جوزف فرح - الديار
منذ اكثر من خمس سنوات ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي يحمل مشاريع طرابلس الكبرى من تطوير مرفأ طرابلس الى مرفأ اقليمي الى مطار كبير (مطار الرئيس رينه معوض) ومنصة كبرى للنفط والغاز ومنطقة اقتصادية مميزة ومنذ سنوات يستقبل السفراء والوزراء والصناديق العربية والدولية يظهر اهمية هذه المشاريع الكبرى "وما زلنا مطرحنا "فهل هذه المشاريع جدية ام وهم ؟.
عن هذا السؤال يرد دبوسي :
ربما كل ما يحدث اليوم في لبنان هو وهم لكن المشاريع الاعمارية والاستثمارية هي وحدها الحقيقة إذ أنها تنقل الإنسان من واقع اليم الى مستقبل واعد كما انه لا يمكن النهوض بلبنان الا بدور مميز له على مستوى المنطقة وشرق المتوسط. نحن لا يمكننا العيش ضمن هذه الظروف الصعبة التي نعاني منها صحيا وغذائيا وفي الطاقة والعمل والتعليم والبيئة ولا شيء يمكنه انقاذنا من هذا الواقع الاليم الذي نتخبط به الا الدور الذي لا بد من القيام به على مستوى شرق المتوسط الذي يحتاج الى مرفق اقليمي ودولي اذ انه يحتاج اليوم الى مطار اقليمي والى مرفأ اقليمي والى مناطق منصة اقليمية دولية للنفط والغاز ولهذا مشاريعنا هي مشاريع حقيقية وليست وهما وهي لا تؤذي احدا كما انها تعالج مشاكل الناس وتخلق فرص عمل كما تؤمن دخلا للدولة اللبنانية وتكون شراكة حقيقية عبر هذه الإستثمارات مع الدول المختلفة للمجتمع الدولي. . اننا نتصارع اليوم من اجل حفنة من الدولارات وندمر ذاتنا بينما يعتبر كل واحد منا انه فريد من نوعه وكأن الله خلقه وكسر القالب بينما في الحقيقة ان المجتمعات والاوطان تتكامل مع بعضها البعض اذ يخطط لهذه المجتمعات والاوطان أدوار تكون فيها شراكة مع الآخرين.
واذا كانت هذه المشاريع حقيقة فأي مستثمريخاطر بأمواله ويستثمر في لبنان فيقول:
اننا نعمل على هذه المشاريع في هذا الوقت الذي يخلو من الإنتاج ويهيمن عليه الدمار لأننا نخطط للأعمار ونحن لسنا وحدنا من يتخذ هذه القرارات انما القاعدة الأساسية لها هي اتفاق اللبنانيين لإطلاق وطن بصيغة وطنية عميقة وليس بصيغه كالتي بنيناها منذ ما قبل مئة سنة ففي الحقيقة نحن لم نبن وطنا وانما غرقنا بالطوائف والمذاهب والإمارات والمناطق ونحن اليوم لا يمكننا الخروج من مأزقنا إلا إذا اطلقنا شراكة حقيقية بوطن أهدافه الأساسية هي الإنسان والمجتمع والاستثمارات التي تخلق شراكة تخدم مصالح الحركة الملاحية في شرق المتوسط وتخدم الحركة الملاحيه البحرية والجوية والبرية في شرق المتوسط . اننا قادرون على لعب هذا الدور ولا نريد الصراع مع أحد فنحن طلاب سلام ومشروعنا هو مشروع حقيقي. وبرأيي ان بحث الكلفة ليس مهما لأن لبنان لن يدفع شيئا إنما سيطلق مشروعا يضعه للمزايدة او المناقصة مع المستثمرين اللبنانيين المقيمين والمغتربين والعرب والمجتمع الدولي ومن بين الشركات التي ستتقدم للمناقصة سنختار الشركات ذات المصداقية والإمكانيات وسنشاركها بنسبة أكبر. اذن لن تكون لهذه المشاريع أية كلفه مادية على الشعب او الخزينة اللبنانية بل على العكس ستوفر فرص عمل حصرية باليد العاملة اللبنانية.
توفر الاستقرار
وعندما نسأله عن الاسباب التي تدعوه التريث في اطلاق هذه المشاريع يقول:
في الدرجة الأولى يجب توفر الاستقرار لذلك ، وان يحدث اتفاق على صعيد الدوله إذ أننا ضمن هذه الأجواء القلقة التي نعيشها لسنا نقطة جذب صالحة للاستثمارات . اما الاستثمارات التي تتم حاليا فهي نابعة من جرأة القطاع الخاص وحبه للمغامرة ومن موقع مسؤوليته فالقطاع الخاص هو اليوم من يسد ثغرة في هذا الدمار الذي نعيشه إذ أنه لا زال يؤمن بقدراته وبوطنه وبالجدوى الإقتصادية لمشاريعه. ان القطاع الخاص وفي مختلف مواقعه خاصه الزراعة والصناعة والتكنولوجيا يقوم بدوره على اكمل وجه وهو يقوم بالتصدير ويحقق الربح والنجاح . لكن ليست كل القطاعات منتعشة حاليا اذ أن قطاع السياحة على سبيل المثال لا يعد حاليا بيئة جاذبة لكن اللبناني المنتشر في العالم يشكل الحصة الكبرى من السياحة في لبنان..
وعن النتيجة التي خرج بها من خلال الاجتماعات واللقاءات مع السفراء والمنظمات والصناديق العربية والأجنبية بخصوص هذه المشاريع يقول الكل يؤكد على أن هذه المشاريع هي مشاريع إنقاذية للبنان وتولد شراكة مع المجتمع الدولي فنحن نعتبر جسرا ومنصة للشرق والغرب بسبب موقعنا الجغرافي على الخريطة العالمية لكن هذا لا يكفي اذا لم يتوفر الأمن والاستقرار الى جانب القيام بخطوات تعرف بالمشاريع الموضوعة. إن محور هذه المشاريع هو من طرابلس الكبرى.
وهل البيئة الموجودة في طرابلس والشمال عموما مستعدة لهذه المشاريع الضخمة؟
اننا كمسؤولين عن الشعب نعرف ماذا يريد هذا الشعب وهو اليوم يبحث عن فرصة عمل وعن استقرار وأمان وأن يحظى بفرصة في الغذاء والتعليم والطبابة. ان مشاريعنا تؤمن كل الخدمات للشعب وبدل أن يتوجه الى الدمار هذه المشاريع توجهه الى الإعمار.
أنا لم ار أحدا غير مهتم بهذه المشاريع من الأميركيين الى الصينيين والأوروبيين والفرنسيين خاصة وقد قال لي السفير الكوري بأن مشاريعنا ذكرته بحين تكوين كوريا الحديثة التي كانت بدايتها من موقعها الجاذب كمرفأ ومطار وقد قال لي بانهم وضعوا خططا في سبع مرات ومدة كل خطة خمس سنوات وقد حققوا عبرها كوريا الجديدة التي اصبحت بمرافئها ومواقعها نقطة جاذبة واصبح انتاجها الصناعي جاذبا للعالم وقد أضاف بأننا اذا مضينا بهذه المشاريع سننقذ لبنان وقد طلبت منه الاستعانة بالشركات الكورية التي بنت المرفأ والمطار فيها وقد أجابني بأنهم مستعدون لذلك . في الخلاصه لقد شعرت أن الكل تأثر ايجابا بهذه المشاريع وقد أكد الكل على ان هذه المشاريع في شكلها ومضمونها قادره على انقاذ لبنان وجعله محوريا على مستوى المنطقة بدل ان يكون محوريا في العنف والاقتتال والتطرف فيصبح بالتالي محوريا في الاستثمارات والشراكات الاقتصادية الدولية في المنطقه . انا ارى ايضا أن كل المسؤولين في لبنان كل واحد على حدة يؤيد الأمر لكن القيادات اللبنانيه في الحقيقه لم تكتشف ذاتها بعد ولم تعرف مدى أهمية وحدة اللبنانيين. ان الشخص مهما كان قويا وحيدا تبقى وحدة الجماعة اقوى وهي أفضل.انا أتساءل ما الذي يمنع تكوين علاقات مع المجتمع الدولي دون الارتهان لهذا الطرف او سواه . المفروض ان يكون لبنان اولا ليس بالكلام فقط انما بالقناعة لدى كل مواطن ومسؤول مما يفيد الآخرين.ان الوطن الآمن والمستقر والمزدهر والذي يحظى بوحده وطنية يجعلنا قادرين فعلا على بناء شراكات تفيد الآخرين بينما نحن اليوم لا نفيد انفسنا ولا الشعب ولا الوطن ولا الآخرين لأننا اصبحنا عبئا على الآخرين. ان القطاعات والاستثمارات اللبنانية ناجحة في كل دول العالم لكنها على ارض الوطن فاشلة.
من خلال اجتماعكم مع رئيس الوزراء وهو ابن طرابلس هل لمستم تشجيعه لهذه المشاريع ولماذا لا يأخذ المبادرة فيها؟
إنه في وضع لا يحسد عليه فهو يحترق للمحافظة على البلد كما أن كل الجهود التي يبذلها يوجد انقسام حولها إذ لا يوجد وحدة صف في البلاد والمسؤول لا يمكنه تحقيق اي شئ في ظل الانقسام السياسي حول سياسة البلاد . ان الحكومه اليوم لا تستطيع الإجتماع فكيف بإمكانها طرح المشاريع ومن سيقبل بها؟. أنتم لم تطلبوا منه شيئا أليس كذلك؟
ان كل رجال السياسة اثنوا على مجهودنا واعجبوا بهذه المشاريع.