الهزات الإرتداديّة تزيد هلع اللبنانيين.. و"مار مخايل" في "موت سريري"!
الهزات الإرتداديّة تزيد هلع اللبنانيين.. و"مار مخايل" في "موت سريري"!

أخبار البلد - Tuesday, February 21, 2023 6:00:00 AM

الديار 

لم يكن ينقص اللبنانيين سوى عودة «الهلع» من الهزات الارضية، التي وصلت اليهم عقب زلزالين جديدين ضربا جنوب تركيا ومناطق في سوريا مع الساعات الاولى من مساء امس. هذا الهلع يضاف الى القلق المشروع والمتزايد مع استمرار الاخبار السلبية على كافة الاصعدة.
فمطلع الاسبوع لم يشهد اي حلحلة على اي صعيد مالي او سياسي، وامام انسداد الافق كان الحل باعتماد استراتيجية التأجيل، التي تعبّر عن حقيقة المأزق الراهن، سواء على الصعيد التشريعي، او على صعيد ايجاد حلول «للكباش» القضائي –المصرفي، فيما انتهت مفاعيل التراجع الذي سجّله الدولار في اليومين الماضيين، وعاود الى الارتفاع في السوق السوداء ليتخطّى مجدّداً الـ 80 ألفاً.

 
رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ارجا الاجتماع المالي بعد تعثر الاتصالات لايجاد مخرج «للحرد» المصرفي، حيث تعقدت الامور مجددا مع دعوة جديدة رفعتها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون ضد مصرف «سوسييتيه جنرال» بتهمة تبييض الاموال.

بدوره، ارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة مكتب المجلس بعد تعثر الاتصالات لتأمين «الميثاقية» وكذلك النصاب لجلسة تشريع الضرورة، بعدما فشلت الاتصالات مع «التيار الوطني الحر» الذي يحاول الرد بالسياسة على «الثنائي»، في ظل اتساع الشرخ مع حزب الله، حيث وصفت مصادر مطلعة اتفاق «مارمخايل» بانه في «موت سريري»، والمسألة هي مسألة وقت لنزع «الاوكسيجين» عنه، في ظل اصرار النائب جبران باسيل على «الطلاق» الصاخب على خلفية الخلاف حول الملف الرئاسي ولا شيء آخر، وفي ظل اصراره على خوض حرب الغاء سياسية واعلامية لتهشيم خصميه في بنشعي واليرزة.

ووفقا لمصادر مطلعة لا توجد اي علاقة لحزب الله بالحملة الشعواء على قائد الجيش العماد جوزاف عون، فالعلاقة بين الطرفين اكثر من جيدة كقائد للجيش، ولا يتعامل الحزب معه من خلفية الملف الرئاسي، فمرشحه غير المعلن رسميا يبقى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ولا يخوض معركته باعتماد اسلوب البعض في فتح جبهات لا طائل منها.

وبينما لا شيء راهنا يمكن ان يحرك «المياه الراكدة» داخليا، لا يمكن الرهان على تقدم العلاقة السعودية – الايرانية، التي لاتزال عالقة عند عقدة اختبار النوايا التي لم تترجم على نحو ايجابي بعد.

اما الزيارة اللافتة للرئيس السوري بشار الاسد الى سلطنة عمان، فلا يمكن انتظار انعكاساتها على الساحة اللبنانية، لان اولوياتها مختلفة، ولعل ابرزها محاولة دول الخليج التقارب مع سوريا من «بوابة» ابعادها عن ايران، وهو طريق «شائك» ولن يكون معبدا، فيما تبقى فرنسا عاجزة عن احداث اي اختراق اقليمي ودولي يمكن ان يترجم ايجابيا في لبنان. فهل ثمة من يراهن على فوضى لفرض تسويات غير متاحة اليوم؟ 

"الموت السريري"

سياسيا، يبدو ان توصيف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لتفاهم» مارمخايل « بانه في وضع حرج، قد تجاوزته الاحداث بعد ان تجاوز رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل كل «الخطوط الحمراء»، وتقصّد زيادة الشرخ مع حليفه، واضعا التفاهم في «موت سريري» بانتظار الوقت المناسب لاتخاذ القرار بنزع اجهزة التنفس عنه.

ووفقا لمصادر مقربة من الحزب، لا يبدو باسيل مهتما بالحفاظ على «خطوط الرجعة»، ويقطع «جسور» التواصل دون اسباب مفهومة. فاذا كان يسعى الى بيع المواقف للآخرين فلن يشتريه احد! فهو اتهم دون حق السيد حسن نصرالله بانه نكس بوعوده الحكومية، وهذا لم يحصل. وفي الاجتماع الاخير بين الرجلين نصحه السيد بالتروي في مسألة رفض ترشيح فرنجية وابقاء خطوط التواصل دون تصعيد، لكنه خرج من الاجتماع فاتحا حربا شعواء على فرنجية والحزب معا. وعندما زاره الحاج حسين خليل ووفيق صفا في ميرنا الشالوحي سألاه هل لديك مرشح او مرشحين فقال: «لا». بعدها عاد الى التواصل طالبا اللقاء بالسيد نصرالله للتداول ببعض الاسماء، لكنه اصر على استبعاد فرنجية، فقيل له حينها لا يوجد اي داع للقاء الآن لان ظروفه غير ناضجة. ومرة جديدة نصح بعدم «احراق» «مراكبه» مع حارة حريك، والابقاء على الخلاف تحت سقف التمايز، كما حصل في الاستحقاق الرئاسي السابق عندما حصل الخلاف مع الرئيس نبيه بري، فحصر الخلاف بالملف الرئاسي ولم ينهار التحالف. فلماذا الاصرار على «كسر» كل المحرّمات؟ حزب الله قال له واعاد ابلاغه «اذا التفاهم متعبك، عليك اعلان الانفصال وارتاح». 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني