الديار
للمرة العاشرة، فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيسٍ للجمهورية بعدما اجهض التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية دعوة رئيس المجلس نبيه برّي إلى الحوار. وهكذا لم يحمل المشهد أيّ جديد، لتنتهي الجلسة بفقدان النصاب في الدورة الثانية من دون أن يحدد بري موعداً لجلسة جديدة على غرار ما كان يفعل في ختام كلّ جلسة، مرحلا الاستحقاق الى العام المقبل. وقد انتهت عملية فرز الأصوات، ب38 صوتا لميشال معوض، و37 ورقة بيضاء، و9 الميثاق، و8 عصام خليفة، و6 لبنان الجديد، و2 زياد بارود، و2 صلاح حنين، و2 التوافق، وصوت واحد لميلاد أبو ملهب، وصوت واحد لشفيق مرعي و3 أوراق ملغاة.
سيناريوهات بديلة؟
في هذا الوقت، نفت مصادر نيابية بارزة وجود توجه لدى الرئيس نبيه بري لتطبيق سيناريو فرض الأمر الواقع بعد رأس السنة، من خلال الاتفاق مع حزب الله على عدم إخلاء قاعة البرلمان بعد انتهاء الدورة الأولى من الاقتراع بحيث يفرض عقد الجلسة الثانية بأكثرية الثلثين، ثم يقترع النواب لمن يريدون بحيث يفوز من يحصل على النسبة الكبرى من الأصوات. ولفتت الى ان هذا السيناريو ليس واقعيا في ظل الخلافات العميقة مع التيار الوطني الحر، وعدم امكان التوصل الى تسوية مع القوات اللبنانية، وهما الكتلتان المسيحيتان القادرتان على منح الميثاقية لاي رئيس كما الاصوات اللازمة لانتخابه... والى ان تتضح صورة الحراك الخارجي الذي لم يتجاوز حتى الان حدود «جس النبض»، اتضح، وفق مصادر مطلعة، ان المجتمع الدولي ليس معنيا حتى الآن بنقاش الأسماء المطروحة للرئاسة، وحتى اللقاءات التي عقدت مؤخرا في قطر مع رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، لم يطرح فيها اي نقاش حول اسم اي مرشح، بل تركزت النقاشات على البحث عن افضل السبل للخروج من الازمة الراهنة. وقد تكرر على مسامع المسؤولين اللبنانيين كلام عام حول تطبيق الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتعيين الهيئات الناظمة للقطاعات الحيوية.
الفاتيكان «مستاء»
وتبقى المفارقة اللافتة المعلومات التي نقلتها مصادر دبلوماسية عن اوساط «فاتيكانية» تحدثت عن شعورها بالاستياء والاحباط من الانقسامات المسيحية حول كيفية مقاربة ملف الانتخابات الرئاسية. واشارت الى ان الفاتيكان ابلغت البطريرك الماروني بشارة الراعي بهذا الموقف، معتبرة ان الكتلتين المسيحيتين الكبريين، هما معنيتان على المستوى الوطني والمسيحي، بتوحيد الموقف حيال موقع الرئاسة الاولى، وحالة الانقسام بينهما هي المسؤولة عن هذا الفراغ الذي يصيب الموقع في الصميم ويضعف من قدرة المسيحيين على التأثير في القضايا الوطنية، ويمنح الآخرين القدرة على التأثير في الاستحقاق.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا