لأجل الرئاسة Silent
لأجل الرئاسة Silent

خاص - Friday, January 20, 2023 9:25:00 AM

صفاء درويش

أكثر من زيارة قام بها مسؤولون أميركيون للوزير جبران باسيل سبقت اعلان وضع عقوبات عليه. نقاط محدّدة تعرّض رئيس التيار الوطني لضغط كبير من أجل السير بها، وعدم رضوخه كانت نتيجته العقوبات.
ورغم أن المقارنة غير جائزة، إلّا أنّ عدم وضع عقوبات على حليف حزب الله الآخر، سليمان فرنجية، يفتح باب التساؤل بشكل كبير، لا بل الجزم، بأن هناك من خضع للتهديد، وربّما للمساومة، فصمت في أكثر المراحل حساسية. صمت حين بدأت معركة محاصرة الحزب، وصمت حين حوصرت دمشق ونظامها وأصدقائه فيها، وصمت حين دفع كثر ثمن مواقفهم لينجو وحده.
فرنجية لم يصمت طوال الوقت، بل تكلّم حينما كان الأميركي بأمسّ الحاجة لتراجع لبناني في المفاوضات حول خطوط الترسيم، فدفع بنصف الرأي العام لاستبعاد فكرة وجود غاز بالمياه الإقليمية اللبنانية فحاول في حينها اضعاف موقف الدولة، وهو ما لم يكن حزب الله يريده، وهو للأمانة ما لم يجرؤ عليه ألد أخصام الحزب وعهد الرئيس عون على السواء.
بعد توقيع اتفاقية الترسيم لم يعتبر ما حصل انجازًا، ولم يتفوّه بكلمة واحدة وكأنّه هُزم وحده هو الذي نصّب نفسه خبيرًا نفطيًا فأتت نتيجة أبحاثه موازية لنتيجة عمله السياسي والشعبي: صفر مكعّب!
في ١٧ تشرين، حين استُهدف سلاح الحزب ومعه عهد ميشال عون صمت مجددًا، وربّما كان يراهن على تغيير ما، وحين مرّ "القطوع" خرج في مقابلة تلفزيونية ليؤيّد "الثورة". ثورة رشّحت ميشال معوّض للرئاسة، غريمه الأزلي في زغرتا، واضعةً من يعتقد نفسه توافقيًا في الزاوية وحده من جديد.
ولمن يعتقد أن أفعال فرنجية هي ردّ فعل على تحالف الحزب والتيار، فليتذكر حين خرج فرنجية بمقابلة مع الإعلامي مارسيل غانم لينسف فيها قرار الحزب وحلفائه التمديد للرئيس إميل لحود!
ذكر كل هذا هو مقدمة لخلاصة واحدة، من رضخ لكل التهديدات قبل الرئاسة هل يمكن أن نطلق عليه لقب ضمانة المقاومة؟! في الأصل هل تحتاج المقاومة هنا لأي ضمانة أكان وجود فرنجية أم غيره! وفي الأساس أيضًا، هل المعركة اليوم هي معركة سياسية ام اقتصادية وجودية كيانية؟
ببساطة من تنازل ليصل سيتنازل إن وصل من أجل ايصال من يأتي بعده!
وبعيدًا عن كل ما فعله ولم يفعله مرشّح الثنائي للرئاسة، يبدو من المستغرب كم التبرير والرضا عن كل ما يفعله من قبل قيادات الحزبين وجمهورهما.
ومن المستغرب أكثر هو ما الذي قدّمه فرنجية وغير فرنجية حتى نالوا "صك البراءة" هذا من الثنائي، فببساطة لو كان جبران باسيل هو من تصدّر مشهد احتفال السفارة السعودية في الاونيسكو لكان أقام الثنائي عليه الحدّ، بينما سليمان "فرفور وذنبه مغفور". وفي الواقع دُعي باسيل إلى الإحتفال بإلحاح وكان من الطبيعي ان يكون في الموقع الاول ولكنه لم يذهب.
ربّما ينطلق الثنائي من قاعدة "على أد شعبيتو منزعل منّو" وهنا يصبح الصفح عن فرنجية طبيعيًا ومبرّرًا!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني