تقليد الغرب لا يزال موضوع نقاش في بعض المجتمعات الشرقية، لاسيّما في أوساط الشباب المنفتح على كل تطوّر والساعي بطبيعته الى الانتفاض على كل تقليدي ومكبّل لانطلاقه في الحياة.
تناول "مجلس الشباب" في حلقة هذا الأسبوع عبر "صوت كل لبنان" هذا الموضوع خصوصًا في ضوء الفورة التقنية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فاستضاف حسين الشوفي كلًا من هنادي خزعل، جعفر عطوي، وائل طالب والاختصاصية النفسية و الاجتماعية لانا قصاص.
خزعل رأت انّ المقارنة بين الغرب والشرق أصبحت شبه يومية، والمجتمعات الشرقية صارت قريبة من الغربية سواء بالنسبة الى طريقة التفكير، أو المظهر ونمط الحياة، خصوصًا انّ الغرب يعطي قيمة للانسان وللمرأة بشكل خاص، اكثر من الشرق.
عطوي اعتبر من جهته ان تقليد الغرب لا يمكن ان يحدث بشكل كامل، لأننا كشرقيين نعيش وفقًا لعادات وتقاليد لا يمكن الاستغناء عنها، والانتقال الى الحرية المطلقة التي يعيشها الغرب وبشكل خاص الحرية الاجتماعية، صعب. فالمجتمعات الشرقية لا تزال مبنية على اساس متين تقليدي لا نستطيع التخلي عنه رغم اهمية بعض ما قدّمه الغرب على الصعيد الاجتماعي.
أما طالب فقال انه بشكله الخارجي منحاز للغرب، وحياته مع محيطه يعيشها بما يشبه الحياة في المجتمعات الغربية، معتبرا ان الانفتاح يجب ان يكون بنواحيه الايجابية مع الحفاظ على بعض الموروثات المفيدة التي وصلتنا من الاجيال السابقة.
الاختصاصية النفسية لانا قصاص اعتبرت ان الانفتاح وتقليد الغرب يحمل أوجهًا سلبية وأخرى ايجابية، مشددة على ضرورة الاستفادة من الايجابيات في مجالات الصناعة والعلم والاجتماع والانسانيات ومفهوم المساواة بين افراد المجتمع. وأكدت انّ وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا هاما جدا في توطيد العلاقات بين المجتمعين الغربي والشرقي رغم الشرخ الكبير الذي يمكن ان يحدث نظرًا لعدم قدرة الشرقيين على اتّباع نمط الحياة الغربية في بعض تفاصيلها .
"مجلس الشباب" طاولة حوار تجمع شبانا وشابات من اهتمامات وثقافات مختلفة لإبداء آرائهم حول الموضوع المطروح في الحلقة الاسبوعية التي تذاع كل ثلاثاء الثالثة بعد الظهر عبر "صوت كل لبنان". والبرنامج من ضمن مشروع "شباب لايف" الذي أطلقته DW Akademie بالتعاون مع جمعية الجنى في لبنان وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ودعم من الخارجية الألمانية.