بعد ما يقرب 10 أشهر من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مع وصولنا إلى نهاية عام 2022، بات مصير الحرب يؤرق بال العالم أجمع، بعدما ألقت بتداعياتها على شتى بقاع الأرض.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن آماله بانتهاء الحرب الأوكرانية الروسية في 2023، بالرغم من كونه لا يرى أي احتمال لإجراء محادثات لإنهاء تلك الحرب في المستقبل القريب، متوقعا استمرار الصراع العسكري المتصاعد بالفعل لحين الدخول في مفاوضات جادة.
دعا غوتيريش لبذل كل الجهود لوقف الصراع الأكثر تدميرا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية بحلول نهاية عام 2023.
10 أشهر من الصراع
لـ10 أشهر كاملة، عانى العالم من ويلات الصراع الذي اندلع فجر 24 فبراير 2022، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
شنّت القوات الروسية عمليات برية وجوية مُكثّفة في بداية الاجتياح بما مكنهم من السيطرة على مساحات واسعة من مقاطعة خيرسون الاستراتيجية جنوبي أوكرانيا.
سرعان ما كان رد الفعل الغربي سريعا، حين أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون دعم كييف عسكريا، إضافة إلى توقيع عقوبات اقتصادية سريعة على موسكو في محاولة لتعطيل الآلة العسكرية عن العمل.
باءت جهود المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بالفشل لوقف امتداد الصراع العسكري، إذ وضع كل من الطرفين اشتراطاته، وحددا سلسلة الأولويات، لكنها تعثرت فيها بعد ولم تصل حد التهدئة أو تجميد الصراع.
مثلت محاولة القوات الروسية السيطرة على منطقة ماريوبول نقطة بارزة في مسار الصراع، حين أعلن بوتين السيطرة النسبية على المدينة، قبل أن تشهد مقاومة من 2000 جندي أوكراني من داخل مصنع آزوفستال للصلب، رفقة قرابة الألف مدني.
توالت الضربات العسكرية بين الطرفين دون تحقيق سيطرة روسية كاملة، ودون انتفاضة أوكرانية بارزة، حتى كانت ملامح انفراجة بتوقيع اتفاق في إسطنبول للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود ثم تجديده لاحقا.
في تقدير معهد توني بلير للتغيير العالمي، فإنه من الواضح أن أوكرانيا قد اجتازت المرحلة الأولى من الحرب بنجاح أكبر مما كان يعتقد كل من مؤيديها والمنتقدين أنها ممكنة، إذ فشلت روسيا في تحقيق طموحاتها العسكرية، وبدأ المد يتحول لصالح أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية.
خلُص تقدير المعهد إلى:
لا يمكن لروسيا الآن أن تكسب الحرب وفقا للشروط التي وضعت في الأصل لتحقيقها، وهي السيطرة الكاملة على أوكرانيا. أوكرانيا مُجهزة بشكل جيد بما يكفي الآن لعدم خسارة الحرب، لكنها ليست مجهزة بشكل كاف حتى الآن للفوز في الحرب بشكل نهائي.
سيكون أداء أوكرانيا هذا الشتاء وكيف ستكون الهجمات في فصل الربيع حاسمة في مسار الحرب في عام 2023.
طبول الحرب في الشتاء
من جانبها، رجحت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تستمر الحرب طوال فصل الشتاء، مدللة على ذلك بالقول:
تزعم روسيا أنها تملك مئات الآلاف من المجندين الجدد الجاهزين للتجنيد، وتبني مصانع صواريخ جديدة وتستمر في تلقي الصواريخ والطائرات بدون طيار، بينما لا تزال تحصل على الدعم المالي من مبيعات النفط والغاز، مما يعني أنها ستمتلك الموارد الكافية.
تتطلّع أوكرانيا لشن هجوم جديد في وقت ما في الشتاء، وتستمر في تلقي التدريب والأسلحة المتطورة من الغرب.
من المشكوك فيه أن تتمكن روسيا من الاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها، لكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى تتمكن أوكرانيا من تحريرها.
لا توجد تحركات تشير إلى مناقشات جادة للمفاوضات، حيث توافق روسيا على الانسحاب ووضع حد للأعمال العسكرية.
لن يكون هناك اتفاق على الإطلاق حتى تُجبر روسيا على الخروج من جميع الأراضي بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
يبدو أن الرئيس الأميركي بايدن، ليس في عجلة من أمره لتزويد أوكرانيا بالمعدات الكافية لإنهاء الحرب بشكل حاسم بانتصار سريع.
إذا استلمت أوكرانيا أنظمة باتريوت، فقد تكون تغييرا دفاعيا يسمح لها بإعادة تركيز بعض عملياتها من الدفاع إلى الهجوم.