فادي عيد - الديار
وضع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كرة الرئاسة في ملعب المسيحيين على أن يختاروا هم مرشحهم، وبذلك يبقى خلط الأوراق هو سيد الموقف بعد اللقاء الثنائي في العاصمة الفرنسية بين السعوديين والفرنسيين، إضافة إلى أن بري ينتظر الإجابة على ما طرحه أمام السفير السعودي وليد بخاري خلال لقائه به، قبيل مغادرة الأخير للمشاركة في اللقاء الباريسي، ناهيك بما استجدّ من تطوّرات إقليمية ودولية لها تأثيرها المباشر في الاستحقاق الرئاسي، ولا سيما زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، وما سبقها من زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو وبعدها إلى الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم التقارب السعودي ـ الإيراني، فكل هذه العناوين لها صلة وثيقة بالاستحقاق الرئاسي، وتعتبر أيضاً من العوامل الإيجابية في الداخل لناحية الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
في هذا الإطار، ينقل وفق المعلومات المسرّبة حول لقاء باريس الثنائي الأخير، أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءً موسعاً للدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، وقد يزور موفد فرنسي بيروت قد يكون مستشار الرئيس الفرنسي السفير باترك دوريل، لوضع المسؤولين اللبنانيين في صورة ما حصل في اللقاء الثنائي الأخير مع السعوديين، ولهذه الغاية باتت أرضية التسوية شبه جاهزة، بانتظار أن يصار إلى ترجمة التقارب بين طهران والرياض، وما أفضت إليه زيارة الأسد إلى أبو ظبي، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه رئاسياً، وتحديداً لجهة وضع اللمسات الأخيرة على توافق الدول الخمس، في حال لم يحدث أي طارئ إقليمي أو دولي يؤدي إلى نسف كل التفاهمات التي حصلت في الآونة الأخيرة.
ويشار في هذه السياق، إلى أن اللقاء الثنائي الأخير بدأ يتناول الخيار الثالث، بعد تأكيد الرياض أنها لن تقبل أي مرشّح من الاصطفافات الموجودة اليوم وغير القادرة على النهوض بلبنان، والتي تشكِّل تحدٍّ لفريقٍ ضد الآخر، وبناءً عليه هي لن تدخل في لعبة الأسماء. وعُلم أن الخيار الثالث سيتمّ الإجماع عليه في اللقاء الخماسي الذي سيعقد الأسبوع المقبل، وثمة أسماء وضعت على طاولة التشاور والنقاش لحسم هذا الخيار، بعدما طرحت فئات لبنانية فاعلة عدداً من الأسماء، لا سيما بكركي التي تُعتبر المعنيّ الأول في هذه المسألة، في حين يجري الحديث عن حالة ترقّب للقاء الروحي في بكركي، والذي سيكون مفصلياً عندما يدعو البطريرك بشارة الراعي لانتقاء أحد الأسماء المطروحة والتي أضحت معروفةً، ليكون أحدها موضع إجماع من المكوّنات المسيحية، وهذا الاسم سيصل إلى مسامع المجتمعين في باريس، ليكون هناك غطاء إقليمي ودولي، والأهم أن يشكل منطلقاً وقبولاً لدى الدول المانحة لدعم لبنان وانتشاله من الأزمات الاقتصادية والمالية، وحيث باتت تشكل خطراً على استقراره الأمني والاجتماعي.
إنما يبقى السؤال المطروح: هل سيتوافق المشاركون في لقاء بكركي على اسمٍ معين من اللائحة التي في حوزة البطريرك الراعي، في ظل الخلافات والانقسامات بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"؟ لذا، هناك ترقب وانتظار لما سيرسو عليه هذا اللقاء، الأمر الذي ينتظره أيضاً المعنيون بالملف الداخلي والدول التي شاركت في اللقاء الخماسي، وكذلك المكوّنات اللبنانية على اختلافها.
وأخيراً، فإن الأيام المقبلة ستبلور مشهدية الحراك الدولي والإقليمي، وما بعد هذه التفاهمات، وعملية التقارب الجارية على قدم وساق. فهل سيشهد لبنان مفاجآت جديدة تكون البوابة التي تفتح آفاق انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية؟ ذلك ما تُجمع عليه غالبية القوى السياسية المحلية.