أمران بارزان أكّدتهما كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يوم أمس: لا افق لحل قريب لأزمة الرئاسة والتباين مع حزب الله مستمر.
رسائل في اتجاهات عدّة اطلقها باسيل يوم أمس في كلمته، كلّها تشي بانسداد الأفق في ملّف الرئاسة. فمن الواضح من كلامه، ان الخلاف بينه وبين حزب الله لا زال قائماً، فحزب الله لا زال على موقفه بالتمسك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وباسيل يرفض الامر رفضا قاطعا.
من ناحية أخرى، وجه باسيل رسالة يمكن وصفها بالحادة الى حزب الله، حيث قال: "تكرار تجربة التحالف الرباعي ما بيحصد نتائج معاكسة عن وقتها، مشيرا الى الفترة التي وقعت فيها حرب تموز، وأي مكوّن مهما اعتبر حاله اقوى ما بيحفظه الاّ الاحتضان الوطني". في هذه الرسالة، يذكّر باسيل حزب الله بالاتفاق الرباعي – الخماسي، الذي ضمّ حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل بالاضافة الى القوى المسيحية المنضوية في 14 آذار، والذي تشكّل بوجه العماد ميشال عون في الانتخابات النيابية سنة 2005، ووصفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بـ"التسونامي" الشعبي والسياسي. انطلاقا من الجملة هذه، يحذّر باسيل حزب الله من "تسونامي" شعبي وسياسي جديد بوجهه، اذا تخطى التيار الوطني الحر في ملف الرئاسة وأتى بفرنجية رئيسا بـ65 صوتاً، ومذكّرا ايّاه بالاحتضان "المسيحي" الذي أمّنه له بعد "اتفاق مار مخايل".
ولعلّ تهجّم باسيل على قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي اعتبر انه يخالف القوانين ويتخطى وزير الدفاع، يؤكّد أن حظوظ الاخير باتت مرتفعة، كما يؤكّد رفض باسيل لتولي عون رئاسة الجمهورية.
وعلى صعيد آخر، وجه باسيل رسالة الى المسيحيين، فلفت الى أنه على المسيحيين التوافق فيما بينهم على ملف الرئاسة، ملقيا اللوم على من يرفض الحوار ومحملا اياه مسؤولية الفراغ. وهنا غمز باسيل في قناة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ضمنا دون ان يسميه، داعيا اياه الى التوافق بينهما على اسم للرئاسة لقطع الطريق على وصول فرنجية.
أما اعلان باسيل انه سيفكر جدياً بالترشّح لرئاسة الجمهورية بغض النظر عن الخسارة والربح في حال فشل كل المساعي، فما هو الاّ نوع من الانتفاضة على الحلفاء والخصوم ورفع سقف التحدي والمواجهة.
هكذا وضع باسيل عنواين عريضة للمرحلة المقبلة، التي تشير الى استمرار أزمة رئاسة الجمهورية وتعقّد الأزمة بشكل أكبر.
ختاما، هل يكون شعار "لوحدنا" الذي اعتمده باسيل في خطابه أمس، بادية الطلاق النهائي مع حزب الله؟ وما مصير اللقاء الثاني المزعم عقد بين وبين حزب الله؟