الملف الرئاسي ينطلق في حزيران بأنامل سعوديّة - إيرانيّة لإيصال مُرشح جديد!
الملف الرئاسي ينطلق في حزيران بأنامل سعوديّة - إيرانيّة لإيصال مُرشح جديد!

أخبار البلد - Tuesday, April 11, 2023 6:00:00 AM

صونيا رزق - الديار 

حين اُعلن في العاشر من آذار الماضي عن الاتفاق السعودي – الايراني، تفاجأ الجميع بإعلان ذلك الاتفاق، الذي كان بعيداً كل البعد عن الإنطلاق في هذه المرحلة، وفق عدد كبير من الافرقاء السياسيين، الذين اعتبروا انّ هذا التقارب يحتاج الى سنوات وسنوات كي يصبح على ارض الواقع، لكن الطريقة التي اُعلن بها شكلّت صدمة للاكثرية، التي لم تكن على إطلاع بما يجري في هذا الاطار، اذ صدرت معلومات قبل فترة وجيزة، تؤكد بأنّ تقارب الرياض وطهران يقارب المستحيل خصوصاً في هذه المرحلة، لكن وحين غاب التباين الفجائي، برزت الصدمات الايجابية، وإنطلقت الافكار نحو الخطى البعيدة المدى، والتي لا شك ستكون إيجابية وتخرق الاوضاع الصعبة القامئة بين البلدين.

 
وحينئذ سارع العارفون والمطلعون على ما يجري، للتبشير بانّ عودة العلاقة بين البلدين ستفتح الآفاق الكبيرة امام عدد من الدول المتخاصمة، وامام القضايا العالقة وخصوصاً قضية اليمن، التي تصدّرت المشاكل المسماة بالمعضلة نظراً لصعوبة حلها، كذلك الامر بالنسبة للعراق وسوريا وبالتأكيد لبنان، لكن اُعطيت الاهمية لحل القضايا الثلاث اي اليمن والعراق وسوريا، وبقي لبنان في آخر الاولويات، وارجئ البحث في ملفه الى شهر حزيران المقبل اي ليس قبل شهرين من اليوم، على الرغم من انّ لبنان وصل الى درك خطير مهدّد بغياب صورته عن المشهد العالمي، مع تراكم ازماته وانهياراته، لكن بطبيعة الحال سيُعطى الملف العالق بين الرياض وايران الاولوية، لإنهاء الازمة اليمينة - السعودية.

 
الى ذلك، نقل وزير سابق عن ديبلوماسي عربي قوله» بأنّ الوقت الحالي لن يكون للبنان من ناحية الاهمية والإسراع بإنهاء الاستحقاق الرئاسي، وهذا بات معلوماً لدى المسؤولين اللبنانيين، وهم تلقوا إشارات ايجابية بذلك لكن بعيدة نوعاً ما، مع نصيحة بأن لا يبدّدوا الوقت بل يستعينون به، من خلال حوار داخلي يقرّب المسافات السياسية والرئاسية الشاسعة في ما بينهم والتي فرقتهم، وآن الآوان ان تعود لتجمعهم، وفق ما ذكر الديبلوماسي، الذي بدا متفائلاً بأنّ الرئيس سيكون على الارجح من خارج الاسماء التي يتم التداول بها، إلا اذا تمّ نيل ضمانات مؤكدة من البعض، لانّ البحث جار عن مرشح قادر على الجمع وليس على التفرقة، ما يسهّل تحقيق الاستحقاق الرئاسي مع مطلع الصيف المقبل.

وعلى الخط الداخلي، ووفق مصادر سياسية مطلعة على خبايا الرئاسة، فلا شيء يبشّر بالخير لغاية اليوم، بسبب ضعف التوافق وتفاقم التباين، ما جعل الاتفاق على إسم الرئيس أمراً شديد التعقيد، وهذا ما ظهر منذ الدعوة الاولى الى إنتخابه وحتى الجلسة الاخيرة، التي لم تختلف عن سابقاتها، والتي شكلت انعكاساً واضحاً الانقسام العامودي في المشهد السياسي، اذ ليس بمقدور أي فريق أو تكتل نيابي او حزب إيصال مرشحه الى بعبدا، من دون التوافق مع بقية الاطراف السياسية، لان التحالفات ولّت الى غير رجعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، الغياب اللافت لتيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري عن الساحتين الرئاسية والسياسية، والذي كان يرجّح الكفة عادة بسبب كتلته النيابية الكبيرة، لكن اليوم لا كتلة ولا نواب، بل محاولات من الفريقين المتنازعين اي الممانع والمعارض، على كسب أصوات النواب السنّة، الامر الذي بات يشكل صعوبة بسبب إنقسامهم بين الطرفين، وبعضهم تابع الى الفئة المستقلة والتغييرية، وهذا يعني انّ اصوات هؤلاء باتوا في الوسط، لذا لا يشكلون رافعة رئاسية لأي طرف، والعمل قائم على إستمالتهم لكسب الرهان.

 

وفي السياق، لا تنفي المصادر المطلعة على الملف الرئاسي بأنه محكوم بالتطورات الاقليمية والدولية، اي بات بين الثلاثي بصورة خاصة، الولايات المتحدة الاميركية – ايران - السعودية، واصفة ذلك بالمعضلة لانها تحتاج قبولاً داخلياً وخارجياً، وبالتأكيد الدور الاكبر للقبول الخارجي، الذي ينبثق منه الداخلي، من خلال كلمة السر التي تصل، او الضوء الاخضر الذي يطلق صرخته، فيتصاعد الدخان الابيض من بعبدا، وعندها يدخل الرئيس المنتظر القصر، مع الامل بأن يكون دخوله خاتمة احزان الوطن وشعبه، وإنطلاقة للبنان الجديد المنتظر.  

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني