أعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن عدم تفاجئه بتبني رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيح رئيس تيار المردة ،مؤكدا أنه كان على علم منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية من ستة أشهر، بأن المرشح الجدي والفعلي لحزب الله وبري وحلفائهما هو سليمان فرنجية.
هذا الموقف أطلقه جعجع في حديث "لاندبندنت" عربية حيث قال "انطلاقا من ذلك كانت ردة فعلنا برفض الدعوات الى الحوار "المصطنعة"، على خلفية أنها ستكون مضيعة للوقت طالما الفريق الآخر متمسك بمرشحه، وأكبر دليل هو ما صدر عن الرئيس بري.
واذ عدّد سلسلة الحوارات القائمة المباشرة وغير المباشرة التي لم تتوقف، وأهمها تلك التي قادها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مع حزب الله وبري، إضافة الى الحوار غير المباشر بين بكركي ورئيس مجلس النواب وبين بكركي وحزب الله، وبين موفد البطريرك الماروني المطران انطوان بو نجم وكل القيادات المسيحية، أكد رئيس القوات "أن هذه الحوارات لم تؤد الى نتيجة لان حزب الله وحلفاءه لا يريدون إلا فرنجية، فيما المعارضة أعلنت مراراً وتكراراً مع مرشحها النائب ميشال معوض أنها غير متمسكة بترشيحه، في حال طُرح إسم آخر يمكن أن ينال ٦٥ صوتا ويتمتع بالمواصفات التي تستوفي شروط المرحلة الحالية."
واستبعد جعجع ، ردا على سؤال ، أي إمكانية حاليا لتراجع حزب الله عن دعم فرنجية، لكنه "اذا قرر ذلك سيختار مرشحاً لا طعم ولا لون له ولا موقف ولا شخصية، وعندها سنتخذ الموقف ذاته من هكذا مرشح".
جعجع الذي شدّد على أن المعطل الفعلي للاستحقاق الرئاسي هو رفض حزب الله لرئيس فعلي جدي للبنان ، اتهم هذا الحزب بأنه يريد إيصال رئيس يكون له مئة في المئة وينفذ سياسته ولا يتجرأ على اتخاذ قرار، وإلا سيعطل الانتخابات.
. وعن موقفه المتقدم في سياق تعطيل جلسات الانتخاب وارتباطه بمعطيات جديدة خارجية وداخلية لصالح فرنجية، بعدما كان يؤكد أن نواب تكتل الجمهورية القوية يمكن أن يتغيبوا عن جلسة او اثنتين فقط، لفت جعجع الى "أن لا علاقة لهذا الموقف بأي تطورات او معطيات جديدة في شأن احتمال وصول رئيس تيار المردة ،مذكراً بأنه " حتى الامس القريب كنا لا نزال نطالب بالتقيّد في الأصول الدستورية وبعقد جلسات انتخاب مفتوحة، وكنا مستعدين لتقبل نتائجها حتى لو فاز مرشحهم، لكن بعد مرور خمسة أشهر على الشغور الرئاسي، وبعد أن قرروا تغيير شروط اللعبة الديمقراطية وتعطيل الدستور بانتظار توقيتهم المناسب، فهذا ما نرفضه تماما باعتبار أن "الآدمية شيء والاستقامة شيء أما الغشم فشيء آخر"، ولا ينتظر أحد أن نكون أغبياء فنقبل بأن يعطلوا حينما يشاؤوا، ويأتوا في غفلة من الزمن، بعد تأمين ظروف نجاح مرشحهم ليطلبوا منا تسهيل وصوله".
واذ كشف عن تلقيه عروضاً للمضي برئيس تيار المرده ، لم ينفِ جعجع مراجعته من قبل أكثر من طرف داخلي وخارجي في محاولة "لإقناعي بالقبول بفرنجية لرئاسة الجمهوريّة ، مقابل رئيس حكومة يكون قريبا من المعارضة، الأمر الذي رفضته."
تابع" عندما سألني المفاوضون عن سبب رفضي لفرنجية، أوضحت بأن المشكلة ليست بشخص رئيس تيار المردة بل أنها تكمن في القيام بخطوات تزيد من تفاقم الأزمة بدلا من حلها، فإذا أصبح فرنجية رئيساً ، سيحكم استنادا الى القوة التي ارتكز عليها للوصول الى سدّة الرئاسة، أي حزب الله وحلفاؤه.
هل يقبل جعجع بدعم فرنجية إذا تعهد الأخير بتنفيذ خطة اصلاحية تحظى بضمانة دولية؟ أكد رئيس القوات أن هذه الفرضية "بعيدة كل البعد عن الواقع خصوصا أن فرنجية ملتزم بخط معين وكل المعطيات والوقائع طوال السنوات الماضية تثبت ذلك.
ماذا لو خيّرت بين فرنجية أو الفوضى ؟ أجاب "شو بدك فوضى أكثر من التي نعيشها حاليا" ،إما ننتخب رئيسا قادرا على البدء بحل الأزمة، وإلا فلماذا ننتخب".
وبعد تأكيده أن "المعارضة موحدة في مقاربة الاستحقاق الرئاسي وفي موقفها من ترشيح فرنجية ،أجاب جعجع جازماً بما يتعلق بالمهلة المتبقية قبل الحل " رح يطول الوقت اللازم ليأتي رئيس فعلي للبنان، فبعد كل ما وصلنا اليه، لن نقبل أن نصوّت الا الى الرئيس الفعلي والقادر".