نعي مبكر لنتائج اللقاء "الباريسي".. واشنطن والرياض: لا تنتظروا منا شيئاً!
نعي مبكر لنتائج اللقاء "الباريسي".. واشنطن والرياض: لا تنتظروا منا شيئاً!

أخبار البلد - Tuesday, February 7, 2023 6:56:00 AM

الديار

بحث الاجتماع «الخماسي» في باريس امس نقاطا عامة حول الازمة اللبنانية، ووفقا لمصادر دبلوماسية، كان اللقاء ايجابيا لناحية تجديد الحرص على استقرار لبنان، لكن المجتمعين لم يدخلوا في اية تفاصيل محددة تتعلق باسماء مرشحة للرئاسة الاولى... وكان التوافق تاما على ان يقوم اللبنانيون بقيادة بلادهم نحو الخروج من الازمة عبر سلسلة اصلاحات واضحة. بمعنى آخر، فان الامر يقع على عاتقهم اولا... وقد شاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، ومساعدها تيري ولف ، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف،وشارك أيضاً سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شي وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.. 

«الكتاب» الاميركي يقرأ من عنوانه! 
ووفقا لمصادر مطلعة، لم يكن احد يراهن على اكثر من بيان الخارجية الفرنسية، فمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بربارة ليف كانت قد نصحت الوفد النيابي اللبناني الذي التقته قبل ايام في واشنطن، بأن لا يعولوا على الولايات المتحدة الاميركية في الاستحقاق الرئاسي، او في اعادة بناء السلطة التنفيذية، وقد لمسوا غياب اي وجود للملف اللبناني على الاجندة الاميركية في هذه المرحلة. وكانت واضحة في الطلب منهم بان يبادروا بأنفسهم إلى حل عقدة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تولي مسؤولية إعادة بناء المؤسسات وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وقالت صراحة «ان اخراج بلادكم من المأزق هو مسؤوليتكم اولا»، وفهموا ان واشنطن ليست في صدد دعم اي مرشح رئاسي. وقد جاء اعلان البنك الدولي عن «طي صفحة» القرض المخصص للكهرباء والغاز، ليزيد من قتامة الصورة الاميركية السلبية وضوحا.  

لماذا لا تبالي السعودية؟ 
 
ومن الجانب السعودي لا تبدو الصورة افضل حالا، فالرياض ليست معنية من قريب او بعيد بالعودة الى الساحة اللبنانية، وفقا للصيغة القديمة المعتادة، وهي سبق وابلغت باريس والدوحة انها لم تعد معنية بالاستثمار سياسيا في لبنان، وتدخلها الاقتصادي سيكون محدود جدا لا يتجاوز المساعدات الانسانية المحددة الوجهة والصرف الدقيق. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان من لم يدرك بان الادارة السعودية للملفات الخارجية قد تغيرت،لا يفقه شيئا في علم السياسة، فالسعودية في طليعة الدول التي استفادت من الحرب الروسية الأوكرانية، نتيجة ارتفاع أسعار البترول عالميا، وتجاوز الناتج المحلي التريليون دولار، فما الذي تحتاج الى الاستثمار فيه على الساحة اللبنانية سواء في السياسة او الاقتصاد؟. ولولا الاشتباك غير المباشر مع طهران على الساحة اليمنية لما احتاجت اصلا الى الحوار مع الايرانيين. فوفقا للرؤية السعودية، طهران محاصرة ودول محورها تعاني اقتصاديا، بينما هي جزء من «دول العشرين». ومن هنا يمكن فهم التعامل السعودي «الفظ» مع الازمة الاقتصادية المصرية والمجاهرة بعدم تقديم اي دعم مالي جديد «غير مشروط». واذا كانت دولة كمصر قد فقدت اهميتها الاستراتيجية بالنسبة الى السعودية غير المكترثة بفض الشراكة معها، الا اذا لبت شروطها الخاصة بالتنازل عن قطاعات خاصة وحكومية ترغب في الاستحواذ عليها، وتخفيف قبضة الجيش على الاقتصاد المصري، وهو العامود الفقري لبقاء الدولة المصرية الحالية، فكيف حريا بدولة انفقت فيها الرياض مليارات الدولارات وكانت الخلاصة «صفر»؟. ولهذا فان ما يجب ان يفهمه اللبنانيون في هذه المرحلة انه عليهم عدم انتظار شيء لا من واشنطن ولا من الرياض، فيما تبقى باريس عاجزة مع الدوحة عن احداث الاختراق المطلوب، وسقف التوقعات لن يتجاوز البيان الصادر عن الخارجية الفرنسية حول اللقاء «الباريسي». 

  جعجع «والنعي» المبكر 
 وفي هذا السياق، كان لافتا النعي المبكر من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لنتائج اجتماع باريس، وكذلك دعوة بكركي الحوارية، وقال بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية في ان اجتماع الدول الخمس في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان، جيد، ولكن الأكيد أنه لن يتم البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأن الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتم التداول بها بين الكتل النيابية. وشدد جعجع على أنّ حزب الله لم يتخل في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاورته مع باسيل لم تأت بنتيجة، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدد الأزمة 6 سنوات أخرى». وقال «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه، معلنا عن زيارة وفد من التكتل الى الصرح البطريركي اليوم. 

«والاشتراكي» غير متفائل 
وفي السياق نفسه، لم يبد وفد كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط وعضوية النواب وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ وبلال عبد الله، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اي رهان على نجاح اجتماع باريس في تغيير الوقائع اللبنانية، وقال الصايغ بعد اللقاء، لم نلتمس شيئا جديا بعد حول وجود مبادرة خليجية اتجاه لبنان، العالم في انتظار ما سيفعله اللبنانيون. وعلى المسؤولين اللبنانيين ان يتحركوا ويتصرفوا، والعالم ينتظر معنا ويريد مساعدتنا ويقف معنا. وعن نتائج اجتماع  فرنسا قال «لا شك أنه غير حاسم ولكن يقدم الأمور خطوة إلى الأمام ويعرض خارطة طريق، ويؤكد الموضوع الاجتماعي الاقتصادي الإغاثي، ونأمل أن تكون هناك نتائج سياسية ولكن الجميع ينتظر اللبنانيين ماذا سوف يفعلون. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني