فاطمة شكر - الديار
تستمرُ معركة انتخاب رئيسٍ جديدٍ للبلاد داخلياً بين القوى السياسية، على الرغم من دعوة بعض الأطراف ودولٍ اوروبية وخارجية لانتخاب رئيسٍ للجمهورية بأسرع وقتٍ ممكن.
وتعوّل بعض القوى السياسية المعروفة الانتماءات على الخارج، المنهمك بأزماته المستفحلة يوماً بعد يوم بسبب استمرار الحملة العسكرية الروسية في اوكرانيا وارتفاع اسعار الغاز، اضافة الى استمرار الأزمة الغذائية مما بات يهدد دول اوروبا قاطبةً.
أوساطٌ سياسيةٌ في حزب الله تجزمُ أن التعويل على الخارج في الملف الرئاسي لن يقدم ولن يؤخر ، وتضيفُ الأوساط أن الحزب يسعى بكل قدراته لحل الأزمة السياسية من أجل اعادة ترتيب الأوضاع السياسية الداخلية ووضع لبنان على السكة الصحيحة.
وفي ظل تسارع الأحداث ظهر الحراك الجديد لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ولقائه مع عدد من الشخصيات اللبنانية، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وأشار مصدرٌ سياسيٌ مطلع على الملف الداخلي اللبناني، الى أن "حراك باسيل جاء عقب أزمته الأخيرة مع حزب الله بسبب الاختلاف بالآراء وبشكلٍ علني، ما أدى الى عزلته سياسياً في الداخل، لكن تداعيات ما جرى بين الوطني الحر وحزب الله ظلَّ في إطاره المحدد، ولم يخرج عن السيطرة بسبب ردة فعل حزب الله. وقد تلاقى الطرفان عقب حادثة رميش المفتعلة، والتي بقيت على المستوى المناطقي دون السياسي، إضافة الى اتصال المعايدة بمناسبة الأعياد الذي لم يتطرق الى أي ملف سياسي".
من جهةٍ ثانية، كشفت مصادر سياسية الى "ان اللقاء الذي جرى بين الرئيسين نبيه بري والمكلف نجيب ميقاتي في عين التينة منذ يومين تناول مجمل الاوضاع، لا سيما ما يتعلق منها بالاجتماعات الوزارية التشاورية، التي انبثق عنها اللجنة الوزارية الرباعية المكلفة تحديد الملفات والمواضيع الملحّة والضرورية التي تستدعي اجتماع حكومة تصريف الأعمال لاقرارها، والتي تم عرقلة اجتماعاتها، بعد تراجع "التيار الوطني الحر" عن المضي قدماً فيها، واصراره على موقفه برفض اجتماعات حكومة تصريف الأعمال، والاستعاضة عنها بالمراسيم الجوالة ووجوب توقيع ٢٤ وزيرا عليها، وهو ما يشكل بدعةً يرفضها ميقاتي وغالبية الوزراء".
واضافت المصادر "ان ميقاتي تطرق الى موضوع لقائه مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مؤخراً، وهو الأول بينهما، بعد تردي العلاقات وتصعيد المواقف، جراء رفض رئيس الحكومة المكلف الانصياع لمطالب وشروط باسيل التعجيزية، لتشكيل حكومةٍ آخر العهد التي لم تتألف، وبعد التجاذب السياسي الحاد، الذي رافق انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مؤخراً، في ظل الفراغ الرئاسي، بمعزل عن موافقة باسيل والذي تغيب عنها الوزراء المنضوون تحت جناح التيار، وخلصت نتائج اللقاء، بأنه أدى الى كسر حدة الخصومة وتطرية الاجواء بين الطرفين، ولكنه لم يؤدِ الى تبديد الخلافات القائمة بينهما، وبقي كل منهما على مواقفه، بخصوص وضعية الحكومة وكيفية توليها مهامها بتصريف الأعمال، وتسيير أمور الدولة وشؤون المواطنين".
وعليه، يبدو أن الأمور تتجه سلباً في ظل استمرار بعض الأطراف انتظار الخارج، الذي لم يبد أي استعداد لمساعدة لبنان سوى عبر المبادرة الفرنسية التي باركتها معظم الأطراف طالما انها لا زالت في سياق الكلام، وحتى تصبح المبادرة سارية المفعول ينتظر لبنان واللبنانيون على قارعة الطريق، ريثما تظهرُ الحلول لحل الأزمات.