"ان هذا الكلام غير وارد اطلاقا"... جعجع خلال اجتماع "الجبهة السيادية": حذار من التباكي
"ان هذا الكلام غير وارد اطلاقا"... جعجع خلال اجتماع "الجبهة السيادية": حذار من التباكي

أخبار البلد - Wednesday, January 18, 2023 5:54:00 PM

استغرب رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع من "انخدش شعوره الوطني من كلامه الاخير فيما لم ينخدش امام اذلال اللبنانيين"، محذرا من "التباكي زورا على لبنان والتقسيم، لأن هذا الكلام غير وارد على الاطلاق". وكشف ان "البحث قائم على تركيبة متحركة جديدة داخل الدولة تؤمن مصالح الشعب اللبناني وتمنع اي فريق من تعطيل حياته".

وقال جعجع خلال الاجتماع الدوري لـ"الجبهة السياديّة من أجلِ لبنانَ" الذي عقد في معراب، بحضور النائبين كميل شمعون وزياد الحواط: "في الليلة الظلماء يُفتقد البدر". في هذه الأيام السوداء انتم تقومون بدور غيركم من الشخصيات الاجتماعية والسياسية وحتى الاعلامية، فقد أخذتم على عاتقكم طرح القضايا كما هي، في محاولة للوصول الى الحل المطلوب". 

وتوقف عند ردود الفعل التي أتت عقب مقابلة له عبر "الجديد" الأحد الماضي، فقال: "يبدو ان الكلام الوارد فيها خدش الشعور الوطني للبعض فـهبوا "فرد هبة" و"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى"، في الوقت الذي لم يُخدش ابدا عند رؤية بعض اللبنانيين يبحث عن الطعام في النفايات او ينتظر امام المصارف ليشحذ 100 دولار من امواله وتعويضه او يقف في الطوابير خارج الصيدليات بحثا عن دواء وحليب، ولكن جل ما استفزهم التعليق على هذا الوضع الذي لم يعد مقبولا ويحتم علينا اعادة النظر بتركيبة الدولة بعد النتيجة التي وصلنا اليها".

أضاف: "حكومة تصريف الاعمال خير دليل على ذلك، فهي المعروفة بأنها "حكومة اللون والفريق الواحد"، ولكن رغم ذلك لم تستطع التوافق على قضية بسيطة اوالتفاهم على رأي واحد، فيما الشعب يتوجع ويتألم وتتفاقم مصائبه يوميا".

وتابع: "ان المسؤولين في الدولة كانوا على علم منذ اكثر من 5 سنوات بالمشكلة بسبب المؤشرات المالية والاقتصادية وامور اخرى، ولكنها باتت أزمة معلنة منذ اكثر من ثلاث سنوات واصبح الجميع يدرك مدى حِدّتها وقساوتها وتأثيرها على اللبنانيين كافة في مختلف المناطق". 

وسأل: "هل يُعقل الا يؤخذ ايُّ تدبيرٍ جدي بالاتجاه المطلوب والاكتفاء بـالترقيع منذ ذلك الوقت؟ فهل تجرأ اي مسؤول، من اكبر الهرم الى اسفله، على توقيف التهريب او ضبط المرفأ والمطار والحفاظ على سياسة لبنان الخارجية ولا سيما مع دول الخليج، لاهمتيها الاستراتيجية؟".

وقال: "منذ اللحظة الاولى ادركنا خطورة الوضع ورأينا ان العُطب بالمسؤولين، اذ ان الاكثرية الوزارية ورئيس الجمهورية الموجود نتاج اكثرية نيابية تعجز عن تحقيق اي تحسّن، من هنا طالبنا مرارا وتكرارا بضرورة الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة ولكن ما من مستجيب باعتبار ان اكثرية القوى لم ترغب بذلك، فما كان علينا سوى انتظار موعد حصول الانتخابات في مواعيدها الدستورية".

اضاف: "خضنا افضل انتخابات وكانت مقبولة بكل المقاييس، نتج عنها المجلس الحالي الذي ومن اللحظة الاولى حاولنا العمل مع كل مكوناته بالوسائل الممكنة، باستثناء فريق الممانعة لانه اصل البلاء، ولكن للاسف مضى قرابة الثلاثة اشهر، الى جانب مدة المهلة الدستورية، والى الآن لم ننجح في انتخاب رئيس جديد للبلاد. لذا نسأل: هل يُعقل ان نصل الى وضع اسوأ من تلك التي نعيشها؟ وبأي منطق يُفسّر هذا الفراغ في ظل وجود مجلس جديد؟ هنا استذكر من عايش جيل المجاعة في لبنان، حرب 1914-1918 ، الذي لم يشهد مثل هذا الدرك".

واستغرب "من يطالعنا بنظريات بعيدة كل البعد عن الواقع والمنطق والدستور والحقيقة والحق ويتحجج بتركيبة لبنان التي تُحتّم علينا التوافق، بيد أنه مؤمنٌ في تركيبة مجلس النواب".

وقال: "بعد كل ما رأيناه، نطرح على انفسنا وعلى جميع اللبنانيين اين الأمل؟ ما الذي قد يتغير في ظل التركيبة الحالية؟ الجواب بسيط: سيستمر محور الممانعة بالتعطيل تحت شعارات مختلفة، ويساعدهم للأسف، صديقنا الرئيس نبيه بري الذي كان بإمكانه من اليوم الأول التمسّك بجلسة انتخاب مفتوحة وعدم الخروج منها الا عند تحقيق المبتغى، وتسمية كل من يخالف". 

اضاف: "سيستمرون بالتعطيل الى ان نتعب ونيأس ونهاجر ونستسلم فنرضخ بانتخاب مرشحهم، او في أحسن الاحوال يعيدون طرح الحوار، ولو انهم يتحدثون عنه زورا، ليناقشوا معنا امورا تعنينا في الوقت الذي يرفضون فيه اي حوار بالامور التي تعنيهم ويستمرون بالتسلط على الدولة وصلاحياتها، اي ما لهم لهم والقليل الذي تبقى لنا يريدون مقاسمتنا إياه، وبالتالي في حال اعتمدوا منطق الغش وتوجهوا الى عقد حوار وتوافق في ما بينهم، فالنتيجة ستكون "رئيس ليس كالرؤساء" يجلس في قصر بعبدا "لا بيقضي ولا بيمضي ولا طعم له او لون او رائحة ولا يؤثر باي شيء"، هذا الامر ما هو الا استمرار للوضع على ما هو عليه او تفاقمه بمجرد عدم اتخاذ اي تدابير فعلية او خطة انقاذية واضحة".

وتابع: "ما نسعى الى القيام به ليس مع الحلفاء فقط بل مع جميع اللبنانيين المتألمين حقيقة من هذا الوضع، لا مع المستفيد منه لمصالحه الاستراتيجية. إنهم يتجاهلون الوضع المعيشي القائم، وجل ما يهمهم ان محور الممانعة "ماشي حالو" من هنا الى دمشق مرورا ببغداد وصولا الى طهران، حيث طمأننا الشيخ نعيم قاسم ان النظام في ايران لن يسقط".

وحذّر من "التباكي زورا على لبنان والتقسيم"، وقال: "هذا كلام غير وارد على الاطلاق لأننا نحن تحديدا جماعة الـ10452 كلم2، وهذه ثابتة بالنسبة لنا والشعب اللبناني كله شعبنا. والتركيبة التي ستؤمن مصالح اللبنانيين اكثر ستكون متحركة وستُبحث مع الآخرين بعد ان اثبتت هذه التركيبة فشلها".

اضاف: "ان استدركوا الامر وافرجوا عن الاستحقاق الرئاسي خلال الاسابيع القليلة، ولو ان مصير جلسة الغد كسابقاتها، بالتالي طرحنا لا علاقة له بلبنان الواحد، لأن الشعب هو واحد، بل يهدف الى طرح تركيبة جديدة داخل الدولة تمنع اي فريق او حزب او زعيم من تعطيل حياة كل اللبنانيين وتهجير ابنائهم وارسالهم في قوارب الموت".

وكشف في نهاية كلامه عن "البدء باجتماعات داخلية وتشاورات حتى الوصول الى تركيبة أفضل تمنع اي فريق من تعطيل البلد".

البيان 
بعد ذلك، تلا عضو "الجبهة السيادية" بسام خضر آغا البيان، وقال: "أظهرت كل التطورات والأحداث السياسية منذ العام 1990، أولا عندما كان النظام السياسي ممسوكا من الاحتلال السوري للبنان، وبعد خروج الجيش السوري منذ العام 2005، ثانيا مع محاولة "حزب الله" استنساخ التجربة السورية، وبالتالي أظهرت أن محور الممانعة بشقيه السوري والحزب وتواطؤ بعض القوى والكتل معهما يحول دون قيام دولة فعلية تعيد إلى اللبنانيين الاستقرار المالي والسياسي والازدهار وانتظام الحياة الدستورية، خصوصا أن الأزمات المتناسلة وصلت إلى حدود لم تعد تطاق شعبيا".

وأطلق آغا باسم الجبهة "صرخة أخيرة من معراب، من أجل إعادة الحياة إلى الدولة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس جمهورية إصلاحي وسيادي، ودعت بالمناسبة إلى الاقتراع للمرشح ميشال معوض الذي يجسد صفتي السيادة والإصلاح، ومن لا يريد الاقتراع له عليه أن يرشح من يمثل توجهه السياسي من أجل أن يقول البرلمان كلمته".

وشدد على أن "الدساتير وضعت لتطبق لا لتعلق، والمهل الدستورية يجب أن تحترم لا أن تخرق عن طريق التعطيل المتمادي الذي يتكرر عند كل استحقاق دستوري في ضرب ممنهج للدستور والآليات الديموقراطية التي يشكل الالتزام بها مدخلا لاحترام المهل وإتمام الانتخابات على غرار ما حصل مؤخرا في انتخاب مجلس النواب الأميركي رئيسا له".

كما ,جدد تأكيد "رفض الجبهة السيادية للشغور ولرئيس جمهورية ممانع، ولتعطيل الدستور ولمصادرة المؤسسات الدستورية من خلال قوى تنتهك الدستور وتنقلب عليه، ورفضها لإبقاء لبنان رهينة وساحة وترك الشعب يتخبط في أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية لتبقى التركيبة اللبنانية منتهكة من حزب الله".
وأعلن باسم الجبهة أن "كل الخيارات السياسية مفتوحة في حال استمرت المراوحة الحالية أو إذا وضع محور الممانعة يده على موقع رئاسة الجمهورية بشكل أو بآخر".

وقال: "إن الجبهة لن تقبل بسياسة الأمر الواقع التي أدت إلى تجويع اللبنانيين وعزل الدولة وفشلها، وتؤكد ان إعادة البناء الجدية للدولة اللبنانية تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية وبعدها تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة، لأنه يستحيل وضع البلد على طريق الانقاذ سوى من خلال سلطات دستورية لا أولوية لها سوى لبنان، ولا تركن في ممارساتها سوى للدستور، ولا تبدي أي مصلحة على حساب مصلحة لبنان والشعب اللبناني. وتعتبر ان الخروج من الوضع الاستثنائي الذي نعيشه يحتم تضافر الجهود وتوحيد الرؤية والهدف والخطة والطريق للوصول إلى بر الأمان".

وختم: "الجبهة تجدد انفتاحها ومد اليد لكل من يرى نظرتها وتشخيصها لطبيعة الأزمة ومقاربتها للخروج منها، وتعلن بأنها ستعمد إلى الاتصال بكل القوى السيادية والتغييرية والمستقلة والمرجعيات الروحية على اختلافها من أجل التهيئة لانتفاضة ثالثة وثابتة تعيد الأمل للبنانيين بوطنهم ودولتهم".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني