ابتسام شديد - الديار
كل الأنظار مشدودة الى جلسة حكومة تصريف الاعمال لاستشراف المرحلة الرئاسية، بعد ان يمر القطوع بين التيار الوطني الحر وحزب الله، خصوصا ان الخلاف بينهما حول الجلسة طغى على الخيارات الرئاسية، وعليه تتجه الأنظار الى جلسة الانتخاب يوم الخميس، مع انتهاء فترة الحداد الرسمية للرئيس حسين الحسيني، مع علم القوى السياسية ان الجلسة الحادية عشرة لن تحمل شيئا جديدا او مختلفا، فالمعارضة وعلى عكس ما أشيع سابقا عن الذهاب الى خطة «ب» لقلب الطاولة فوق رأس فريق الممانعة، فهي مستمرة بترشيح النائب ميشال معوض، كما أكد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، على الرغم من معرفة المعارضة ان مرشحها ليس قادرا على رفع «سكوره» من الأصوات الذي لم يتخطى عتبة الخمسين صوتا ، بعدما فشل في كســب ودّ النواب «التغييريين» وحصل على دعم محدود منهم.
اما فريق ٨ آذار فهو غارق في معارك البيت الواحــد التــي نشأت بخلفية رئاسية، وتوسعت الى جلسات الحكــومة، حيث يرفض النــائب جبران باسيل ترشيح رئيــس «تيار المردة» سليمان فرنجية وقائد الجيش العــماد جوزاف عون، مع العلم ان اصطفاف نواب التيار الى جانب الثنائي الشيعي في معركة الرئاسة كفيل وحده بإيصال أحد المرشحين الإثنين، ففرنجية قادر على استقطاب اصوات الثنائي وعدد من النواب السنة، في حال أمنت «القوات» نصاب الجلسة، والعماد عون قادر ان يصل الى الرئاسة، في حال حصول التسوية الإقليمية، وفي حال حصلت ترتيبات داخلية تؤمن له الأصوات للرئاسة.
لم يتبلور بعد بشكل واضح كيفــية تصــويت تكتــل لبــنان القـوي في جلســة يوم الخمــيس، وسط تقــلبات فــي الموقف داخل التكتل الذي يتأثر بالأحــداث الســياســية، وبات تصويته رهنا بالعلاقة مع حلفائه، وان كانت التوقعات ان لا ينقلب التكتل على مواقفه الاستراتيجية، لكن الواضح ان التكتل لم يحسم مرشحه الثالث، على الرغم من اللقاءات المخصصة للموضوع الرئاسي وحده، وكان آخرها إجتماع الهيئة التأسيسية الذي تناول كل الاحتمالات والسيناريوات الرئاسية، من ترشيح رئيس التيار نفسه او أحد أعضاء التكتل، ولم يخلص الاجتماع الى نتيجة حاسمة باستثناء رفض ترشــيح من ينوب عن باسيل من داخل التكتل.
وهنا، تؤكد مصادر سياسية ان هذه المسألة مرفوضة جملة وتفصيلا على الرغم من المساحة الحوارية التي سادت في اجتماع «التياريين» لعدة أسباب، فما لا يمكن لباسيل بشخصه ان يكسبه، لن يناله أحد نوابه، وبالتالي إذا كان ترشيحه مرفوضا، فكيف بالأحرى ممثل عن التيار الذي راكم في الأشهر والسنوات الأخيرة خصوماته السياسية.
لهذه الأسباب تؤكد مصادر سياسية ان مشهد الجلسة الرئاسية سيكون نسخة طبق الأصل عن الجلسات الأخرى، في ظل استمرار الأطراف بالمناورات «الرئاسية»، ولعبة شد الحبال وتحقيق الأهداف، الى ان تحين الساعة الرئاسية فتزول العقد وتتراجع التشنجات.