كتبت لارا يزبك في المركزية
بدو ان حادثة العاقبية سلكت طريقها نحو التطويق والمعالجة. الايجابية في التعاطي مع القضية الملتهبة هذه، بدأت مع موافقة حزب الله على تسليم المتهم الاساسي في قضية اطلاق النار على الجندي الايرلندي في قوات اليونيفيل، الى مخابرات الجيش اللبناني.
ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الحزب لطالما سكت عن حوادث مماثلة حصلت في مناطق نفوذه جنوبا، بين الاهالي والقوات الدولية، غير ان ما جرى هذه المرة، لناحية سقوط قتيل من بين جنود حفظ السلام، بدا كبيرا على الحزب ليحمله، خاصة وان عدم تجاوبه مع التحقيقات كان سيفتح عليه ابواب غضب دولي هو في غنى عنه اليوم. انطلاقا من هنا، فإنه قرر التعاون.
منذ انتشار خبر وفاة الشاب شون روني، بدأ الحزب اتصالاته مع الضالعين في الحادثة لاقناعهم بتسليم انفسهم، فنجح في ذلك بعد ايام من الحادثة، وتم تسليم المتهم الرئيسي نهاية الاسبوع الماضي، على ان يتم تسليم المشاركين الآخرين تباعا الى التحقيق.
بحسب المصادر، فإن الحزب أصرّ هذه المرة على اظهار حسن نية لانه يحرص على ترك الجبهة الجنوبية هادئة سيما في اعقاب التوصل الى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل بوساطة اميركية منذ اشهر قليلة. فهو سهّل الاتفاق وقدّم كل ما يجب تقديمه كي يتم ابرامه وذلك لتثبيت الاستقرار على الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية ولضمان الامن والهدوء عليها، وبالتالي فانه ليس مستعدا اليوم للتفريط بهذا "الانجاز" من اجل حماية مطلوبين في مقتل جندي في القوات الدولية.
في المقابل، تتابع المصادر، وبما ان الحزب تجاوب والتحقيقات انطلقت جديا لكشف حقيقة ما جرى مع الدورية الايرلندية ولمحاسبة مَن اعتدوا عليها، فإن المجتمع الدولي ليس في وارد التصعيد ضد الحزب او لبنان. وهو سيمهل التحقيقات كل الوقت الذي تحتاج، منتظرا نتائجها وتقريرا واضحا وصريحا ومفصّلا عما جرى، مع محاسبة لقتلة روني.
ليس بعيدا، وفي وقت زار قائد الجيش العماد جوزف عون قيادة الكتيبة الإيرلندية - البولونية في الطيري في قضاء بنت جبيل الثلثاء حيث قام بتكريم الجنود الإيرلنديين الأربعة الذين تعرضت آليتهم إلى إطلاق نار في بلدة العاقبية، وجدد "تأكيد استمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل بوصفها شريكاً استراتيجياً أساسياً، وذلك لتطبيق القرار ١٧٠١"، غردت صفحة القوات الدولية عبر موقعها على تويتر كاتبة "نقدر جهود الجيش اللبناني في التحقيق في حادثة العاقبية ونشكر العماد عون على دعمه. نريد جميعاً معرفة حقيقة ما حدث ورؤية الجناة يحاسبون. ننتظر نتائج التحقيق وتحقيق العدالة للجندي روني".
انطلاقا من هذه المعطيات، تشير المصادر الى ان سيتم هذه المرة، تجاوز المطب الكبير على طريق العلاقات الدولية – اللبنانية، لكن شرط بلوغ التحقيقات خواتيمها بعيدا من اي تسييس او تدخلات في مجراها..