مُؤشرات إيجابيّة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي!
مُؤشرات إيجابيّة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي!

أخبار البلد - Thursday, January 12, 2023 6:00:00 AM

ابتسام شديد - الديار

لم تخلص المشاورات التي جرت في اجتماع الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر في منزل النائب جبران باسيل أول من أمس، الى نتيجة حاسمة ونهائية في شأن التصويت في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية وسط تعدد الآراء، بين من دفع في اتجاه تبني ترشيح إسم من داخل التكتل وترشيح رئيس التيار نفسه، وبين رأي قائل بالاحتفاظ بالورقة البيضاء. لكن الترجيحات الأولية تميل الى قرار بشبه اجماع للتصويت بالورقة البيضاء ، في إشارة إيجابية واضحة فهمها كثيرون أنها موجهة الى حزب الله، في إطار ما يعرف بالحفاظ على الخطوط العامة للعلاقة، وعدم الذهاب الى توتير الأجواء أكثر مع الحزب، افساحا في المجال لاستئناف التواصل واعادة صيانة العلاقة بين الحليفين.


 
خطوة التيار، كما تقول المعلومات، أتت مع ما تسرب من جهة حزب الله من توجه الى عدم المشاركة وتأمين الغطاء للجلسة الوزارية التي سيدعو إليها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتمويل قطاع الكهرباء، ورغبة من حزب الله أيضا ان لا يساهم في صب الزيت على الخلاف الحامي مع التيار.

وتؤكد المعلومات ان مشاركة حزب الله في الجلسة الحكومية كانت ستنعي تفاهم مار مخايل، وتسدل الستارة النهائية عليه، وتظهر ان حزب الله هو المسؤول عن إنهيار التحالف، نظرا لتشدد التيار وموقفه حيال الجلسة، وتمسكه بمعادلة الميثاقية، وعدم جواز عقد جلسة وزارية في غياب رئيس للجمهورية.

موقف التيار من جهة، واصرار حزب الله على عدم الانجرار وراء خطوة انعقاد جلسة وزارية ثانية، اعتبره سياسيون مقربون من الطرفين، بادرة حسن نية من الإثنين، وانه سيفتح الباب امام معالجة الإشكاليات والندوب في جسم العلاقة بين الطرفين، بعد ان شهدت الفترة الأخيرة تصعيدا من قبل الطرفين في الخطاب السياسي، وبعد فترة من الجمود بينهما واكتفاء حزب الله باتصال التهنئة بالأعياد الى الرابية وميرنا الشالوحي، مقابل زيارة وفد حزبي الى بكركي للمعايدة.

 
تريث حزب الله في موضوع الجلسة الوزارية، وموقف التيار حيال الجلسة تعتبر مؤشرات ايجابية لوقف التدهور في العلاقة، بإنتظار حصول لقاء قريب بين الطرفين لمعالجة الملفات الطارئة والموقف من الاستحقاقات، حيث ان التأزم بين حارة حريك وميرنا الشالوحي انفجر على خلفية جلسة وزارية في البداية، لكن المشكلة الحقيقية تتعلق بالملف الرئاسي، في ظل تمسك حزب الله بترشيح ودعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، مقابل رفض النائب جبران باسيل موقف الحزب الداعم لهذا الترشيح ، حيث بات من الثابت ان حزب الله ليس مستعدا للتنازلات راهنا في الملف الرئاسي.

مع ذلك يؤكد كثيرون ان الأمور لا تزال تحت السيطرة، ولم تلامس المحظور في المسائل الحساسة او تطيح بالعلاقة الاستراتيجية التي تجمع الطرفين، فالغضب الباسيلي الكبير من موقف حزب الله وانحيازه الى فرنجية او من جراء الجلسة الوزارية، يمكن حله وإيجاد مخارج مرضية للفريقين، من خلال تطوير تفاهم مار مخايل الذي يحتاج الى مراجعة وإعادة تقييم على ضوء الأحداث والمتغيرات، اذ يعتبر التيار ان حزب الله غالبا ما كان منحازا الى حليفه الشيعي في عين التينة، في حين ان التيار دفع ثمن مواقفه الى جانب الحزب من رصيده المسيحي.

الا ان دخول العلاقة الى الثلاجة بين الطرفين، قد تكون بنظر كثيرين مفيدة لمراجعة الأحداث. علما ان إشهار الخلاف يخدم التيار المأزوم ويكسبه نقاطا مسيحية رابحة ويريحه من تهمة التبعية لحزب الله .

 
التباينات بين حزب الله والتيار لا تؤثر على التحالف السياسي، ولن يصل الى النقاط الاستراتيجية وملف السلاح تحديدا، فحزب الله تفهم «فشة خلق» حليفه المسيحي، و»مرر» مجموعة الملاحظات على أداء التيار، لكن لا مصلحة لأي طرف اليوم بهز التفاهمات، سواء بالنسبة الى حزب الله الذي يتجنب تعريض تحالفه مع العونيين لخضات كبيرة، كما وانه ليس من مصلحة باسيل المعاقب دوليا، ان يضرب التفاهم على أبواب الإستحقاقات الكبرى. 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني