افتتح ظهر اليوم مبنى الإدارة العامة الجديد " المبنى الأخضر " في مركز التدريب - الإدارة العامة في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء نحيب ميقاتي.
حضر الحفل الى الرئيس ميقاتي الوزراء في حكومة تصريف الاعمال الاشغال العامة و النقل علي حميه، السياحة وليد نصار والمالية يوسف خليل، رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن، قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري ، رئيس دائرة الأمن العام في المطار العميد جوني صيصة، قائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العقيد عزت الخطيب، رئيس تفتيشات قوى الأمن الداخلي في المطار العقيد علي حاموش وأعضاء مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط وممثلون عن شركة "خطيب وعلمي".
بعد النشيد الوطني اللبناني، كلمة ترحيبية لمديرة العلاقات العامة في الشركة ريما مكاوي، ثم عرض فيلم مصور عن المبنى الأخضر الجديد، الذي تم تشييده على مساحة 925 مترا مربعا والمؤلف من ثماني طبقات ، اربع منها فوق الأرض واربع أخرى تحت الأرض، على ان تتحول المباني القديمة للإدارة العامة إلى مساحات خضراء محيطة بالمباني الجديدة.
الحوت
والقى رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط كلمة بالمناسبة، قال فيها: "منذ 25 سنة، في مثل هذا اليوم، اقترح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعيين مجلس ادارة لشركة طيران الشرق الأوسط من رجال الأعمال و التقنيين والتكنوقراط، واضاف اليهم عضوا هو رئيس شركة الخطوط الفرنسية السابق كريستيان بلاون كمستشار وعضو مجلس إدارة. وضعنا خطة سريعة لانقاذ الشركة. في السنة الأولى اعدنا النظر في شبكة الخطوط وبسياسة المشتريات واستطعنا تخفيض الخسائر من سبعة وثمانين مليون دولار في العام 1997 الى إثنين وأربعين مليون دولار في عام 1998 اي في أول سنة لتولي مجلس الإدارة مهامه".
واضاف: "25 سنة مرت، كان فيها الحلو و المر، ودولة الرئيس ميقاتي رافقنا دائما في كل هذه المراحل. المرحلة الأولى كانت عندما حاولت بعض الاجهزة الامنية اللبنانية العمل على وضع اليد على الشركة، فتدخلت حينها الإرادة الربانية لوقف هذه العملية، وتم التجديد لرياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان الذي رفض رفضا قاطعا المس بمجلس الإدارة باعتبار انه يقوم بعمله على اكمل وجه".
وتابع: "في العام 2001، كانت عملية زيادة إنتاجية الموظفين والاستغناء عن الفائض منهم، وتعاونا على ذلك مع الجميع. وأذكر بشكل خاص الاستاذ نقولا نحاس ، وتم صرف الفائض من الموظفين. وهذه العملية غير سهلة اذ صرفنا 1200 موظف في يوم واحد، ما نسبته 40 بالمئة من عدد موظفي الشركة لقاء تعويضات إضافية لتأمين نوع من الاستقرار الاقتصادي، في خطوة جبارة بالتعاون مع وزير الاشغال العامة و النقل حينها".
وقال: "طبعا، هذه الخطوة ما كانت لتتم لولا وجود شخص مثل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي نفتقده كل يوم والذي كان داعما للشركة الى أقصى الحدود، وحينها لم اكن اعرفه ولا كنت قريبا من خطه السياسي، انما بعد ان تعرفت عليه أحببته واتذكر كل يوم اياديه البيضاء التي ما زالت آثارها موجودة في الشركة. وقد تابع نجله الرئيس سعد الحريري مسيرة دعم الشركة بصمت ومنع التدخلات السياسية ايضا بصمت. كل ذلك لم يكن ليتم لولا دعم وموافقة الرئيس نبيه بري وتغطيته لهذه العملية الإصلاحية في الشركة، فهو لم يرفض لنا اي طلب على مدى خمس وعشرين سنة".
وتابع الحوت: "خلال هذه المراحل الصعبة بدأنا بمسيرة شراء الطائرات في العام 2003 رغم المحاولات المتجددة من قبل بعض السياسين بقرار شراء الطائرات ، حينها زرت الرئيس ميقاتي في مكتبه وأطلعته على عروض شراء الطائرات والأسعار، حينها قال لي " امض بقرارك " واتكل على الله. وعندما قلت له هل ان هذه الخطوة بحاجة لمجلس وزراء، فقال لي "لا ، فهذه شركة تجارية. وهكذا صدر قرار في مجلس الوزراء بأن هذه من صلاحيات مجلس إدارة الشركة، وكان ذلك أول إثبات بأن هذه الشركة هي تجارية، وأبعدت عن التدخلات السياسية. وفي العام 2003 استلمنا سويا في تولوز اول طائرة مشتراة للشركة وكانت الفرحة عارمة".
وتابع الحوت: "في العام 2005 استشهد الرئيس رفيق الحريري، وفي العام 2006 كان العدوان الاسرائيلي في حرب تموز التي كانت قاسية على الشركة ورغم ذلك استطعنا إنقاذ طائرات الشركة بسلام. وفي العام 2011 كانت مشكلة التحليق فوق سوريا، والتي واجهناها مع الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي ومع قائد الجيش حينها العماد جان قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وبالطبع كانت هناك الإرادة وكان هناك موقف حازم وصبر من وزير الاشغال العامة و النقل حينها غازي العريضي".
وتوجه الحوت بالشكر الى "كل شخص ساهم بنجاح هذه الخطة التي ادت الى تحقيق أرباح تفوق مليار وثلاثمئة مليون دولار أميركي من عام 2008 الى اليوم ، في وقت غير سهل، وقد تم توزيع الأرباح على المساهمين 660 مليون دولار أميركي واستثمرنا الرصيد في مباني الشركة وفي طائراتها الجديدة. وانطلاقا من هنا لم يكن بالإمكان تحقيق كل ذلك لولا وجود مجلس إدارة متماسك الذين اوجه له التحية، والاعضاء هم: مروان صالحة ، ميشال تويني، سامي متى وفؤاد فواز. كلنا سوية ساهمنا مع عائلة الميدل ايست الكبيرة ومع كل طيار ومضيف ومضيفة والمهندسين وعمال الأرض وكل شخص في الشركة في تحقيق هذا النجاح، فشكرا لعائلة الميدل ايست وايضا الشكر موصول والتحية الكبيرة الى المديرية العامة للطيران المدني على الجهد المبذول لتسيير اعمال المطار برعاية وزير الاشغال العامة و النقل في أصعب الظروف حيث عانت اكبر المطارات العالمية من تعثر خلال الصيف الفائتـ ونذكر على سبيل المثال مطارات هيثرو وامستردام وغيرها من المطارات".
ووجه الحوت تحية الى "كل الأجهزة الأمنية العاملة في المطار في أصعب الظروف رغم عدم تقاضييهم الحد الأدنى من الرواتب التي لا تكفهم لتسديد كلفة النقل ولم يتلكأوا عن القيام بواجباتهم، وكذلك التحية الكبرى موصولة الى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، حيث يتنقد البعض الانتظار، ولا يعرفون ان ذلك يعود الى نقص العديد في المطار. وايضا كل الشكر لجهاز الجمارك".
وقال: "نكن كل الوفاء لكل من يحب الميدل ايست، لذلك كنا اطلقنا الأحرف الأولى لاسم الرئيس الشهيد رفيق بهاء الحريري على الجهاز التشبيهي للطيران، فيما حمل جهاز التدريب على الخدمات الأحرف الأولى للرئيس نبيه مصطفى بري. واليوم اتخذ مجلس إدارة الشركة قرارا بإطلاق الأحرف الأولى للرئيس نجيب عزمي ميقاتي على جهاز التدريب على السلامة والتي هي من أساسيات عمل الشركة".
وتابع الحوت: "يسألوننا عن سر نجاح الشركة، نقول العزم والإرادة والتخطيط وتنفيذ الخطط وعدم التراجع والجرأة، كلها اشياء مهمة لكن هنالك اشياء اهم بكثير ساهمت بنجاحاتنا حيث الغينا من قاموسنا كلمات " ما فينا " " ما بتزبط " " ما خلونا " .
ميقاتي
ثم القى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها: " ين أجنحة الارز والارز تاريخ واحد، فالارزة الشامخة لا يمكن ان تنحني لاحد، وستبقى صامدة رغم كل العواصف. وكما الارزة رمز الوطن، هكذا الوطن سيبقى متماسكا وشامخا وصامدا ولن ينال منه أحد".
اضاف: "بين الارزة والاجنحة قصة تتوالى فصولها، احيانا تكون سعيدة وجيدة واحيانا تكون عصيبة ومحزنة. اليوم أجنحة شركة طيران الشرق الأوسط استطاعت أن ترفع اسم لبنان في كلّ دول العالم، عبر رمز الأرزة طبعاً. لقد تمكّنت هذه الشركة من وصل لبنان بكل الدول، وربط أهله بالمنتشرين والمغتربين. حتماً هذا الأمر حصل بعزم وإصرار من عائلة شركة طيران الشرق الأوسط، من هنا، نقول إنه يجب أن نكون يداً متماسكة لإنقاذ وطننا والحفاظ عليه، والسلامة تكون بتعاوننا جميعاً لأن نقوم بما يجب القيام به لإنقاذ لبنان".
وتابع: "أجنحة الأرز وشركة طيران الشرق الأوسط ما كانت لتنجح ايضا لولا وجود شخص شجاع ومثابر وذكي يلاحق التفاصيل الكبيرة والصغيرة، هو رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت. هذا الشخص الذي تابعت معه كل مراحل الشركة. عام 1998 تم تعيينه رئيساً لمجلس الإدارة وبعدها بأشهر تم تعييني وزيراً للأشغال العامة والنقل. حينها، كنا نعلم وضع الشركة وكان هناك استعدادٌ لبيعها بسعر زهيد من أجل التخلص من قيمة الخسائر التي كانت تتراكم سنوياً عليها. لكن برؤية صحيحة وبعمل جيد ومتابعة، وبفضل عائلة شركة طيران الشرق الأوسط، استطعنا أن نصل إلى شركة قيمتها باتت تناهز المليارات. من الطبيعي جداً أن نُسمّي هذا المكان بالمبنى الأخضر، لأن اليد الخضراء هي التي تنتج الأشجار والثمار الطيبة، وبفضلكم جميعاً استطعنا الوصول إلى هذه المرحلة".
وختم ميقاتي: "أؤكد أننا سنبقى إلى جانب الشركة وموظفيها وعائلتها وبجانب مجلس إدارتها في سبيل إنجاحها ولتتقدّم دائماً بإذن الله".
حميه
كما كانت كلمة للوزير حميه، قال فيها: "ها نحن نلتقي مجدداً على أرض مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت ، مفتتحين عامنا عنده، مؤكدين أننا كباقي اللبنانيين تواقون لوطنٍ تُمارس فيه المسؤولية بكل إرادة وإيمان، عاقدين العزم مجدداً على أن نبقى جنباً إلى جنب مع إرادة شعبنا الصلبة والخلاّقة، لنعمل معه ، يداً بيد، لتعزيزمرافق الدولة وتطويرها".
اضاف: "إن سقوط رهانات العدو الإسرائيلي على اسقاط مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، تارة عبر الاعتداءات المتكررة على منشآته، وتارةً على ممتلكات الشركات التي هي على أرضه ، وطوراً آخر عبر نشر الأكاذيب والإشاعات المغرضة لتشويه سمعته، وكذلك سلبية البعض الآخر تجاهه..إن سقوطَ كل ذلك وبقاء المطار هو فعل إيمان حقيقي، نجسِّدُهُ مع كل تفعيل وتطوير وتحديث لمختلف مرافقه، وخصوصا لناحية المشاريع التي أجريناها ونجريها على أرضه،( كمشروع ....)، وهي أيضاً إرادة صلبة نُسيِّلُها من خلال إطلاق المزايدات لاستثمارات عدة، نوفر فيها الكثيرَ من فرص العمل للبنانيين، في زمنٍ دقت فيه أبوابَهم البطالة، ونؤمِّنُ من خلالها إيراداتٍ للخزينة العامة، في ظل ظروف شحت معها أبوابَ رفدِها، فأعيننا - أيها الحفلُ الكريم - دائما وأبدا ترصدُ دورَهُ الذي نريده بأن يبقى محورياً في المنطقة والعالم ، وحرصنا الدائم يتمثل بإبقائه متمتعاً بكافة معايير الحداثة العالمية، وصورته التي نرسمها له ، نريدها أن تعكس بحق صورة لبنان الذي نؤمن ونسعى إليه".
وتابع حميه: "إن افتتاح المبنى الأخضر الذي نحن بصدده اليوم ، وبمواصفاته العالمية العالية الجودة ، هو أيضاً نعتبره فعل إيمان وإرادة من شركة طيران الشرق الاوسط ، كشركة لبنانية، عبّرت وفي أكثر من محطة تاريخية من تاريخ إنشائها حتى يومنا هذا عن أن لبنان الذي تنتمي إليه، يستحقُ منها الأفضل دائماً، وأن حاضِنَتَها وصِبغَتَها اللبنانية، كانا وسيبقيان ذخيرَتها، ما دامت هي ذخرٌ صافٍ لهما، وكما أننا نعتبر تحديث اسطولها المستمر وتطويره والاتفاقات التي عقدتها مع باقي الشركات العالمية ، في سبيل حداثتِها ورفعة مكانتِها ، لهو أيضاً فعل إرادة منها على الاستمرار بعقلية الاستدامة ، فضلاً عن أننا ننظر إلى هذا وذاك، بأنه بمثابة رسالةٍ منها ، عنوانها الالتصاق بالوطن ، كهوية وانتماء ، وكمسلّمةٍ ثابتةٍ لا تتزحزح عنها قيد أنملة".
وختم: "الإيمانُ والإرادةُ صنوان لا يفترقان .. فبالإيمان نبقى ونستمر، ونُعلي اسم لبنان عالياً ، وبه نحافظ على مرافقه ومؤسساته وشركاته وقطاعاته العامة منها والخاصة، وبالإرادة نواجه أقسى الظروف ونتغلب على أعتى الصعوبات ، ونورِّثُ من خلالها أجيالَنا ، وطناً سيداً حراً ، كريماً وعزيزاً…
قراره سيادي محصن، لنعبر به نحو غد أفضل إن شاء الله".