كتبت مارينا عندس في صحيفة " الديار":
استطاع قطاع الأدوات الكهربائيّة أن يجدّد نشاطه ويعود للعمل بأسلوبٍ جديدٍ وبالطرق الجديدة، التي تلائم أوضاع المواطن اللبناني الاقتصاديّة الصعبة. وبدل أن تُباع القطع الكهربائية في المولات والشركات الضخمة كالسّابق، اعتاد الزّبون شراءها بحلةٍ أخرى تناسبه أكثر. كيف؟
واقع جديد والبيع "بالجملة"
يقال إنّه "ربّ ضارةٍ نافعة" وهو فعلًا كذلك، خصوصًا وبعد الابتكارات الجديدة التي أنتجتها الأزمة الاقتصاديّة الخانقة. ومن أبرز هذه الطّرق، استقطاب أكبر عدد ممكنٍ من الزبائن إلى الأماكن الشعبية والبسطات مثل سوق الأحد وغيرها، ليقوم الزبون بشراء الأدوات الكهربائية وغيرها بأسعارٍ جدًا مقبولةٍ. ولكن هل هذه التجارة لم نكن نراها قبل عام 2023؟ بالطبع نعم! العديد من الناس كانت تتجّه الى هذه الأماكن لكنّ الفرق أنّها كانت تقتصر فقط على الزّبون الفقير جدًا. أمّا اليوم، وبعد أن أصبح نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر (وذلك بحسب ما أكدته دراسة أجرتها الإسكوا- وهي إحدى اللجان الإقليمية التابعة للأمم المتحدة) لم يعد سهلًا أبدًا شراء الأدوات الكهربائية وبما فيها الغسالة والنشافة والسيشوار والبراد وإلى ما هنالك. لذلك، يقوم العديد من الناس بزيارة هذه الأسواق وشرائها بأسعار الجملة.
وفي حديث للدّيار، يؤكّد روبير أنّ ابنته وصهره كانا اشتريا كل الأدوات الكهربائية من منطقة الاوزاعي، بيروت نسبةً لأسعارها المقبولة إلى حدٍ ما مقارنة مع باقي المناطق اللبنانيّة. ولكن أيضًا نلاحظ أنّها أصبحت بالدّولار أينما كان.
ويتابع: ما فعلته ابنتي لم تكن الوحيدة، وأنا أعتقد أنّ العديد من الأشخاص قام بهذه الخطوة، وهي الاستفادة من العروضات بالجملة حيث تباع القطعة والقطعتان وربّما الثلاث بسعرٍ مقبولٍ. مثلًا الغّسالة الجديدة تُباع تقريبًا بـ500 دولار (وطبعًا هنا نتكلم عن الفريش دولار من دون التّقسيط). والبرّاد يباع اليوم تقريبًا إذا كان ذا جودة متوسّطة ومتوسط الحجم بـ600 دولار أمّا المكنسة الكهربائية فباستطاعتنا شراءها بـ 120 دولارا. ولكن، لو أخذنا القطع الثلاث من المكان عينه، يمكننا الاستفادة من العرض مثلًا وشراؤها بـ1000 دولار. وهذا ما فعلناه. وبهذه الطريقة وفّرنا 220 دولارا باستطاعتنا الاستفادة منها في شراء معدّاتٍ أخرى للبيع.
مستعمل أم بالتقسيط؟
تعاني الآنسة بيترا (امرأة أربعينية) من مشكلةٍ في شراء غسّالة جديدةٍ لأنّ تكاليف الحياة باتت باهظة جدًّا، على حسب قولها. وتشرح للدّيار عن وضعها الاقتصادي الصّعب بعد أن أصبح إيجار بيتها الصّغير (غرفة واحدة وحمّام) بـ200 دولار أميركيّ. تُحيك الدمى والألعاب بالخيطان وتبيعها للزّبائن عن طريق تصويرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنّ العمل هذا، لم يكفها لشراء دوائها.
وتضيف: لو كانت صحّتي جيّدة لغسلتُ ملابسي بنفسي، لكنّ الأوجاع تنتابني في كل مكانٍ من جسمي. أعاني من التهابٍ في رقبتي وأكتافي وأريد غسالة قديمة. لذلك، وبدل أن أشتري غسّالة كهربائية بـ200 أو 300 دولار ، قمتُ بتصّفح صفحات الـolx واشتريتُ غسالة قديمة بسعرٍ أقلّ بكثير. بهذه الطريقة لم أوفّر فقط بسعر الغسالة، إنّما بالبنزين لأنّ الغسالة أصبحت في بيتي مع فارق 2 دولار ديلفري فقط. وأعتقد أنّ العديد من الناس، باتوا يشترون القطع المستعملة عن طريق الاونلاين مثلي تمامًا.
قطاع تصليح الأدوات الكهربائية ينتعش في لبنان
"معلّم روبير" يتّكل عليه معظم سكّان جونية لأنّه قادر على حلّ مشاكلهم أجمع. ومن هذه المشكلة نسمّي (تصليح غسالة، مكواة، فرن الغاز، البراد والثلاجة والمكنسة الكهربائيّة). ولو ضاقت به الأمور، يشتري القطع الجديدة ويركّبها على الماكينة القديمة.
وفي حديثه للدّيار يؤكد معلّم روبير أنّ معظم أهالي المنطقة لم يعد باستطاعتهم شراء الأغراض الجديدة، إنّما يحاولون "ترقيع" ما عندهم إلى أن تنتهي مدّتها وتتنفس آخر صعدائها.
ويقول: ما بين بنزين وأكل وشرب، يصرف الزبون "اللي فوقو وتحتو" لكي يعيش. فما بالك من تخريب قطعةٍ كهربائيةٍ في منزله؟ هذه فعلًا مصيبة بات يحتسب لها حساب. لهذا السبب، أقوم بتصليحها لأهالي المنطقة والحمد لله أعيش من خيرهم ومن تعبي.
ويضيف: في السابق كانت سيّدات المنزل تغيّر القطع الكهربائيّة من أول عطلٍ لأنّ سعرها كان أفضل بكثيرٍ من تصليحها. لكنّ اليوم، وبسبب هذا الغلاء الفاحش وجنون الدّولار، طبعًا أجرتي لا تزال بالعملة الوطنيّة أمّا القطع الكهربائية فجميعها بالدّولار. وكلّما بقيت القطعة الكهربائيّة فعّالة، كلما تأخّر عن شراء قطعةٍ جديدةٍ متأملًا في انخفاض سعر صرف الدّولار.
الجمعة السوداء.. ينتظره المستهلكون كل عامٍ
يعدّ الـBlack Friday أي الجمعة السوداء من أكثر المواسم استقطابًا للزبائن في لبنان، لا سيّما القطع الكهربائية والثياب. ويحاول عديدون انتظار هذا الموسم علّهم يشترون السّلع بأسعارٍ أقل مما هي في باقي الأشهر. ولطالما انتظر محبّو التسوق هذا الأسبوع بهدف شراء احتياجاتهم.
بدأ هذا التقليد منذ عام 1952 في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقام مباشرةً بعد يوم عيد الشكر. يستفيد العملاء خلال" الجمعة السوداء" من نسبة مرتفعة من الحسومات سواء في المتاجر أو عبر مواقع التسوّق الإلكترونية، إذ يتم شراء معظم هدايا أعياد الميلاد ورأس السنة في ذلك اليوم للاستفادة من تلك التخفيضات، ويزدحم الناس أمام المحال في كل سنة.
ومنذ انتشار فيروس كورونا، اعتاد الزبائن التسوّق عبر الاونلاين والاستفادة من العروضات اللازمة بأسعارٍ أقل وسرعة أكبر، حيث باستطاعة أي زبون وبكبسة زر، شراء السلعة.
وتقول ساندرا وهي موظّفة في إحدى شركات التأمين في لبنان، إنّها تنتظر هذا الموسم لشراء القطع الكهربائية ومن بينها التلفاز والمايكروايف.
وتؤكد للدّيار: رغم محدودية المداخيل، يمثّل هذا اليوم فرصة للتوفير على أنفسنا، وإن كانت محدودة. فلا يمكننا العيش من دون شراء الحاجات الأساسية مهما ارتفع سعر صرف الدولار.
