الديار
لم يعد لبنان يتسع للمصائب والكوارث التي تطوّقه وشعبه من كل الجهات، حتى اتى الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، ووصلت ارتداداته المرعبة الى لبنان، وهو المزلزل اصلاً بفعل الخلافات السياسية المتواصلة والمصاعب المعيشية والاقتصادية والمالية، ولعبة الدولار التي تكويه كل يوم، ليتم نسيان كل هذا مع الضربة الاكبر، وهو الحديث الدائم على الشاشات ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عن إمكان حدوث زلزال مشابه للذي وقع فجر الاحد - الاثنين او اقل منه بقليل، أي دخول مصيبة جديدة لتضيف عبئاً مخيفاً على اللبنانيين، تزامنت مع العاصفة «فرح» التي تغادر اليوم، تاركة وراءها موجة من الصقيع القارس، ستغيب عنه التدفئة في معظم بيوت اللبنانيين، بسبب السعر الخيالي لصفيحة المازوت.
هذه المشاهد التي عاشها اللبنانيون منذ فجر الاثنين، أنستهم أزمة الكهرباء الحاضرة دائماً، وفواتير المولدات الكهربائية وأقساط المدارس، وتسعيرة الدولار في السوبرماركت والمحال التجارية، والاضرابات المتتالية والفراغ الرئاسي، والملف القضائي وخلافات السياسيين، والى ما هنالك من مصائب، لانّ الهواجس تسيطرعليهم من حصول ارتدادات كبيرة في الايام القليلة المقبلة، من جرّاء الزلزال التركي- السوري.
الى ذلك أوضحت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان مارلين البراكس « أننا موجودون على فالق زلزالي ناشط، وكل لبنان معرّض لأن الفوالق الزلزالية موجودة في البحر، في شرق لبنان ووسطه ، واذا حصلت هزّة أرضية قوية فلا مكان آمناً عندنا، ورأت من الطبيعي حصول هزّات ارتدادية بعد زلزال قوي، أنتج أكثر من 250 هزّة ارتدادية حتى يوم امس، لم يشعر المواطنون إلا بعدد قليل منها.
ضحايا لبنانيون في حلب وانطاكيا
كالعادة دفع المواطن اللبناني ثمن الهجرة، والبحث عن لقمة العيش في الاغتراب، فسقط عدد من الضحايا في انطاكيا التي تضرّرت بشكل كبير، من ضمنهم الدكتور وسام محمد الاسعد وابنته من وادي خالد، كذلك الأب عماد الضاهر وهو لبناني من بلدة البرامية – صيدا، قضى إثر هبوط المبنى الذي كان يسكن فيه في منطقة العزيزية في حلب، فيما يجري البحث عن اكثر من 30 لبنانياً في تركيا، يُعتبرون من المفقودين، والرقم مرشح الى الارتفاع، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 3 لبنانيين كانوا عالقين تحت انقاض احد الفنادق في انطاكيا، اضافة الى لبناني رابع في المدينة عينها.
وفد وزاري لبناني الى سوريا وبعثة للمساعدة
شكّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفداً وزارياً يتوجه اليوم الى سوريا، يضمّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير الاشغال علي حميه، لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين، تتناول الشؤون الانسانية وتقديم المساعدة. وفي هذا الاطار، عقد الوزير حميه اجتماعاً في مبنى فوج الإطفاء في الكرنتينا، مع البعثة اللبنانية قبل توجهّها الى سوريا، في حضور ضباط وعناصر من الجيش والدفاع المدني والمعنيين بهذه المهمة، حيث تم تزويد البعثة بالتوجيهات والمعلومات اللازمة، والاطلاع على التجهيزات اللوجستية كافة، استعداداً لمشاركتها في تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال، معلناً عن فتح المرافق الجوية والبحرية امام شركات النقل المحمّلة بالمساعدات الانسانية الى سوريا وإعفائها من الرسوم.