إيران الحاضر الأكبر في باريس
إيران الحاضر الأكبر في باريس

أخبار البلد - Wednesday, February 8, 2023 6:00:00 AM

ميشال نصر - الديار 

بين المؤكد والمحتمل تدخل البلاد مدار العواصف، المناخية والقضائية، مع هبوب الرياح الساخنة التي تلفح الملفات المفتوحة، من باريس إلى بيروت مع تزايد سرعة الرياح الرئاسية، واقتراب وصول الإعصار القضائي-الأمني، الذي ستتخطى مفاعيل ما بعد بعد الحدود، حتى لو تراجع مدعي عام التمييز عن بعض قراراته،او اجل قاضي التحقيق العدلي اجراءاته الى اجل، وفقا لما سرب، وفي ظل هجمة أهالي ضحايا تفجير المرفا مدعومون من نقابة المحامين، يتقدمهم القاضي طارق البيطار الذي أبلغ من اتصل به بانه "سيعمل وفقا لقناعاته وضميره، ولن تنجح عمليات ترهيبه او اخافته".

 
واذا كان الرهان كبيرا على المبادرات الداخلية، سيما لدى بيك المختارة، وبكركي التي تطلع الى عقد اجتماع مسيحي موسع يخرج بقرار موحد بعدما رمى الخارج الكرة في الملعب الداخلي، الذي تتلطى كل الاطراف خلف الخلاف المسيحي، قد قررا تهيئة الارضية المحلية لها عبر رفع شعار التلاقي والمرشّح التوافقي،فان تسارع التطورات المحلية والخارجية، دفع بالملف الرئاسي الى ان يشهد نوعا من السخونة والتحريك بعد برودة الشهور الاربعة الفائتة، والتي تركت اثرها في عين التينة التي لم تعد في وارد الدعوة الى جلسات تجريبية او غير جدية لانتخاب رئيس الجمهورية، والتي سيكون مؤشرها لقاء وحوار الكتل "بالمفرق"، حيث ترى المصادر ان ثمة اتفاقا بين حارة حريك وعين التينة، على ان يخرج عن هذا الحوار ثلاثة اسماء بالتعاون مع بكركي، يذهب بها الى المجلس، مشيرة الى ان تلميح رئيس حزب الكتائب بالمقاطعة ليس بخيار صائب للمعارضة.

وكما في بيروت كذلك في باريس حيث تسعى الاطراف لمعرفة ما حصل من مداولات خلال اللقاء الخماسي، وسط غياب اي معطيات "رسمية" حول مقررات اجتماع باريس الخماسي الذي عقد بمشاركة فرنسية- اميركية- سعودية – قطرية – مصرية، دون مقرراتٍ "حاسمة" رئاسيا، والذي تضاربت المعلومات حول مساره وتفاصيله، اذ كشفت مصادر دبلوماسية انه بحث ما هو ابعد من المساعدات الاقتصادية، ذلك ان الحاضرين هم من العالمين بتفاصيل ودقائق الامور اللبنانية، بما فيها الاسماء المطروحة لرئاستي الجمهورية والحكومة، وهي محددة بستة.

 
ووفقا للاجواء والمعلومات فإن اللقاء رسم خريطة طريق للخروج من الازمة، وحدد المواصفات العامة للرئيس المقبل، التي تنطبق على اكثر من شخصية مطروحة، متشددا في كيفية مقاربته للازمات خاصةً لناحية الموقف الدولي من الدولة اللبنانية وسيادتها والاصلاحات التي عليها القيام بها قبل اي دعم خارجي، مستندا الى ثلاثية، البيان الاميركي - الفرنسي – السعودي الذي صدر من نيويورك، الورقة الكويتية، والاتفاق الفرنسي-السعودي ،الذي لا تزال حتى الساعة بنوده الكاملة غير معلنة على ما تشير المصادر الدبلوماسية، التي اكدت ان تماسكُ الوضع الأمني هو الوحيد الأكيد حتى الآن إلا أن هواجسَ الانهيارات المعيشية-الاقتصادية يتعاظم في ظلّ عدم انتظام المؤسسات بفعل عدم انتخاب رئيس، وهو ما حتم حصر المساعدات بالشق الانساني للمؤسسات غير الحكومية الى حين تقيّد بيروت بالمطلوب.

عليه فان الاستناد على هذه المعطيات، ومن دون تجاهل الغموض الذي يلف الموقف الايراني ،الذي اشارت مصادر مقربة من الثامن من آذار الى انه حسم وتبلغه المعنيون في بيروت من وزير الخارجية الايرانية خلال زيارته الاخيرة، وخلاصته "طهران غير معنية،والكلمة لامين عام حزب الله"، تؤكد المصادر انه قد يكون لدولة قطر دورٌ اساسي في هذا المجال، اذ يمكن ان تشكلَ نوعًا من صلة الوصلِ بين الدول المجتمعة في باريس وايران، وخصوصا بعدما فقدت فرنسا الدور المذكور بعدما تردت علاقاتُها مع الجمهورية الاسلامية،خصوصا ان الدوحة شكلت عامل اطمئنان لاطراف الصراع الاقليمي في دخولها على خط الكونسورتيوم النفطي.

حتى الساعة لا أجوبةَ مؤكدةً حول تساؤلات المواجهة الكبرى المعقَّدة والخطيرة،لكن الواضح ان التحقيق في جريمة العصر سيستكمل وفق المسار المحدد له قضاء لا قدرا،تماما كما سيكون الغائب الاكبر عن طاولة باريس الحاضر الابرز من حيث الإقرار بتأثيره. سؤال قد يكون في محله لكنَّ الجواب عنه قد يكون بعد قمة باريس، علمًا أن الخطوط العريضة لهذا الدور قد تكون جُهِّزت وتم التداولُ بها بين العواصم.

في الاثناء "فرح" ضربت ضربتَها من جديد، على وقع الهزات الارتدادية القادمة من تركيا وسوريا. فهل يعوض شباط ما فات لبنان في الاشهر الاخيرة؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني