المصدر: نيوزفوليو
بعد تعثر المعارضة بإيصال ميشال معوض إلى سدّة الرئاسة حتى الساعة، وبعد الإتّجاه نحو تعطيل جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية من قبل كلّ القوى السياسية، كلّ حسب خياراته، أصبح الشلل المعتمد الذي تمارسه الأحزاب السياسية لفرض رئيس على اللبنانيين واقعًا مدمرًا.
التعطيل سيد الموقف.. جمهورية "كل مين إيدو إلو!"
وفي إتصال مع "نيوزفوليو"، يوضح عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب رازي الحاج أّنه "منذ البداية كنا نعتمد مهلة دستورية لإنتخاب رئيس، ومن خلالها نلتزم بشروط الدستور، فنحن لا نعطّل جلسات إنتخاب الرئيس، وكنا دائمًا نرفع الصوت عاليًا لعقد جلسات متتالية لإنتخاب الرئيس".
ويعتبر الحاج أنّ "فريق الممانعة خطف البلد، وخطف الدستور وخطف المجلس، وهو بإنتظار الطريقة المناسبة لفرض مرشح لإيصاله إلى سدّة الرئاسة، وهذا الأمر بالمطلق مرفوض، لأنّه يفتح المجال أمام قوى الممانعة لفرض نفسها، حيث تصبح هي من يتحكّم بالتوقيت المناسب لإنتخاب الرئيس".
ومن الواضح، بحسب الحاج، أنّ "أيّ وصول لرئيس من فريق الممانعة هو إستمرار للإنهيار، فالعقلية في إدارتهم للبلد لن تتغيّر والنهج سيظل على حاله ".
ويقول: "سنتصدى وسنتوحّد كمعارضة في وجه وصول أي رئيس ممانع".
هل تخلّى جنبلاط عن معوض؟
فثمة إلتباس اعترى العلاقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والمرشح الرئاسي ميشال معوض في الفترة الأخيرة، نتيجة الحركة السياسية التي قام بها وليد جنبلاط، في سبيل التوافق على مرشح رئاسي.
وأمام كل تلك الأجواء السائدة، لا يزال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط متمسكاً بمبادرته الرئاسية والتي يطرح من خلالها مجموعة أسماء" توافقية" يعتقد أنّ أحدها قد يشكّل نقطة تلاقٍ بين مختلف القوى أو معظمها.
وفي هذا الصدد، يرى الحاج أنّ "الخيارات ليست بملعب المعارضة، المشكلة أنّ فريق الممانعة لا يزال متمسكا بمرشحه، وعندما يعدّل بقراراته ويناقش ويتجاوب حول أسماء أخرى قد طرحتها القوى السياسية، عندها نبحث بالموضوع".
ويقول: " حتى الساعة وليد جنبلاط التقى مع حزب الله وطرح ثلاثة أسماء للرئاسة، ولكن لا جواب عليها".
القوات اللبنانية: تعطيل النصاب لمنع وصول أيّ رئيس ممانع
ولعدم تعطيل جلسات انتخاب الرئيس، شدّد الحاج "على ضرورة معرفة معطيات جلسات إنتخاب الرئيس القادمة، فأيّ جلسة لصالح الممانعة فنحن سنكون بصدد تعطيلها وأيّ جلسة هدفها إنتخاب رئيس إنقاذي سيادي إصلاحي سوف نحضر وبالتالي سنتمسّك بإنتخابه".
ويؤكد "تمسك القوات اللبنانية بالمرشح الذي تتوفّر فيه المعايير السيادية والإصلاحية المطلوبة للإنقاذ".
ويعتبر أنّ "هناك الكثير من الخيارات لرئيس إصلاحي سيادي انقاذي، على رأسهم ميشال معوّض الذي لا يزال مرشحنا ولا يزال يحظى بثقة المعارضة".
ويرفض "إصرار الممانعة على فرض المرشح الواحد المرفوض، للإبتعاد عن تسليم الرئاسة لمحور أدّى سلوكه لإنهيار البلد”.
هل حقًا تخلّت السعودية عن المعارضة؟
لا صوت يعلو عالميا فوق صوت المصالحة السعودية الإيرانية التي أُعلن عنها، السعودية تخطط لدعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها الرياض، في خطوة من شأنها أن تعيد العلاقات السعودية السورية تدريجيا إلى سابق عهدها.
في هذا السياق، اعتبر الحاج أنّ "أيّ إتّفاق يكون أساسه إحترام سيادة الدول، فهو يصبّ في مصلحة لبنان، وبالتالي في حال إلتزم الايراني بالاتفاق مع السعودي بإحترام سيادة الدول أوّلها لبنان فسينعكس الإتّفاق إيجابًا".
ويضيف: "السعودي يتدّخل بالأسماء فقط، وذلك كان واضحًا خلال الإجتماع الخماسي، الذي يريد رئيسًا لبنانيًا بعيدًا عن الفساد وأن لا يكون من محور الممانعة".
ويعتبر أنّ "إيران هي التي لا تحترم سيادة لبنان، والتي تتدّخل بالشؤون اللبنانية ولديها أذرع عسكرية ترتبط بحزب الله".
نحن اليوم أمام معارضة غير قادرة على إيصال رئيس، فقدرتها الوحيدة تعطيل جلسات الإنتخاب، وأمام إصرار حزب الله على إيصال مرشح يحمي سلاحه غير الشرعي، إضافة إلى قوى التغيير التي تعجز عن فرض وجودها بين الأحزاب الكبرى، يبقى أنّ البلد يتدهور سياسي وإجتماعيًا وإقتصاديًا.
فإلى أي مدى يمكن أن يصمد لبنان في الشغور الرئاسي؟