التصفية بنسبة كبيرة في لبنان مستحيلة إلا على منتجات وطنية تدخل فيها قيمة مضافة أجنبية بالتصنيع أو بالتعليب، اذ لا توجد هنا قيمة مضافة محلية. استطاع قطاع الأدوات الكهربائيّة أن يجدّد نشاطه ويعود للعمل بأسلوبٍ جديدٍ وبالطرق الجديدة، التي تلائم أوضاع المواطن اللبناني الاقتصاديّة الصعبة. وبدل أن تُباع القطع الكهربائية في المولات والشركات الضخمة كالسّابق، اعتاد الزّبون شراءها بحلةٍ أخرى تناسبه أكثر. كيف؟ واقع جديد والبيع "بالجملة" يقال إنّه "ربّ ضارةٍ نافعة" وهو فعلًا كذلك، خصوصًا وبعد الابتكارات الجديدة التي أنتجتها الأزمة الاقتصاديّة الخانقة. ومن أبرز هذه الطّرق، استقطاب أكبر عدد ممكنٍ من الزبائن إلى الأماكن الشعبية والبسطات مثل سوق الأحد وغيرها، ليقوم الزبون بشراء الأدوات الكهربائية وغيرها بأسعارٍ جدًا مقبولةٍ. ولكن هل هذه التجارة لم نكن نراها قبل عام 2023؟ بالطبع نعم! العديد من الناس كانت تتجّه الى هذه الأماكن لكنّ الفرق أنّها كانت تقتصر فقط على الزّبون الفقير جدًا. أمّا اليوم، وبعد أن أصبح نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر (وذلك بحسب ما أكدته دراسة أجرتها الإسكوا- وهي إحدى اللجان الإقليمية التابعة للأمم المتحدة) لم يعد سهلًا أبدًا شراء الأدوات الكهربائية وبما فيها الغسالة والنشافة والسيشوار والبراد وإلى ما هنالك. لذلك، يقوم العديد من الناس بزيارة هذه الأسواق وشرائها بأسعار الجملة. وفي حديث للدّيار، يؤكّد روبير أنّ ابنته وصهره كانا اشتريا كل الأدوات الكهربائية من منطقة الاوزاعي، بيروت نسبةً لأسعارها المقبولة إلى حدٍ ما مقارنة مع باقي المناطق اللبنانيّة. ولكن أيضًا نلاحظ أنّها أصبحت بالدّولار أينما كان. ويتابع: ما فعلته ابنتي لم تكن الوحيدة، وأنا أعتقد أنّ العديد من الأشخاص قام بهذه الخطوة، وهي الاستفادة من العروضات بالجملة حيث تباع القطعة والقطعتان وربّما الثلاث بسعرٍ مقبولٍ. مثلًا الغّسالة الجديدة تُباع تقريبًا بـ500 دولار (وطبعًا هنا نتكلم عن الفريش دولار من دون التّقسيط). والبرّاد يباع اليوم تقريبًا إذا كان ذا جودة متوسّطة ومتوسط الحجم بـ600 دولار أمّا المكنسة الكهربائية فباستطاعتنا شراءها بـ 120 دولارا. ولكن، لو أخذنا القطع الثلاث من المكان عينه، يمكننا الاستفادة من العرض مثلًا وشراؤها بـ1000 دولار. وهذا ما فعلناه. وبهذه الطريقة وفّرنا 220 دولارا باستطاعتنا الاستفادة منها في شراء معدّاتٍ أخرى للبيع. مستعمل أم بالتقسيط؟ تعاني الآنسة بيترا (امرأة أربعينية) من مشكلةٍ في شراء غسّالة جديدةٍ لأنّ تكاليف الحياة باتت باهظة جدًّا، على حسب قولها. وتشرح للدّيار عن وضعها الاقتصادي الصّعب بعد أن أصبح إيجار بيتها الصّغير (غرفة واحدة وحمّام) بـ200 دولار أميركيّ. تُحيك الدمى والألعاب بالخيطان وتبيعها للزّبائن عن طريق تصويرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكنّ العمل هذا، لم يكفها لشراء دوائها. وتضيف: لو كانت صحّتي جيّدة لغسلتُ ملابسي بنفسي، لكنّ الأوجاع تنتابني في كل مكانٍ من جسمي. أعاني من التهابٍ في رقبتي وأكتافي وأريد غسالة قديمة. لذلك، وبدل أن أشتري غسّالة كهربائية بـ200 أو 300 دولار ، قمتُ بتصّفح صفحات الـolx واشتريتُ غسالة قديمة بسعرٍ أقلّ بكثير. بهذه الطريقة لم أوفّر فقط بسعر الغسالة، إنّما بالبنزين لأنّ الغسالة أصبحت في بيتي مع فارق 2 دولار ديلفري فقط. وأعتقد أنّ العديد من الناس، باتوا يشترون القطع المستعملة عن طريق الاونلاين مثلي تمامًا. قطاع تصليح الأدوات الكهربائية ينتعش في لبنان "معلّم روبير" يتّكل عليه معظم سكّان جونية لأنّه قادر على حلّ مشاكلهم أجمع. ومن هذه المشكلة نسمّي (تصليح غسالة، مكواة، فرن الغاز، البراد والثلاجة والمكنسة الكهربائيّة). ولو ضاقت به الأمور، يشتري القطع الجديدة ويركّبها على الماكينة القديمة. وفي حديثه للدّيار يؤكد معلّم روبير أنّ معظم أهالي المنطقة لم يعد باستطاعتهم شراء الأغراض الجديدة، إنّما يحاولون "ترقيع" ما عندهم إلى أن تنتهي مدّتها وتتنفس آخر صعدائها. ويقول: ما بين بنزين وأكل وشرب، يصرف الزبون "اللي فوقو وتحتو" لكي يعيش. فما بالك من تخريب قطعةٍ كهربائيةٍ في منزله؟ هذه فعلًا مصيبة بات يحتسب لها حساب. لهذا السبب، أقوم بتصليحها لأهالي المنطقة والحمد لله أعيش من خيرهم ومن تعبي. ويضيف: في السابق كانت سيّدات المنزل تغيّر القطع الكهربائيّة من أول عطلٍ لأنّ سعرها كان أفضل بكثيرٍ من تصليحها. لكنّ اليوم، وبسبب هذا الغلاء الفاحش وجنون الدّولار، طبعًا أجرتي لا تزال بالعملة الوطنيّة أمّا القطع الكهربائية فجميعها بالدّولار. وكلّما بقيت القطعة الكهربائيّة فعّالة، كلما تأخّر عن شراء قطعةٍ جديدةٍ متأملًا في انخفاض سعر صرف الدّولار. الجمعة السوداء.. ينتظره المستهلكون كل عامٍ يعدّ الـBlack Friday أي الجمعة السوداء من أكثر المواسم استقطابًا للزبائن في لبنان، لا سيّما القطع الكهربائية والثياب. ويحاول عديدون انتظار هذا الموسم علّهم يشترون السّلع بأسعارٍ أقل مما هي في باقي الأشهر. ولطالما انتظر محبّو التسوق هذا الأسبوع بهدف شراء احتياجاتهم. بدأ هذا التقليد منذ عام 1952 في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يقام مباشرةً بعد يوم عيد الشكر. يستفيد العملاء خلال" الجمعة السوداء" من نسبة مرتفعة من الحسومات سواء في المتاجر أو عبر مواقع التسوّق الإلكترونية، إذ يتم شراء معظم هدايا أعياد الميلاد ورأس السنة في ذلك اليوم للاستفادة من تلك التخفيضات، ويزدحم الناس أمام المحال في كل سنة. ومنذ انتشار فيروس كورونا، اعتاد الزبائن التسوّق عبر الاونلاين والاستفادة من العروضات اللازمة بأسعارٍ أقل وسرعة أكبر، حيث باستطاعة أي زبون وبكبسة زر، شراء السلعة. وتقول ساندرا وهي موظّفة في إحدى شركات التأمين في لبنان، إنّها تنتظر هذا الموسم لشراء القطع الكهربائية ومن بينها التلفاز والمايكروايف. وتؤكد للدّيار: رغم محدودية المداخيل، يمثّل هذا اليوم فرصة للتوفير على أنفسنا، وإن كانت محدودة. فلا يمكننا العيش من دون شراء الحاجات الأساسية مهما ارتفع سعر صرف الدولار. التصفية بنسبة كبيرة في لبنان مستحيلة إلا على منتجات وطنية تدخل فيها قيمة مضافة أجنبية بالتصنيع أو بالتعليب، اذ لا توجد هنا قيمة مضافة محلية.