dw
يبدو أن التوتر والجدل المستمر بين الأحبة لا يؤثر فقط على سير العلاقة وقوتها مع مرور الوقت، بل إن الأمر يمتد إلى تداعيات قد لا تخطر على البال، ولاسيما على صحة الأمعاء. فكيف ذلك؟
من المعروف أن حياة العشاق والأحبة ليست دائما مثالية، إذ تتعرض العلاقة بين الفينة والأخرى إلى تحديات جمة تفرض التعامل معها بحكمة وعقلانية، من أجل إعادة الأمور إلى سابق عهدها أو أفضل من ذلك.
وينجح البعض في وقت وجيز في إصلاح الأمور، والعودة بالعلاقة إلى مرحلة يسود فيها الهدوء والتفاهم والتناغم. بيد أن البعض الآخر يجد صعوبة في ذلك، ويصبح التوتر المستمر علامة بارزة على العلاقة.
وقد يكون للمناقشات المستمرة والضغط بين الأحبة تداعيات ليس فقط على علاقتهما بل أيضا على صحتهما النفسية والجسدية. فقد أوضح موقع صحيفة "ميركور" أن الجدال والنقاش المتواصل في علاقة ما قد يؤثر أيضا على صحة الأمعاء.
وذكرت الصحيفة الألمانية أن النزاعات المستمرة في علاقة ما بين شخصين تثقل كاهل النفس، وأضافت أنه في حال كانت الحياة الخاصة غير متوازنة، فإن ذلك قد يجعل الميكروبيوم الحساس في القناة الهضمية يعاني أيضا. وأردفت أن هذا الوضع يمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى أمراض والتهابات مرتبطة بالأمعاء.
وتابع المصدر ذاته أن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء لديها اتصال دائم بالدماغ، حيث يمكن أن يؤثر الميكروبيوم على المشاعر والنفسية. ولتكوين الميكروبيوم المعوي تأثير على مدى تعرض الشخص لأمراض مثل اضطراب القلق وانفصام الشخصية.
وأفادت صحيفة "ميركور" أن التوتر في علاقة ما ربما يكون له تأثير كبير على صحة الأمعاء، حيث تتسبب النزاعات في زيادة إفراز الكورتيزول وهرمونات التوتر الأخرى، التي تؤثر على التوازن الطبيعي للبكتيريا المعوية الصحية.
ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد فقط، بل إن الأشخاص غير السعداء في علاقة ما يميلون إلى اتخاذ خيارات غذائية غير صحية في كثير من الأحيان، وهو ما يؤثر بدوره على صحة الأمعاء.
فوائد العلاقة الجيدة
وكان خبراء من جامعة لوفان الكاثوليكية البلجيكية قد توصلوا إلى أن العلاقات الشخصية الجيدة تؤثر على الميكروبيوم في القناة الهضمية، وذلك من خلال المساهمة في ثراء وتنوع البكتيريا التي تعيش هناك. أيضا، وجد الباحثون أن جودة الصداقات والمعارف مهمة جدا وتعود بالنفع على الإنسان، فيما ليس للعلاقات المتوترة أي تأثير إيجابي.
وفي نفس السياق، قالت الأخصائية النفسية كاثرين هاليسي: "تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن علاقاتنا تؤثر على صحة أمعائنا، حيث إن العلاقات الحميمية والوثيقة لديها تأثير كبير"، حسب ما نقله عنها موقع "24 فيتا".
وتابع الموقع الألماني أن دراسات سابقة كشفت أن الأشخاص الذين لديهم شبكة علاقات اجتماعية جيدة أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي. وأضاف أن الأشخاص الذين يحافظون على العديد من العلاقات الجيدة يكون لديهم ميكروبيوم أكثر توازنا.