة الموقف السعودي تشير الى ان التسوية لم تنضج بعد، لان عدم التدخل في الشؤون اللبنانية كلام عام ليس جديدا، كما عدم وجود «فيتو» سعودي على اي مرشح لم يكن مفاجئا لاحد ممن التقوا السفير، لكن تحييد الرياض نفسها عن تقديم «النصيحة» او المشورة لحلفائها لمواكبة التسوية في المنطقة عبر اطلاق حوار منطقي يراعي مصلحة كل الاطراف، يشير بوضوح الى ان المراوحة ستطول حتى تنضج «الطبخة»، خصوصا ان مؤيدي ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يكتفون اليوم بالاعلان الصريح عن عدم وجود «فيتو» سعودي عليه لاستكمال معركته. فيما الطرف الآخر سيستفيد من غياب الضغط السعودي للتمسك بمواقفه.
تفاؤل في «معسكر» فرنجية
وفي السياق نفسه، ترى اوساط مؤيدة لانتخاب فرنجية ان الموقف السعودي ايجابي وليس سلبيا، وهو يسير بتدرج واضح باتجاه تأمين المناخات للتسوية عليه لاحقا، فمن دعم وصول قائد الجيش جوزاف عون الى الاعلان صراحة اليوم عن عدم وجود فيتو على ترشيح زعيم تيار المردة، تكون المملكة قد قطعت شوطا كبيرا، قد يكون غير كاف لاتمام الاستحقاق راهنا، لكنه يؤشر الى وجود تقدم واضح في هذا الاتجاه.
«العين» على جنبلاط
ووفقا لتلك الاوساط، لا احد كان يتوقع ان تتدخل الرياض على نحو «فظ» مع حلفائها، لكنها اليوم اخذت مسافة من خياراتهم ولا احد يعرف كيف تتطور الامور لاحقا. لكن اولى الانعكاسات ستكون على النواب السنة في المجلس النيابي حيث بات بالامكان الحديث عن تحول مرتقب في موقفهم المؤيد لفرنجية بعد الموقف السعودي الصريح، فيما «العين» تبقى على موقف النائب السابق وليد جنبلاط الذي بات اليوم يملك هامشا مريحا لنسج تفاهم مع الرئيس نبيه بري حول فرنجية.
ماذا سيفعل باسيل؟
وبحسب تلك الاوساط، فان بمجرد تأمين ال65 صوتا لرئيس تيارالمردة ستكون الحسابات مختلفة حينئذ، خصوصا عند رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي قد يؤمن النصاب في المجلس دون انتخاب فرنجية، رغبة منه في مد جسور العلاقة من جديد مع حزب الله من خلال تفاهم شامل على طبيعة المرحلة المقبلة، خصوصا ان ثمة تيارا داخل «التيار» مع خيار التسوية!
لا مفاجأة في «عين التينة»
من جهتها مصادر مقربة من»عين التينة» اعتبرت الأزمة الحالية مارونية – مارونية، لافتة الى ان الانقسام المسيحي لا يساعد الجهود الخارجية لاتمام الاستحقاق، مشددة على أن الرئيس بري لم يفاجأ بموقف البخاري الذي اكد انه «لا يتدخل في الأسماء»، فلا وجود لفيتوات في الاصل. اما واشنطن فهي تؤكد عبر سفيرتها انها تريد رئيسا ينفذ الإصلاحات، وهي ستتعامل مع الرئيس وفق برنامج عمله بمعزل عن اسمه.
المملكة ضد الاملاءات
وزار امس السفير السعودي وليد البخاري البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وغادر بعد اللقاء دون الادلاء بأي تصريح. وبعد اللقاء، اكد المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض ان البخاري شدد على ضرورة وضع حد للفراغ الرئاسي بأسرع وقت ممكن، مع التأكيد أن مبادرات البطريرك كفيلة بتحقيق الشركة وتحافظ على الوحدة الوطنية في لبنان . واضاف غياض ان المملكة تعتبر ان الاستحقاق الرئاسي شأن سياسي داخلي لبناني بامتياز وقرار الخيارات السياسية يؤخذ ويصنع في بيروت والمملكة ضد الاملاءات في هذا الموضوع من اي جهة كانت. ونقل عن البخاري قوله ان المملكة ليس لديها اي اعتراض على اي مرشح رئاسي يحظى بثقة اللبنانيين انفسهم، فأي رئيس ينتخبه المجلس النيابي ترحب به المملكة الحريصة على التعاون ودعم لبنان. وختم غياض بالقول ان «المملكة حريصة على الا تتهم بتعطيل الاستحقاق الرئاسي وتؤكد ان انتخاب الرئيس هو شأن داخلي وهم لا يضعون الفيتو على اي مرشح ولا يدعمون احدا، لذلك يرفضون زجهم في الشؤون الداخلية للبنان».
ثم زار البخاري شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، كما زار بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي شدد بعد اللقاء على رفض انتخاب أي مرشح تابع لـ «حزب الله» وقال» إذا وجدت ظروف تأمين النصف زائد واحد لأي مرّشح في لبنان فتأمين نصاب الجلسة هو كانتخابه». بدوره، أكد السفير السعودي أنّ ليس لدينا اعتراض على أيّ مرشحٍ رئاسي يختاره اللبنانيون ويحظى بثقتهم، مشددًا على أنّ «ما يتوافق عليه اللبنانيّون نرحّب به».
ما هي الرسالة الى «القوات»؟
وفي السياق نفسه، كشف عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بو عاصي أنّ «زيارة السفير السعودي الى معراب كانت لنقل رسالة من الممكلة إلى القوى السياسية اللبنانية»، مفادها أن السعودية «لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي». وقال «لدينا صداقات كثيرة غالية علينا ومن ضمنها صداقتنا مع السعودية»، ولكن أولاً «ما حدا بيملي علينا شي» وثانياً «السفير ما اجا يملي علينا شي».
وفي هذا الاطار، زارت السفيرة الاميركية دوروثي شيا معراب. وقد شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أن «الرهان على عامل الوقت في الانتخابات الرئاسية لن يخدم اي فريق وبشكل خاص الفريق الممانع ومرشحه، الذي لن يزيد من فرص انتخابه التي اصبحت معدومة؟!»