الجمهورية
فادي عبود
ما زالت المحاولات قائمة لانتخاب رئيس جمهورية، عبر جلسات متتالية لمجلس النواب سيطرت عليها السياسة قبل التفكير بشخص الرئيس وبرنامجه وقدرته على إخراج لبنان من محنته.
هناك سوء فهم لدور هذه المراكز وهدفها؟ هل يتقاتل الجميع للوصول الى المنصب بهدف خدمة الشعب؟ وهل يتنافسون بهذه الشراسة ليتمكنوا من خدمة المجتمع؟ ام انّ الهدف هو المنصب في حد ذاته بغضّ النظر عمّا اذا تحقق شيء او لم يتحقق، المهم أن اكون رئيساً للجمهورية لأنّ تاريخ عائلتي يستحق ذلك، او لأنّ دوري الآن في تَسلّم المنصب ولا يهم ما يمكن ان أقدمه للناس وما يمكنني تحقيقه.
قبل التفكير بالمنصب في حد ذاته، نريد ان نطلب الممكن لأننا بلد صغير وان نحلم بأن تتحوّل انتخابات رئاسة الجمهورية لِتُبنى على برامج وخطة عمل، فنعرف مسبقاً ما يمكن لرئيس الجمهورية المقبل ان يقدّم وكيف سيساهم في تحسين حياة الناس، هل سيقدّم برنامج عمل متكامل لخطة عمل واضحة المعالم؟ وماذا يمكنه ان يقوم به بنحو مُغاير لتغيير الواقع وتحقيق اهداف ملموسة؟.
نأسف للاستمرار في تعيين وانتخاب الاشخاص على خلفيات محاصصة، ترضية، اعتبارات سياسية وتحالفات ونترك الناس لمصيرها، هذه جريمة مستمرة في حق الشعب اللبناني الذي يتوسّل فرصة أو ضوءاً في نهاية النفق.
نودّ ان نعرف قبل انتخاب الرئيس ما هي خطة عمله؟ والاهم من هو فريق عمله الذي سيتسلّم المرحلة المقبلة؟ هذا الفريق هو أداة العمل الحقيقية والمطبخ الداخلي لمساعدة الرئيس في تحقيق الاهداف.
ولكي يكون الرئيس وفريق عمله ملتزمين بإصلاح حقيقي من الافضل ان يملكوا المواصفات الآتية:
- نحلم أن يكونوا مؤمنين بالشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة ويتعهدوا بتطبيقها.
- أن يملكوا برنامجاً واضحاً، علمياً وقابلاً للتطبيق، نأمل في الانتهاء من برامج الـ»كليشيه» وترداد عبارات لا يتم تحليلها في العمق مثل السيادة الكاملة، الاستقلال، رفع الهيمنة... لأنّ دولاً اكبر منّا لم تتمكن من تحقيق السيادة الكاملة، والدول التي تتمتع بسيادة حقيقية عالمياً لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.
- ثالثاً، ان نعرف خطتهم لإحياء القطاع المصرفي في لبنان، والذي تم تدميره تحت قيادة المصرف المركزي، خصوصاً ان إعادة الثقة بالقطاع المصرفي لن تتحقق من دون اعادة ما تبقى من الودائع لأصحابها كما ذكرنا مراراً، ويؤسفنا انّ المصارف تلعب لعبة تمييع القضية لتُطيل الموضوع لأكبر فترة ممكنة، وبالتالي تقليص الودائع والتهرّب من إرجاعها لأصحابها، وفي الوقت نفسه تستمر المصارف في رفض الافصاح عن الارقام الدقيقة بمعنى كم أخذ منها المصرف المركزي، وكم أرجَع وما تبقّى عندها من الودائع...
- رابعاً، ان يكونوا قد حققوا إنجازات ملموسة في حياتهم، ولا تُحتسب الوراثة السياسية كإنجاز، او التمثيل الطائفي، او حتى الثروات التي تم تجميعها من احتكارات وتَحايل على القانون، فهناك في لبنان كثير من الطاقات والادمغة التي حققت إنجازات في مختلف المجالات والقطاعات.
على الجميع التفكير بعقلانية والترفّع عن المكتسبات الشخصية اذا أردنا إنقاذ ما تبقى من لبنان، والأهم اننا نشدّد على اهمية التعريف بفريق عمل كل مرشح لرئاسة الجمهورية لا ربط الانتخابات بشخصه حصراً، ففريق العمل يقوم بدور اساسي في ادارة عهد الرئيس ووضع تصوّراته موقع التنفيذ. وبالتالي، حين يترشّح أحدهم للمنصب، يقوم بالتعريف عن فريق عمله وخطة العمل بالتفصيل وما النقاط التي سينجزونها خلال العهد الرئاسي وعبر أيّ وسائل؟ ومن المنطقي ان ينطبق ذلك ايضاً على الرئاستين التنفيذية والتشريعية في لبنان.
ما توَعّونا عم نحلم.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا