تكاد التحضيرات اللوجستية تكتمل للأيام الثلاثة التي يعيش التيار الوطني الحر غمارها، بين الجمعة والأحد.
ينبثق النشاط التياري لهذا العام، وهو يقام في ذكرى ١٤ آذار، من إرادة القيادة تحقيق rebranding سياسي يعكس إرادة التطوير والتحديث، ويُبرز القدرة على المواءمة بين الثوابت السيادية والإصلاحية من جهة، والبراغماتية والواقعية أو الـrealpolitik المطلوب بإلحاح لمقاربة الاستراتيجيات المتحركة إقليميا ودوليا، والإستحقاقات المتسبِّبة بتحولات غير مسبوقة، من الحرب في أوكرانيا إلى الإتفاق السعودي- الإيراني وتأثيراته المتمدِّدة، في موازاة الدينامية التصالحية العربية.
تكمن أهمية الأيام التيارية الثلاثة الجامعة في أنها نتاج دينامية متدحرجة تحرص قيادة التيار على تغذيتها وإبراز أهميتها التنظيمية والسياسية، بالنظر إلى أنه يكاد يكون الحزب الوحيد، وهو كذلك، الذي يعتمد هذا الكمّ من التواصل والإتصال الأفقي والهرمي بين القيادة والقاعدة، بلا قيود أو شروط. ويعكس هذا الواقع الطابع الديموقراطي للتيار وتنوّع الإتجاهات الفكرية والإجتماعية التي تثريه وتصلّب عود تجربته الحزبية الرائدة، وهي للمناسبة الأحدث بين نظيراتها ولكن الأكثر نصجا ونجاعة.. ومستقبَلا.
يتوزع هذا الحدث السنوي على ٣ محطات رئيسة:
١-العشاء التمويلي غدا الجمعة في حضور الرئيس المؤسس العماد ميشال عون. وبات هذا الإلتقاء محطة سنوية يعوّل عليها التيار لتأمين موازنته التشغيلية، ليحفظ بذلك إستقلالية مشهودة تقيه الإرتهان أو الهوان. وستكون لرئيسه النائب جبران باسيل كلمة سياسية وحزبية شاملة الأبعاد ومتعددة الأبواب.
٢-حوار ask Gebran، وهو بات محطة منتظَرة شبابيا، تكمن أهميتها في أنها تتيح مساحة تعبير وإلتقاء مباشر بلا تكليف أو كلف، بين باسيل والشباب، تُسقِط الكفوف والتعليب، تُطرح فيها الأسئلة وتُرفع الهواجس كما هي، وتُنتظَر المواقف منها.
٣-المؤتمر التنظيمي الأحد، ويتخلله إقرار الورقة السياسية وإعلانها كخريطة طريق للسنة الحزبية الآتية، الى جانب ورشات عمل متنوعة، على أن يتوّج بكلمة لباسيل قرابة الظهر.