بدأت تتكشف ملابسات اختفاء امام مسجد بلدة القرقف العكارية، الشيخ أحمد شعيب الرفاعي، حيث تفيد المعلومات الاولية التي توصل اليها التحقيق، أن الشيخ الرفاعي قُتل لأسباب عائلية ولا خلفيات سياسية أو أمنية للحادثة كما روّج البعض.
اتهامات جمّة رماها البعض باتجاه الاجهزة الامنية وعلى رأسها جهاز الأمن العام. ففي مقابلة اذاعية اجراها النائب السابق خالد الضاهر، حمّل فيها الحرس الثوري الايراني عبر الجهاز الامني اللبناني عملية الخطف.
أمّا المسؤول العسكري السابق لتيار المستقبل العقيد المتقاعد في الجيش عميد حمود، فأشار في المقابلة عينها الى ان "هناك جهاز متخصص في هذا البلد متخصص بشيطنة اهل السنة ومن خطفه مليشيا الاجهزة الامنية التي تتنصل من مسؤولياتها ولذلك علينا تحصين انفسنا بالسلاح او الافصاح عن وجوده".
واضاف: "في حال لم يتبين اي شيء عن مصير الشيخ احمد الرفاعي فسأعلن من هو الجهاز الامني ولمن تعود السيارة التي خطفته: نيسان والـultima".
وبعد المقابلة، سارت حملة من التحريض على جهاز الامن العام عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس اب عبر رسائل صوتية ورسائل خطية.
حادثة اختطاف الشيخ الرفاعي، كادت أن تولّد فتنة طائفية في البلاد، عملت الاجهزة الامنية وفي مقدمتها الامن العام على وأدها ودفنها، لصدّ الاقتتال الطائفي والحفاظ على الكيان اللبناني واللّحمة الوطنية.
في نهاية المطاف، لا يسعنا الاّ ان نعزي اهالي الشيخ الرفاعي وندعوهم الى الصبر، أما الى الاجهزة الامنية، فندعوهم الى وضع حدّ لكل من يحاول التآمر على البلاد وعلى وحدة اللبنانيين، وعلى من يحاول دسّ اسفين الفتنة في صفوفهم مرارا وتكرارا، بغية تحقيق مآرب شخصية بحتة.
وتجدر الاشارة الى أن الامن العام، كان قد اصدر بيانا في 2023/2/23، نفى فيه اي علاقة للجهاز بقضية اختفاء الشيخ الرفاعي، وجاء فيه:
بتاريخ 20/2/2023، انتشر خبر اختفاء الشيخ احمد شعيب الرفاعي في مدينة طرابلس. على اثر ذلك، اتخذت الاجهزة المعنية في المديرية العامة للامن العام الاجراءات الآيلة لكشف مصير الشيخ الرفاعي، وتم التواصل مع بعض المراجع في مدينة طرابلس وعكار للوقوف منهم على اخر المعطيات والظروف التي رافقت عملية الاختفاء وتبادل المعلومات في هذا الخصوص. وقد اكد المسؤولون في الامن العام لكل من اتصل بهم عدم معرفتهم بمكان اختفاء الشيخ الرفاعي، وانهم تلقوا تعليمات من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لمتابعة هذا الملف، وبذل الجهد اللازم لاماطة اللثام عن هذه القضية.
ولكن، بعد مرور ثلاثة ايام على عملية الاختفاء، بدأت تصدر مواقف وتصريحات وتغريدات من بعض الاشخاص، ومن بينهم شخصيات معروفة ومسؤولة، تتضمن كلاما يحمل في طياته توجيه اصابع الاتهام في "خطف" الشيخ الرفاعي الى الامن العام، مرفقا بتعابير تنم عن الكراهية والحقد والتحريض المذهبي، وتدعو الى التسلح والدعوة الى التحرك في الساحات.
ان المديرية العامة للامن العام؛ ومن موقعها الرسمي وحرصها على امن اللبنانيين بشكل خاص والمقيمين على الاراضي اللبنانية بشكل عام، وكل ابناء مدينة طرابلس وعكار وكل الشمال يعرفون ذلك، ويعرفون مدى العلاقة الانسانية والخدماتية التي تربطهم بها، وان ابوابها مفتوحة دائما لهم؛ تشجب هذه المواقف التي تصدر عن اشخاصن يُفترض بهم ان يكونوا على قدر كبير من المسؤولية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وتؤكد المديرية لأهلنا في بلدة قرقف في عكار ان ابنها الشيخ الرفاعي غير موجود لديها، ولا علاقة للامن العام بهذه القضية، وهي تسعى بكل ما لديها من امكانات لمعرفة مصيره. وان المدير العام اللواء ابراهيم جاهز لاستقبال وفد من اهالي هذه البلدة العزيزة عندما يرغبون هم بذلك.
اما بالنسبة لأولئك الذين يتعاطون بهذه القضية الانسانية عن طريق التحريض المذهبي، وبث الكراهية، وسوق الاتهامات الكاذبة بحق الامن العام، سوف يكون لنا موعد معهم في القضاء لكشف زيف ادعاءاتهم وافتراءاتهم.