تأثير انهيار العملات العربية أمام الدولار على المعيشة.. وتدهور لبنان غير مسبوق!
تأثير انهيار العملات العربية أمام الدولار على المعيشة.. وتدهور لبنان غير مسبوق!

اقتصاد - Monday, February 6, 2023 8:29:00 PM

BBC

كان لافتا خلال الأيام الأخيرة، احتجاج عشرات من العراقيين في بغداد وجنوب العراق، مطالبين بخفض سعر الدولار، وحماية الدينار العراقي، في وقت لا تبدو فيه أزمة انهيار الدينار أمام الدولار، قريبة من الإنتهاء، بعد تسجيل تدهور متواصل للعملة العراقية، منذ منتصف كانون الأول الماضي وحتى الآن، حيث يساوي الدولار الواحد الآن 1600 دينار عراقي.
ولإن كان تدهور العملة العراقية قد زاد مؤخرا، فإن العديد من العملات العربية الأخرى، كانت قد سبقته على طريق الانهيار، أمام الدولار الأميركي، ومنها عملات مصر والسودان وسوريا ولبنان وتونس واليمن، في ظل ركود كبير، وارتفاع متزايد في أسعار السلع الغذائية، جعل الناس في شكوى متواصلة.
أزمة ذات عوامل متعددة

ويتفق كثير من الاقتصاديين، على أن الأزمة الحالية في معظم الدول العربية، مثلها مثل الأزمة في العديد من الدول النامية، ناتجة عن عاملين، أولهما دولي ربما لايكون للسلطات الاقتصادية، في هذه الدول دور فيه، ويضم في إطاره عدة أزمات دولية متتالية.
أما أولى تلك الأزمات الدولية، فهي أزمة كورونا، التي عطلت سلاسل الإنتاج لفترات طويلة، ثم ما تلاها من حرب روسية على أوكرانيا، ماتزال رحاها دائرة حتى الآن، وكذلك التشديد النقدي الذي نفذه البنك الفيدرالي الأميركي، بزيادات متتالية في أسعار الفائدة لسبع مرات عام 2022 ، مما زاد من كلفة القروض والواردات بالدولار لدى عدة دول عربية.

أما العامل الثاني فيما تعانيه عدة دول عربية، من انهيار في عملاتها المحلية، فيتمثل فيما يصفه خبراء اقتصاديون، بالخلل الكامن في اقتصادات تلك الدول، والمتعلق بكونها اقتصادات استهلاكية، وليست انتاجية في معظمها، باستثناء دول الخليج التي تعتمد كثيرا، على سلعة مطلوبة دوليا وهي الغاز والنفط.

لكن أكثر ما أسفرت عنه أزمة انهيار العملات المحلية، في العديد من الدول العربية سوءا، هو ذلك الذي طال حياة الناس اليومية، فمع انهيار العملات المحلية في العديد من الدول، مثل مصر وتونس ولبنان والعراق والسودان، في مواجهة الدولار الأميركي، زادت نسب التضخم بصورة كبيرة، وانعكس ذلك على ارتفاع جنوني في أسعار كل شئ، وخاصة المواد الغذائية، بحيث باتت الشكوى المستمرة، من قبل مواطني هذه الدول، وفق العديد من التقارير هي أنهم غير قادرين، على توفير احتياجات أسرهم من الغذاء.
وقد عبر أحد المواطنين السودانيين، عن الأزمة بشكل مأساوي، في حديث لواحدة من حلقات برنامج نقطة حوار، حين قال إن الأثرياء في السودان فقط الآن،هم من يتناولون ثلاث وجبات غذائية في اليوم، وأن الغالبية من الناس باتوا غير قادرين، سوى على تناول وجبة واحدة.
لبنان وتدهور غير مسبوق

لايبدو الوضع مختلفا بين بلد عربي وآخر، ضمن تلك البلدان التي عصف بها إنهيارعملاتها أمام الدولار، ففي لبنان الذي يعيش حالة ترد اقتصادي غير مسبوق، تشهد الأسواق حالة من التخبط والفوضى، بعد الانهيار المتواصل لليرة اللبنانية، أمام العملات الأجنبية، في وقت بات فيه جانب كبير من اللبنانيين، عاجز عن توفير احتياجاته الغذائية، في مواجهة ارتفاع هائل في أسعار السلع الاستهلاكية والأدوية.

وتشير تقارير لمنظمات حقوقية في بيروت، إلى أن نسبة الفقر في أوساط اللبنانيين وصلت إلى 55% ، بينهم نسبة 25 % يعيشون تحت خط الفقر، أي غير قادرين على توفير ما يحتاجونه من غذاء، في ظل زيادة في الرسوم ورفع لقيمة الضرائب ورسوم الجمارك، ورسوم المعاملات الإدارية المختلفة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني