محمد علوش - الديار
لم تنجح كل محاولات البطريرك الماروني بشارة الراعي لتقريب وجهات النظر المسيحية حول الملف الرئاسي، فلم يتمكن من جمع الأربعة الأساسيين، كما حصل قبل انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، ولم بنجح في تأمين لقاء نيابي مسيحي جامع يناقش مسألة الرئاسة، بسبب التفاوت في الأولويات بالنسبة للأحزاب المسيحية، ولم يستطع الوصول الى لائحة أسماء موحدة لخوض الاستحقاق بعد جولات مكوكية للمطران بو نجم، فكان التوجه نحو الصلاة.
ليس من السهل على القوى السياسية المسيحية رفض دعوة بكركي للصلاة والتأمل، لذلك كان خيار الأغلبية بالمشاركة ولو عن غير قناعة، فالكل يعتبر أن الصلاة إيجابية، ولو أن الملف الرئاسي لا يحتاج الى الصلاة بقدر ما يحتاج الى اتفاق سياسي شامل وكامل، لكن ماذا لو فُتح الملف الرئاسي خلال خلوة الصلاة، ولم يتم التوصل الى نتيجة؟
بات معلوما الإيجابيات التي يبحث عنها "التيار الوطني الحر" من أي لقاء في بكركي، وأهدافه الخاصة من هكذا لقاء، كذلك موقف "القوات اللبنانية" وكيف أفشلت حوار بكركي لعدم منح جبران باسيل ما يُريده بشكل مجاني، وبحسب مصادر متابعة للقاء الصلاة، فإن دعوة البطريرك مشكورة وإيجابية، لكنها تحمل مخاطر أيضاً.
من المخاطر التي تقصدها المصادر، هو طرح الملف الرئاسي للبحث أو التشاور أمام المشاركين بالصلاة، دون الوصول الى أي نتيجة، فهذا الأمر سيضر الموقف المسيحي بشكل كبير، على قاعدة أن عدم الاجتماع أفضل من اجتماع دون نتيجة، لذلك قد تتعقد الأمور والعلاقات بين المكونات المسيحية، وهذا ما يدركه البطريرك، الذي تؤكد اوساطه بشكل دائم، أن الدعوة للصلاة محصورة بالتأمل والدعاء فقط، ولا علاقة إطلاقاً بين الدعوة وبين مبادرة بكركي الرئاسية.
ورغم ذلك، لا ترى المصادر أن جمع النواب المسيحيين في مكان واحد، في ظل فراغ رئاسي كبير وتوترات سياسية ذات طابع طائفي، يمر دون حديث سياسي، وهنا تعوّل بكركي على تجربة "التوقيت"، علّها تبدل في طريقة تعاطي القوى المسيحية بعضها مع بعض.
لا تنتهي المخاطر هنا، تضيف المصادر: "لنتخيل مثلاً لألف سبب وسبب ان اللقاء انتهى الى اتفاق على اسم مرشح للرئاسة، فهل نصبح أمام مرشح مدعوم من المسيحيين بمواجهة مرشح مدعوم من المسلمين؟
لا شكّ أن بكركي سعيدة باستجابة غالبية النواب المسيحيين للقاء الصلاة، وتطلب دائماً ألا يُحمّل اللقاء ما لا يحتمل، لكن في لبنان تنخر السياسية كل شيء، حتى الصلاة، وبالتالي سيكون لدعوة 5 نيسان تأثيرات سياسية. إيجابية أو سلبية؟ سننتظر.