الراي الكويتية
في الوقت الذي يمعن الأطراف السياسيون الوازنون في الرهان على حِراكٍ خارجي بات يُستخدم كـ «صكّ براءة» من مكامن التعطيل الحقيقية لاستحقاقٍ رئاسي يخاض بحسابات ربْط لبنان بصراعات المنطقة وحرب النفوذ فيها، وتدخل في تعقيداته أيضاً اعتباراتٌ واقعية تتصل بالتوازن السلبي داخل البرلمان والمناحرات بين أطراف المعسكر الواحد، انشغل الوسط السياسي باللقاء الذي جمع مساء الجمعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
ومجرّد حصول لقاء جنبلاط، المتموْضع في المعارضة وضمن تحالف أحزاب سيادية يدعم مع مستقلين المرشح ميشال معوض، وباسيل الذي يتموْضع في الموالاة وانفجرت إشكاليةٌ كبيرة بينه وبين «حزب الله» على خلفية رفْض دعم ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة والذي يُبقي خيطاً رفيعاً مع الحزب عبر المضي بخيار الورقة البيضاء أو «الرمادية»، فإن هذا الأمر اعتُبر تطوراً بارزاً في سياق كسْر جدران الصمت التي ترتفع بين القوى الرئيسية والتي أطاحت حتى الساعة بمحاولتين من رئيس البرلمان نبيه بري لعقد طاولة حوار حول الرئاسة.
وتقاطعت المعلومات حول لقاء جنبلاط - باسيل على أنه لم يحمل خرقاً في الملف الرئاسي، بل جاء أقرب الى استطلاع موقف رئيس «التيار الحر» والخيارات التي يمكن أن يركن إليها رئاسياً، وسط حرصٍ أبداه «التقدمي» على إحاطة حلفائه سلفاً بهذا اللقاء وهو ما عبّرت عنه حركة النائب وائل ابو فاعور في اتجاه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع واستقبال جنبلاط، النائب ميشال معوّض.
وإذ أشار قريبون من جنبلاط إلى أن اللقاء لم يتطرق إلى أسماء، توقفت أوساط متابعة عند شكل الاجتماع الذي راوحت المعلومات حياله بينه أنه عُقد في منزل كريمة رئيس «التقدمي» داليا، وبدعوة من زوجها جو بيار الضاهر وبوساطة من النائب فريد البستاني، وبينه أنه حصل في منزل رئيس مجلس إدارة تلفزيون lbci (بيار الضاهر).
وبدأت بعض الدوائر تربط بين جغرافيا اللقاء وبين المعطيات عن أن الضاهر هو أحد الأسماء التي يطرحها في الكواليس باسيل من ضمن الخيارات البديلة عن كل من فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون اللذين يضع فيتو نهائياً عليهما، من دون أن تُعرف حدود المناورة في هذه «الطروحات» من التيار الحر ولا الحظوظ الفعلية لأسماء مثل الضاهر الذي لا يمكن لـ «القوات اللبنانية» مثلاً أن تسير به هذا إذا لم يكن التداول باسمه من باسيل في إطار «زكزكةٍ» لرئيسها سمير جعجع واستدراجه رئاسياً ولو لـ «كلامٍ» حول الرئاسة.