الحرة
تسبب إطلاق ناري داخل كنيسة تابعة لشهود يهوه في مقتل وإصابة عدد من أتباعها، وأثار الحادث التساؤلات حول ماهية تلك الجماعة ومعتقداتها ونشاطها.
والخميس، أعلنت الشرطة الألمانية، مقتل وإصابة عدد من الأشخاص داخل كنيسة تابعة لجماعة شهود يهوه في مدينة هامبورج في شمال ألمانيا
وذكرت صحيفة بيلد الألمانية، أن سبعة أشخاص قتلوا بينما أصيب ثمانية في إطلاق النار الذي وقع في كنيسة تابعة للجماعة، وفقا لـ"رويترز".
ونقلت شبكة "إن.دي.آر" عن متحدث باسم الشرطة قوله إن منفذا واحدا أو عددا غير معلوم من المنفذين أطلقوا النار على الناس في كنيسة في حوالي الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (2000 بتوقيت غرينتش).
وذكرت الشبكة نقلا عن المتحدث أن "جميع القتلى لديهم إصابات بطلقات نارية".
من هم "شهود يهوه"؟
شهود يهوه هي جماعة مسيحية ذات معتقدات "لاثالوثية"، ويفضلون أن يُدعوا بذلك الاسم "تمييزا" لهم عن الطوائف المسيحية الأخرى.
وتأسست الجماعة المسيحية على يد شارلز راسل عام 1873 في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وهي لا تعترف بالمذاهب الأخرى بالدين المسيحي، وفقا لفرانس برس.
ونشأ "الشهود" عن مجموعة صغيرة لدراسة الكتاب المقدس وكبرت هذه المجموعة فيما بعد لتصبح "تلاميذ الكتاب المقدس"، ويتميزون بروابطهم المتينة دون أية حواجز عرقية أو قومية، ووعظهم التبشيري الدؤوب.
ويأتي شهود يهوه من عدة خلفيات عرقية وثقافية، ويعرف عنهم "العمل التبشيري"، ويتواجدون في 239 بلدا حول العالم، ويبلغ عددهم حوالي 8.7 مليون عضو، حسب "الموقع الرسمي للجماعة".
وفي الولايات المتحدة يبلغ عدد أعضاء شهود يهوه، قرابة 1.2 مليون شخص، حسب الموقع الرسمي للجماعة.
وفي ألمانيا وحدها يتواجد حوالي 170 ألف شخص من أتباع الجماعة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
ما هي معتقداتهم؟
يعتبر شهود يهوه أنفسهم ورثة المسيحية الأصلية، ويعودون دوما وحصرا الى الكتاب المقدس، ويرفضون نظرية التطور ويحرمون التبرع بالدم.
ويؤمن أتباع الجماعة بـ"وشوك نهاية العالم وملكوت الله ويعمدون إلى التبشير في المنازل"، حسب فرانس برس.
وتشمل الممارسات المميزة للجماعة "رفض حمل السلاح، أو تلقي عمليات نقل الدم، أو تحية العلم الوطني أو المشاركة في حكومة علمانية"، حسب أسوشيتد برس.
ويؤكد أتباع الجماعة أنهم الأوفياء الوحيدون لأصول المسيحية، ويقولون إنهم يسعون "لالتزام المسيحية كما علمها يسوع وعاشها رسله"، وهم يواجهون باستمرار تهما بأنهم طائفة "هدامة"، حسب فرانس برس.
ولا يخدم الشهود في الجيش وهم محايدون سياسيا إذ لا يتدخلون بأي شكل من الأشكال في السياسة.
هل يوجد شهود يهوه في دول عربية؟
يذكر الموقع الرسمي للجماعة أن "شهود يهوه" يتواجدون في دول عربية، ومنها السودان حيث يبلغ عدد أعضائها 666 شخصا، وفي الأراضي الفلسطينية 62 عضوا.
تواجد "شهود يهوه" في لبنان منذ العشرينيات من القرن العشرين، لكنها تعتبر حاليا من الجماعات غير المعترف بها، وفي عام 1971 أصدر مجلس الوزراء اللبناني قرارا يحظر التعامل معها، حسب صحيفة "النهار".
وأوقفت مصر الاعتراف رسميا بـ"شهود يهوه"، في عام 1960، بعد فترة من الاضطراب السياسي، وانتشار اتهامات تدعي علاقتهم بـ"إسرائيل"، وفقا لصحيفة "المصري اليوم".
وفي الأردن، لاقت الجماعة اعتراضا من مدير المركز الكاثوليكي "الأب رفعت بدر"، واتهمهم بـ"تمزيق النسيج الاجتماعي الأردني"، مستشهدا ببيان صدر عام 2008 يعلن رفض مجلس الكنائس لنشاط الجماعة الذي أساء لـ"العلاقات الإسلامية المسيحية بين المواطنين الأردنيين"، حسب صحيفة "الرأي".
وضعهم حول العالم
تأسست الجماعة في فرنسا عام 1906، ويختلف وضعهم من دولة إلى أخرى، ففي النمسا والمانيا يعتبرون بمنزلة الديانات "الكبرى" فيما ينظر إليهم في الدنمارك على أنهم "طائفة معترف بها"، وفي إيطاليا "معتقد ديني".
وتواجه الجماعة ضغوطا في عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة، وهي محظورة في طاجيكستان منذ 2008.
وفي نيسان 2017، حظرت المحكمة العليا في روسيا الجماعة التي تقول إن لديها 172 ألف منتمي إليها هناك، وباتت وزارة العدل الروسية تعتبر الجماعة "متطرفة".
وتعتبر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية القوية شهود يهوه جماعة خطرة، حسب فرانس برس.