الجمهورية
يتموضَع الحراك الفرنسي السعودي في اتجاه لبنان، وآخره الاجتماع الثنائي في القصر الرئاسي الفرنسي يوم الجمعة الماضي، الذي أُحيط بتكتم شديد على مجرياته. ووفق معلومات موثوقة لـ"الجمهورية" من مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية فإنّ جولة مشاورات جديدة قد تعقد بين الجانبين الفرنسي والسعودي وليس بالضرورة ان تكون في باريس.
واللافت في رد المصادر على سؤال لـ"الجمهورية" عما اذا كان الاجتماع بين الجانبين الفرنسي والسعودي قد انتهى الى الفشل، استغربت الحديث عن فشل، معتبرة ذلك حكماً متسرعاً على هذا الاجتماع، فجوهر الاجتماع هو مساعدة لبنان على تخطي أزمته، وتمكين اللبنانيين من إتمام الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والجانبان الفرنسي والسعودي يدركان الحاجة الماسّة للبنان بانتظام وضعه السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، والى نهضة اقتصادية مع تشكيل حكومة تباشر في الاصلاحات. ومن هنا فإنهما يُقاربان الصيَغ التي يمكن ان يتوافق حولها اللبنانيون لتحقيق هذا الهدف، والنقاش مستمر، وامر طبيعي جداً ان تكون لكل طرف وجهة نظره، وهو الامر الذي يحسمه النقاش ويبني حولها تقاطعات عليها، بما يحقق الغاية المرجوّة بمساعدة اللبنانيين.
ورداً على سؤال عما اذا كان الجانبان الفرنسي والسعودي قد اختلفا في النظرة الى بعض المرشحين لرئاسة الجمهورية، قالت المصادر انّ الملف الرئاسي في لبنان يُقارب من كل جوانبه، وكما أشرنا يُقارب من خلفية المساعدة على انتخاب رئيس لبنان في اسرع وقت، الّا ان الاساس في هذا النقاش هو انّ فرنسا وكذلك السعودية ملتزمان بمساعدة اللبنانيين، ويؤكدان على ما سبق تأكيده في اجتماع الدول الخمس في شباط الماضي بأنّ احداً لن ينوب عن اللبنانيين في اختياراتهم.
يُشار في هذا السياق الى انّ غياب اي بيان حول مجريات الاجتماع الفرنسي السعودي، أطلق العنان لبعض التكهنات والسيناريوهات التي افترضت خلافاً بين منطق فرنسي يسعى الى تسوية رئاسية تُفضي الى انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومنطق سعودي يعارض هذا الامر.
الى ذلك، اكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ"الجمهورية" انها لم تلمس اشارات ايجابية مرتبطة باجتماع باريس، الا انها في الوقت نفسه لا تستطيع الركون الى الاقاويل السلبية التي تلته، وقالت: لم نقف بعد على النتائج الحقيقية التي انتهى اليها الاجتماع الفرنسي السعودي في باريس، وليس مستبعداً ان نشهد حراكاً في هذا الاتجاه للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي كان حاضراً في اجتماع باريس، وكذلك السفيرة الفرنسية آن غريو، وفي ضوء ذلك يتبيّن الخيط الايجابي من الخيط السلبي، وساعتئذ نبني على هذا الخيط او ذاك".