"عبّارة كوبيتش"
"عبّارة كوبيتش"

خاص - Saturday, May 30, 2020 8:07:00 AM

الإعلاميّ د. كريستيان أوسّي


بكثير من الجدية، يتوقف بعض حلفاء الصف سابقاً عند الكلام التحذيري الذي وجّهه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى السفير الاميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان في اثناء ندوة نظمتها مؤسسة "بيروت انستتيوت"، وفيه اشارة واضحة الى المخاطر التي يمكن ان تنجم عن سياسة الحصار المفروضة على لبنان تحت ذريعة تطويق " حزب الله".

يدرك هؤلاء، كما سواهم، البعد الذي قد تذهب اليه التطورات، لاسيّما في خضمّ تسارع الاحداث التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي يمكن ان تصيب في لحظة ما كيان الوطن ووحدته بالاضافة الى نظامه السياسي.

هذا الأمر أعقب عاصفة أثارتها تصريحات الشيخ أحمد قبلان عن الصيغة و الطائف وثنائية بشارة الخوري ورياض الصلح، تزامنت مع سجال عوني-حزبلاهي حاد وقاس ظهّرته شاشات التلفزيون ، كما تزامنت مع لجوء رئيس الجمهورية الى حقه الدستوري المنصوص عليه في الفقرة ٢ من المادة ٥٦ من الدستور، طالباً من مجلس الوزراء إعادة النظر بقراره المتعلق باستثناء معمل سلعاتا من التلزيم في إطار خطة الكهرباء، واستمر مع الترددات المحتملة لقانون العفو ، ولم ينته عند الجو المتشنج في لاسا وما قد يحمله من خطر داخلي، وهو ما دفع بالأمين العام لحزب الله الى الظهور و التصويب على العلاقة مع التيار الوطني الحر مشدداً على قوتها ومتانتها ورسوخها و استنادها الى رؤية مستقبلية.

هي صورة فسيفسائية لكنها لا تحجب الواقع العملي لحجم حضور حزب الله في دولة لا تستند الى توافق اركانها. من هنا خطورة الدفع بهذه القوة الى حد أخذ قرارات مصيرية، لاسيما وأن الحصار الاقتصادي يصيب الشعب بأكمله و الوطن بأبنائه من دون استثناء، و إن تكن فئة لا تزال تمتلك أقنية تواصل تخفف عنها وطأة الحصار في حين أنّ فئات اخرى لا تتمتع بمثل هذا الامتياز، كما أنّ الجسور و المسالك والدروب لا تزال توصل من طهران الى حدود لبنان.... ومن هناك الى حيث يمكن او يفترض ببعض القوى الفاعلة ان تصل!

المؤسف انّ هذه التطورات المستغربة تأتي في وقت لجأ لبنان المنهك القوى الى صندوق النقد الدولي طلباً للعون، لكن بوحدة صف مفتقدة باعدت في الارقام و حجم الخسائر بين وزارة مال و مصرف مركزي و جمعية مصارف، وفي ظل لا توافق مضمون على الخطة الاصلاحية من كهرباء ووقف هدر وفساد وتعيينات بالمحسوبيات...

هو وطن يقف على ضفة النهر الصلصالية، غير قادر على اجتيازه ليصل الى الضفة الصخرية، في حين انّ قدميه تغرقان في طين سيل السرقة الممنهجة لمقدراته... والمؤسف انّ أربابه يحتجون على طريقة ركوب العبّارة، غير عابئين بالخطر المحدق.

 

يان كوبيتش أطلق الصرخة وحذّر علناً... فهل من يتلقف و يسارع الى التلبية، قبل فوات الاوان؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني