"الأنباء" الإلكترونية
لم يكن ينقص اللبنانيين في هذا الزمن الصعب سوى المزيد من الأزمات، اذ أضاف الكباش الحاصل على جمع الدولار من السوق أثقالاً جديدة، حيث كان لرفض غالبية المصارف تطبيق تعميم مصرف لبنان الذي قضى برفع سعر الصرف عبر منصة صيرفة إلى 38000 ألف ليرة، الأثر الكبير في ارباك الأسواق بدءا من قطاع المحروقات الذي ونتيجة عدم تمكن شركات التوزيع من شراء الدولار توقف عن تزويد المحطات بحاجتها ما أدى على الفور الى توقف العمل بالكثير من المحطات وعودة الطوابير أمام تلك التي بقيت تؤمن الخدمة للزبائن.
أما الآثار الأخرى، فقد طالت قطاع الاتصالات وستتمدد إلى السلع المرتبطة بدولار صيرفة ما ينذر بتجدد أزمات كانت تلاشت لفترة من الزمن.
عضو نقابة موزعي المحروقات جورج براكس أوضح أن وزارة الطاقة أصدرت جدول الاسعار على سعر صيرفة، ولما ذهب أصحاب المحطات الى المصارف للحصول على الدولارات لم يجدوها إلا وفق تسعيرة السوق الحرة. وهذا أعادنا الى ما كان يحصل في العام 2019.
وفيما الأزمة المعيشية على حالها بل وتتفاقم، لا تبدو الأزمة السياسية بحال افضل، إذ رأت مصادر سياسية أن الحراك السياسي الذي سجل في الايام الاخيرة من السنة لم تظهر لها نتائج فعلية بعد، بانتظار ان يترجم النائب جبران باسيل الوعود التي اطلقها في هذه اللقاءات.
وفي سياق ما أشيع عن مبادرة يعتزم تكتل الجمهورية القوية تسويقها مطلع السنة الجديدة، نفى القيادي في القوات اللبنانية النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية وجود أي مبادرة من هذا القبيل في الوقت الحاضر، وقال إن مرشح القوات للرئاسة هو النائب ميشال معوض، ومسألة استبداله بمرشح آخر غير واردة إلا في أذهان الفريق الذي يعارض ترشيحه، مؤكدا بأن الفريق الذي يدعم ترشيح معوض لا يمكن أن يقدم بديلا عنه إلا بطلب من معوض شخصياً، وليس الأمر مقتصرا على القوات اللبنانية وحدها بل هناك حلفاء غيرنا يدعمون ترشيحه، من بينهم اللقاء الديمقراطي والكتائب وعدد من النواب المستقلين. وجدد قاطيشا الإشارة إلى أن النائب باسيل كان حاول التواصل مع القوات اللبنانية "لكننا رفضنا لأنه فقد مصداقيته بالنسبة لنا".
من جهة ثانية أعربت أوساط قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي عن أسفها لما حصل في بلدة بريح الشوفية من كتابات استفزازية استهدفت أبواب عدد من المنازل، وناشدت الأجهزة الامنية إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الفاعلين وإحالتهم الى القضاء المختص بتهمة العبث بالسلم الأهلي والقيام بأعمال استفزازية غريبة عن الشوف وأهله، رابطة ما يجري من محاولات لإثارة القلاقل في الجبل بسعي لعض الجهات التعكير على الجهد الذي يبذله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر طرقه أبواب الحوار، وعبر عمله الدائم لمنع أي توتر في الجبل مهما اشتدت الخلافات السياسية.
وبذلك تتجه السنة إلى اختتام أيامها على مشاهد متكررة من مآسي اللبنانيين الذين ينتظرون حصول المعجزات حتى تنفرج شدائدهم.