كشف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لـRT عن كواليس اجتماع مجلس الأمن الدولي عشية غزو العراق عام 2003.
وفي حديث لبرنامج "قصارى القول" بمناسبة الذكرى 20 لغزو العراق، قال بوغدانوف: "كنت معجبا بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولين باول.. كنت أشغل وظيفة مدير دائرة الشوق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2003 بعد أن عدت من إسرائيل حيث كنت أشغل منصب السفير. يومها ذهبت مع وزير الخارجية إيغور إيفانوف إلى جلسة مجلس الأمن، وكان وفدنا جالسا مقابل الوفد الأمريكي.
وأضاف: "حينها أخرج باول أنبوب اختبار يحتوي على مسحوق أبيض.. وعرضوا لقطات من العراق فيها تحرك مركبات عسكرية وبالقرب كان يجلس الوفد الباكستاني وبدأ الوفد يستفسر إذا أعرف العربية، وقلت نعم فسألوني عن ماذا يتحدثون. وقلت لا شيء يقولون السلام عليكم وعليكم السلام كيف الحال"، مؤكدا أن "الحديث لم يكن يدور عن أي أسرار عسكرية، ولا نعرف الغرض من ذلك".
وأشار إلى أنه "بعدها أخرج بول الأنبوب وقال هذا سلاح الدمار الشامل الذي ينتجه (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين في العراق ونحن سنكافح ذلك بكل حزم. ثم عرض الأنبوب أمام الجميع"، لافتا إلى أنه "بعد أن سمعت الكلام سألت الوزير إيفانوف ضاحكا ما الذي سيحدث لنا جميعا إذا سقطت هذه الأنبوبة هنا؟ كيف سمح رجال الأمن الأمم المتحدة الدخول إلى القاعة وهو بحوزته سلاح الدمار الشامل هذا وبماذا يفكر عندما جلس وهو يحمل سلاح دمار شامل داخل أنبوبة يمكن أن تنكسر؟".
وأفاد بوغدانوف بأنه بعد فترة كشف باول أن وكالة الاستخبارات خدعته، أما رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير فقال إنه "الأنبوب كان يحتوي مادة أخرى يمكن أن تكون مسحوق غسيل"، مضيفا: "هذا سبب حجة لغزو العراق وتدير الدولة بأكملها.. وضعوا في الأنبوب مسحوق غسيل وقالوا أنه سلاح دمار شامل".