بولا مراد - الديار
صحيح أن السجال الحاد الذي طبع نهاية الاسبوع الماضي على خلفية كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرئاسي تراجعت حدته في الساعات الماضية، الا انه وكما بات مؤكدا فستكون له ارتداداته في الايام والاسابيع المقبلة.
اذ تؤكد مصادر معنية بالملف ان كل القوى باتت على قناعة بوجوب وضع حد للازمة الرئاسية، كحد أقصى مطلع الصيف المقبل، وتشير المصادر الى ان «ما قبل كلام بري لن يكون كما بعده، فخروجه لاعلان ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وقطع الطريق على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون من خلال الاعلان عن تعذر اجراء تعديل دستوري يسمح بانتخابه، من شأنه بعد ان حرك المياه الرئاسية الراكدة، ان يسرع عملية استبعاد اسماء لمصلحة اخرى. علما ان المؤشرات باتت توحي بانه ومع احتدام كباش قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ومحاولة تصوير كل منهما مرشحا لمحور او فريق معين بوجه الآخر، عادت وارتفعت حظوظ مرشح ثالث، ما دفع عددا من المرجعيات الى تعديل اللوائح التي كانت قد أعدتها لمرشحيها».
الراعي يقطع طريق فرنجية؟
ولعل ما يعزز حظوظ هكذا مرشحين، هو الحراك الذي تقوم به بكركي عبر راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، الذي بدأ جولة جديدة على القيادات المسيحية الاسبوع الماضي، وسيستكملها هذا الاسبوع.
وقالت مصادر مطلعة ان «عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم أمس الاحد بدت بوضوح كأنها قطع لطريق فرنجية الرئاسية، ودفع للاتفاق على اسم من خارج الاصطفافات. علما ان لبكركي مرشحين مفضلين، وآخرين لا تمانع وصولهم».
واعتبر الراعي في عظته أمس، ان «انتخاب رئيس للجمهوريّة يتعثر لأنّه، وبكل أسف يدور الخلاف حول انتمائه إمّا الى فئة الممانعة كما يسمى، وإمّا الى فئة السيادة. والحلّ الوحيد هو في الخروج من هذه المعادلة، والعمل من قبل الشعب على انتخاب رئيس وطنيّ متحرّر من كلّ ارتباط وانحياز وفئة ومحور. هذا هو الرئيس الذي يحتاج اليه لبنان لكي يكسب ثقة الجميع في الداخل، وثقة كلّ الدول في الخارج، ولكي يتمكّن هذا الرئيس من قيادة الإصلاحات اللازمة والمطلوبة من أجل نيل المساعدات الدوليّة والإقليميّة».
وفي الوقت الذي تصر فيه بكركي على استرجاع الطابة الرئاسية الى ملعبها، آملة ان تفضي مساعي المطران أبو نجم الى تفاهم مسيحي- مسيحي على اسم رئيس او اسمين، تبدو معراب حاسمة بموضوع رفض المشاركة في اي لقاء في بكركي، وبخاصة للقيادات الأربع لمجرد اللقاء، وهي تربط بحسب مصادرها اي كسر لهذا الموقف، بأن يكون محسوما انه ســيصدر عن هكذا لقاء اعلان لتفاهم حول الملف الرئاسي، وكل المعطيات حتى الآن لا توحي بأنه ممكن حاليا. وتضيف المصادر لـ» الديار»: «في نهاية المطاف الازمة هي ازمة وطنية وليست ازمة فردية، ومقاربتها يجب أن تكون على الصعيد الوطني».
عودة الى التدريس او الى الشارع؟
وبموازاة شد الحبال الرئاسي، تتواصل ازمات اللبنانيين المتفاقمة نتيجة شح الدولارات في مصرف لبنان وتحليق سعر الصرف، ما يؤثر بكل القطاعات دون استثناء.
وبعد نحو شهرين من الاضراب، قررت روابط التعليم الرسمي امس العودة إلى التدريس اعتبارًا من اليوم الاثنين واستمرار الإضراب في الدوام المسائي. كذلك اعلن المتعاقدون الثانويون العودة الى التدريس وطلبوا من المديرين فتح المدارس بمن حضر. الا ان مصادر معنية بالملف اكدت لـ «الديار» ان «القسم الاكبر من الاساتذة غير راض على قرار الروابط ولن يلتزم به، وهذا ما سيتجلى اليوم سواء في المدارس او في الشارع، بحيث تمت الدعوة لتجمع الاساتذة الرافضين لقرار العودة اليوم امام وزارة التربية». ورأت المصادر ان «الابقاء على الاضراب خلال الدوام المسائي، وهو المخصص لأطفال النازحين السوريين، هدفه مواصلة الضغط على المجتمع الدولي لتمويل العام الدراسي للتلامذة اللبنانيين والسوريين على حد سواء».
توتر جنوباً
هذا وانشغلت الاوساط السياسية والامنية يوم امس بالمستجدات عند الحدود الجنوبية مع اعلان قيادة الجيش، أنه «بتاريخ 5/3/2023 بين الساعة 11.55 والساعة 12.00، خرقت دورية تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق قرب النقطة BP 13 (1) ـــ عيتا الشعب بمسافة متر واحد تقريبا، فحضرت دورية من الجيش اللبناني وأجبرت الدورية المعادية على التراجع إلى ما بعد الخط الأزرق باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما حضرت دورية من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان للتحقق من الخرق».
وأشارت نائب مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل كانديس آرديل، إلى أن «اليونيفيل على علم بالتوترات التي تحصل على طول الخط الأزرق في منطقة عيتا الشعب، حيث تجري بعض أعمال الصيانة الاسرائيلية وأضافت: «قوات اليونيفيل في الموقع، وتسعى الى الحد من التوتر». وتابعت: «نحث جميع الأطراف وكل الحاضرين في المكان على الحفاظ على تهدئة الوضع». وختمت: «أي نوع من العمل بالقرب من الخط الأزرق حساس جدا، ونحن نواصل مطالبة جميع الاطراف، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، بتجنب الافعال التي تؤدي الى التوتر غير الضروري».