علي ضاحي - الديار
مع انسداد الافق السياسي وارتفاع منسوب "التوتر العالي الطائفي"، على خلفية تأجيل التوقيت الصيفي، والانقسام الذي اصاب البلد عمودياً وافقياً والقرار الحكومي "المسؤول" بالعودة عنه، تتجه الانظار الى "يوم الصلاة والتأمل"، الذي دعا اليه البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب المسيحيين في بيت عنيا- حريصا في 5 نيسان المقبل.
وتكشف اوساط كنسية مقربة من بكركي، ان كل ما يحكى او ينسج من سيناريوهات ليس واقعياً، فالبطريرك اراد من اللقاء ان يكون جامعاً، وان يكون روحياً بامتياز، وان يجمع بالصلاة والتأمل، وعلى مائدة واحدة من فرقتهم السياسة والاستحقاق الرئاسي والاستحقاقات الاخرى.
وتشير الاوساط الى ان البطريرك الراعي طالما اعلن ويعلن، وهو يراهن في قرارة نفسه على "صحوة ضمير" لكل نواب الامة. وهو يراهن على ان يكون يوم التأمل والصلاة صفحة جديدة من العلاقات المسيحية –المسيحية، وان "تصفى النفوس والقلوب"، وان "يكسر الجليد" بين ممثلي الاقطاب، وان "يهدي الله" الجميع للوصول الى حل للمعضلة الرئاسية.
وفي حين تجزم الاوساط ان الراعي لن يبحث الاستحقاق الرئاسي، او يمتلك خطة عمل او ورقة سياسية للقاء، تؤكد ان الكنيسة تعوّل على اللقاءات الجانبية بين ممثلي الكتل، وهذه فرصة لاعادة التواصل و"كسر الجليد". وتشير الاوساط الى انه حتى الساعة لم تتبلغ بكركي اي تخلف عن الحضور او عدم مشاركة في اليوم الروحي، باستثناء ما اعلنه النائبان الياس بو صعب وبولا يعقوبيان عبر الاعلام.
وعن اتصالات الراعي الرئاسية داخلياً وخارجياً، تكشف الاوساط ان لقاءاته الثنائية لم تنقطع مع القوى السياسية والحزبية والنيابية الاسلامية والمسيحية، وهو ثابت على موقفه لجهة التمسك بمواصفات الرئيس الوطني والجامع، ولم يتطرق الى اي اسم او مرشح ولا يعتزم ذلك. وتشير الاوساط الكنسية الى انه سمع من كل السفراء الذين زاروه اخيراً، من السفيرة الاميركية والفرنسية والسفير السعودي وغيرهم، ان ليس هناك من اسماء محددة او وجود "فيتوات" على اسماء بعينها، بل هناك اصرار على "لبننة الاستحقاق"، وهذا ما يراه البطريرك ضرورياً اذا ما صفت النيات.
وعن عدم لقاء الموفدة الاميركية باربرا ليف اي شخصية مسيحية كنسية او سياسية او نيابية او حزبية، واكتفائها بلقاء الرئيسين بري وميقاتي وعدد من النواب السنة، تؤكد الاوساط ان ليس لديها علم بالقصد الاميركي، وهذا لا يعني موقفاً سلبياً من المسيحيين، بقدر ما هو البحث عن الحلول عند الآخرين. فمن يعطل الاستحقاق هو من يتمسك بمرشح محدد من دون سواه، ولا يذهب الى التوافق على اسماء بديلة، ونحن نعتقد ان الكرة في ملعب الجميع للتوافق.