ازدهر قطاع الذهب في لبنان بشكل لافت منذ 2022، حيث يتهافت اللّبنانيون ممّن يملكون الدولارات على شراء "الأونصات" و"الليرات الذهبية" مما ولّد ضغطاً على صناعة هذه الصوغات وتلبية حاجة السوق المتزايدة.
لكن ما الذي دفع اللّبنانيين الى التهافت على شراء الذهب؟
يعترف نقيب أصحاب محلات الصاغة والمجوهرات نعيم رزق في حديث الى "ليبانون ديبايت" أنّ هناك ضغطاً على شراء الأونصات والليرات الذهبية تحديدًا أكثر من المصاغ المشغول لا سيما بعد إعلان إفلاس مصارف أميركية مما أفقد الثقة بالدولار الأميركي ليس في لبنان فقط بل في كل دول العالم حيث اتّجه الناس الى اقتناء الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم.
ويكشف أنّ الكثير من البنوك العالمية لجأت الى استبدال العملات الأجنبية بالذهب الأصفر.
وأكبر دلالة على تدهور الثقة بالدولار الأميركي ما يجري من صفقات بين الدول وفق عملات المحلية مثل الاتفاق بين السعودية والصين وشراء الغاز الروسي بالروبل وغيرها.
ويلفت الى أنّ أرباح الأونصات والليرات ليست كبيرة فعمولة الأونصة المحلية 20 دولاراً والسويسرية 50 دولاراً.
ويعتبر أنّ العامل الأبرز لكثرة الطلب على الذهب الأصفر جاء على خلفية افلاس بنوك أميركية وفقدان الثقة بالدولار.
وإذ ينبّه أنّه عند اعلان أي مصرف جديد إفلاسه فسيزداد الطلب على الذهب، ففي كل إقتصادات العالم تخف وتضعف، مما يقوي العملات المقابلة للعملة الورقية ومن أهمها الذهب الأصفر وأنا أتوقّع أن يعود ويرى أرقامًا جديدة من بعد هذه الحالات والحوادث التي تحصل.
ويشرح عن الأرباح من الأونصات التي لا يعدّها أرباحاً كبيرة، فهناك الأونصة السويسرية والأونصة الوطنية، السويسرية أجارها بين 50 و60 دولار أما الوطنية فأجارها بين 15 والـ 20 دولارًا ، كانوا أرخص من ذلك لكن لأنّ الطلب كبير زادت عمولتها، إنما المستقبل جيد جدًا لشراء الذهب.
ويوضح أمّا الليرة الوطنية فوزنها 8 غرامات وعمولتها ما بين 5 و6 دولار مما يعني أنّنا لا نحقّق عمولة منها، أما المشغول فهو كباقي المصالح الطلب عليه قليل وليس عليه ضغط.
ويؤكد أنّ المغتربين يطلبون من أهلهم شراء الذهب لهم، ويكشف أنّه في لبنان حوالي 80% من اللّبنانيين خرجوا من العملات الورقية / واشتروا الذهب، والضغط ليس وليد اليوم بل من عام 2022 فعند أول رصاصة بين أوكرانيا والروس وصلت الأونصة إلى 2180 دولار، ليقوم البنك الفدرالي الأميركي بزيادة الفائدة على الدولار وأصبحت العالم تتهافت على الدولار وحمله لأنّ الفائدة إرتفعت إلى أكثر من النصف من 1 إلى أكثر من 5% فتعزّز وضع الدولار كثيرًا وعندها إنخفضت الأونصة إلى 1625 و1650 و1700 دولار، فمن إشترى في تلك الأيام، يبيع اليوم ليحقق أرباحاً صافية تصل الى 350 دولار في الاونصة الواحدة، إنما بشكل عام هناك تهافت على شراء الليرات والاونصات.
وعن الارباح من الذهب المشغول، يقول: بالتأكيد المشغول يحقق ربحًا أكثر، والمغترب يرسل أمواله الى لبنان لشراء الذهب لأنّها هنا أرخص والعيارات اللّبنانية هي من أهم العيارات في العالم فليست مغشوشة وتخضع للرقابة من قبل النقابة ووزارة الاقتصاد، والموضوع بأكمله تحت المراقبة والمغترب يغيب ويغيب لكن لا يشتري الذهب إلّا من لبنان أولا بسبب النوعية والجودة وثانيًا العيارات الجيدة.