الديار
بات اللبنانيون منذ يوم امس خارج عطلة الاعياد التي أنستهم لأيام معدودة، مدى المآسي والكوارث المعيشية والاقتصادية والسياسية التي يعيشونها، لكنهم لم يخرجوا من تداعيات إنقسامات وخلافات السياسيين، الذين يتحكّمون بهم وبمصيرهم، في إنتظار ما ستؤول اليه الاسابيع القليلة المقبلة، وإمكانية ان تحمل معها بوادر إيجابية قد تسارع في تسهيل الحلول المنتظرة، للتخفيف عن كاهلهم بعدما بات اليأس يرافقهم منذ سنوات، من دون ان يتمكنوا من الانتصار عليه لانه الى تزايد مستمر، بسبب الدرك الخطر الذي وصل اليه لبنان وشعبه.
لكن ووسط هذه المشهدية المأساوية، يتردّد في الكواليس والخبايا بأنّ التسوية الرئاسية قد لا تكون بعيدة، خصوصاً في الاشهر الثلاثة الاولى من السنة، بالتزامن مع حراك اميركي- فرنسي - قطري – سعودي يجري الحديث عنه، على ان تظهر بوادره بوضوح منتصف هذا الشهر في باريس، وقد تصيب لبنان من ناحية إخراجه من النفق المظلم ، الامر الذي لا يستبعد حصول إنفراجات تطاله، وفي حال العكس سيكون البلد ضمن فراغ رئاسي طويل الامد، لا أحد يعرف متى سينتهي.
كباش كهربائي بين ميقاتي وباسيل
وفي الداخل، تبرز مشكلة قديمة – جديدة، محورها كباش سياسي بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي و«التيار الوطني الحر»، بسبب إستخدام الاول للبنود الملحّة كعامل ضغط للدعوة الى جلسة الحكومية، الامر الذي يرفضه «التيار» بشدة وهذا يعني المزيد من الخلافات المرشحة للانفجار، يأتي في طليعتها ملف الكهرباء التي تغيب عن لبنان كلياً، لكنها الحاضرة الدائمة في سجالات ميقاتي- باسيل، ما يضع البلاد أمام المزيد من الانقسامات والتناحرات السياسية، في وقت يحتاج فيه لبنان الى فتح ولو ثغرة بسيطة في الجدار الرئاسي المأزوم، حيث تدور الملفات العالقة وما أكثرها ضمن حلقة مفرغة.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا