الراعي: في مسيرتنا نحو تحقيق الوحدة نحن مدعوّون لنكون يدًا واحدة
الراعي: في مسيرتنا نحو تحقيق الوحدة نحن مدعوّون لنكون يدًا واحدة

أخبار البلد - Sunday, January 22, 2023 9:09:00 PM

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة المسكونية في ختام اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا، ورؤساء وممثلين عن مختلف الكنائس المسيحية اضافة الى لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات، وشارك ايضا رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

وجرى رفع الصلوات والتراتيل بحسب طقوس مختلف الكنائس المسيحية.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "كنت جائعا فاطعمتموني" قال فيها:

"إخواني أصحاب القداسة والغبطة،

سيادة السفير البابويّ والسادة المطارنة الأجلّاء،

اصحاب السعادة،

أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، إكليروسًا وعلمانيّين، المحترمين.

1 - الإنجيل الذي نختتم به أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين هو إنجيل الرحمة والعدالة مجتمعين، ويتّصل عضويًّا بموضوع أسبوع الصلاة هذا المأخوذ من أشعيا النبيّ وهو: "تعلّموا الإحسان، واطلبوا العدل" (أشعيا 1: 17). وبكلام آخر: تعلّموا من المحبّة عمل الخير، والعدلُ نصب أعينكم.

2 - نحن نعلم أنّ رسالة الكنيسة ترتكز على ثلاثة مترابطة ومتكاملة: الكرازة بكلام الله (Kerigma)، العبادة وتقديس النفوس (Liturgia)، وخدمة المحبّة (Diaconia).

إنجيل اليوم وموضوع أسبوع الصلاة مختصّان بالمرتكز الثالث: خدمة المحبّة (Diaconia)، الذي هو أحد الطرقات الآمنة المؤدّية إلى وحدة المسيحيّين.

3 - إنجيل الدينونة العامّة الذي سمعناه هو إنجيل الإحسان أو المحبّة بإطعام الجائع وسقي العطشان وكسوة العريان واستقبال الغريب وزيارة المريض وافتقاد السجين. هذه الحاجات الستّ هي ماديّة وروحيّة ومعنويّة. ولذلك كلّ إنسان، دونما إستثناء، يمرّ في حاجة ما منها، ويجد نفسه أمام واجب مساعدة غيره من بابي المحبّة والعدالة، كما هو بحاجة الى مساعدة من غيره. وهو إنجيل العدالة تجاه هؤلاء "الإخوة الصغار". فبحسب تعليم الكنيسة، خيرات الأرض معدّة من الله لجميع الناس"، بحيث يشارك فيها الجميع، وفقًا لقاعدة العدالة غير المنفصلة عن المحبّة" (الدستور الراعويّ: الكنيسة في عالم اليوم"، 65). فمن يمتلك خيرات الدنيا شرعيًّا هو موكل عليها من العناية الإلهيّة ليستثمرها لخيره وخير غيره من الناس (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 2403-2404). والملكيّة الخاصة مثقلة برهن اجتماعي. فمن يعطي المحتاج يردّ له حقوقه. على إنجيل الرحمة والعدالة سندان في مساء الحياة.

4 - في مسيرتنا نحو تحقيق وحدة المسيحيّين، نحن مدعوّون لنتعاون في خدمة المحبّة الإجتماعيّة، فنكون يدًا واحدة: نخطّط معًا، ونعمل معًا، ونتقاسم المسؤوليّة معًا، لنساعد شعبنا في التخفيف عن همومه وقلقه، وفي النهوض من أزماته الإقتصاديّة والمعيشيّة والإجتماعيّة والتربويّة والإستشفائيّة. وبذلك نشهد أنّنا كنيسة المسيح الواحدة، ونعيش سويّة إنجيل المحبّة والعدالة.

صحيح أنّ كلّ كنيسة من كنائسنا تعتني بأبنائها وبناتها، أمّا إذا تعاونّا، فنكون أقوى، وخدمتنا أشمل، وشهادتنا تُظهر أنّنا واحد بالمسيح. شعبنا يطالبنا وينتظر منّا ككنيسة من دون أن يفرّق بين الكنائس فيقول: أين الكنيسة؟ هذا النداء يوجب علينا أن نطلّ عليه ككنيسة واحدة في التزامها خدمة المحبّة الإجتماعيّة بمسؤوليّة العدالة.

5 - عندما نضيف وحدتنا في هذه الخدمة، إلى التعمّق من قبل الجميع في كلمة الله الهادية والجامعة في الكتب المقدّسة، وإلى الحوارات اللاهوتيّة المسكونيّة الجارية، وإلى أسبوع الصلاة السنويّ في العالم وما يرافقه من لقاءات ومبادرات، إنّما ندخل في صميم إرادة المسيح الفادي الذي قبيل آلامه صلّى "ليكون المؤمنون به واحدًا، كما أنّه هو والآب واحدًا" (يو 17: 11). 

فلنكن أمناء لإرادة يسوع الأخيرة ووصيّته. فنستحقّ أن نمجّده مع أبيه وروحه القدّوس، الآن وإلى الأبد، آمين."

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني