فادي عيد - الديار
يُنقل، وفق المعلومات، بأن زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الفاتيكان، إنما هي شخصية وجرى ترتيبها منذ فترة مع السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، حيث أفاده عن الوضع المسيحي في لبنان بالأرقام، وكل ما يحيط به سياسياً وجغرافياً، وبفعل التحوّلات في المنطقة، فيما تجدر الإشارة، إلى أن ميقاتي، كان قد بحث هذه المسألة قبيل زيارته إلى الفاتيكان مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، ما اعتبرته أطراف عدة، سابقةً في أن يتولى رئيس الحكومة، الموضوع المسيحي من كافة جوانبه مع أعلى مرجعية مسيحية في العالم، أي قداسة البابا فرنسيس الأول، إذ تؤكد أن المسألة تتخطى "زكزكة" رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، الذي لم يهضم هذه الزيارة، وإثارة ميقاتي للواقع المسيحي مع عاصمة الكثلكة.
وتوضح المعلومات، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، بحث مع البابا فرنسيس، كل ما يحيط بالدور المسيحي القائم حالياً، وأخطاء بعض قادته الذين يتحملون هذه المسؤولية، والتي انطلقت في منتصف سبعينات القرن الماضي إلى حرب التحرير، وما يجري اليوم من شغور رئاسي تتحمّل بعض المرجعيات المسيحية الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذا الفراغ.
وتضيف المعلومات، متسائلةً، هل يعني أن يتولى ميقاتي هذا الملف ويزور الفاتيكان وروما، وربما عواصم أخرى، أنه سيعود إلى رئاسة الحكومة في العهد الجديد، ولا سيما أنه كان أول الداعمين لترشيح رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية؟ والسؤال الآخر، هل جاء هذا الدعم، وهذه الحركة الميقاتية بفعل غطاء فرنسي، ومن الرئيس إيمانويل ماكرون تحديداً، والذي تربطه صداقة متينة به؟ هنا، تضيف المعلومات، لافتة إلى أن المحادثات لم تدخل لا من قريب أو من بعيد في هذا الموضوع، على اعتبار أن الصيغة التي تمّ تسريبها بما معناه أن فرنجية رئيساً للجمهورية، والسفير نواف سلام رئيساً للحكومة إنما هي فرنسية، وذلك مردّه لصعوبة إقناع باريس للسعودية ودول الخليج وآخرين، بأن يبقى ميقاتي على رأس الحكومة الأولى التي ستشكل بعد انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.
من هذا المنطلق، لفتت المعلومات، إلى أن ميقاتي يلعب في الوقت الضائع من خلال شبكة علاقاته العربية، كما الدولية، مع قوى أساسية في الداخل، لا بل مع معظمها باستثناء "التيار الوطني الحر"، ولهذه الغاية، فهو تجاوز "التيار" مسيحياً، وذهب إلى أبرز مرجعيتين هما بكركي على المستوى اللبناني، وصولاً إلى الفاتيكان وما تمثله من موقع ودور وعلاقات على المستوى العالمي.
من هذا المنطلق، فإن حركة ميقاتي في الداخل والخارج، لا تعني أنه يقوم بذلك من أجل رئاسة الحكومة، على اعتبار ذلك يتخطى دوره، بمعنى أن المعلومات، تشير إلى سعي فرنسا والمملكة العربية السعودية وآخرين، إلى إنجاز سلة كاملة للحل في لبنان، وتشمل رئيس حكومة والمواصفات واضحة بأن لا يكون من الطبقة السياسية السابقة، أو ممّن تحوم حولهم شبهات. لذا يبقى السؤال، هل يتمتع ميقاتي بهذه المواصفات؟ ليأتي الجواب، قطعاً لا، على اعتبار أن ما سُرّب من باريس، وما نقل من أكثر من جهة سياسية في الداخل، كل ذلك لا يصبّ باتجاه أن يكون ميقاتي رئيساً لحكومة العهد الأولى، وهذه مسألة واضحة تؤكدها الجهات المعنية، بمعزل عن زياراته ولقاءاته إن في بكركي أو الفاتيكان وسواه.